“الوعي” حول القافلة البرية إلى معبر رفح: نتابع بقلق مفعم بالشك والحذر

“الوعي” حول القافلة البرية إلى معبر رفح: نتابع بقلق مفعم بالشك والحذر

يتابع “حزب الوعي” ببالغ القلق والاستغراب المُغلف بالشك والريبة، ما تم تداوله بشأن انطلاق قافلة برية تضم عشرات الحافلات والمركبات من دول عربية شقيقة من شمال إفريقيا، عبر الأراضي الليبية، بهدف الوصول إلى الحدود المصرية ومحاولة الدخول إلى معبر رفح بزعم كسر الحصار المفروض على غزة، وإيصال مساعدات إنسانية.

وإذ يُجدد “حزب الوعي” احترامه وتقديره لكل جهد شعبي أو رسمي يُراد به نصرة الشعب الفلسطيني، ويُثمِّن مشاعر التعاطف العربي الصادق مع أهلنا في غزة الجريحة، إلا أن ما يجري من تحرك عابر للحدود خارج أي تنسيق سياسي أو أمني مع الدولة المصرية، يُعد تجاوزًا مرفوضًا وخطرًا داهمًا على السيادة المصرية، وخرقًا فاضحًا لقواعد الأمن القومي العربي.

وتابع: إن محاولة الوصول إلى معبر رفح بهذا الشكل غير المنضبط، وفي توقيت بالغ الحساسية وعدم اليقين، لا يمكن تفسيره إلا كتصرف عشوائي خطير يفتقر لأبسط درجات المسؤولية، ويهدد حياة المشاركين، ويُحمّل الدولة المصرية أعباءً أمنية وعسكرية وإنسانية جسيمة، في منطقة تُعدّ مسرحًا لعمليات عسكرية إسرائيلية، وتخضع لتأهب ميداني وجوي مستمر.

واستكمل: وإننا في “حزب الوعي”، إذ نحذر من خطورة هذه المحاولة، نُبدي شكوكًا مشروعة حول نوايا بعض الأطراف المُحرّكة أو المتستّرة خلف هذا التحرك، خاصة في ظل شواهد ريبة متعددة توحي بإمكانية استغلال هذا الحراك لتوريط مصر في اشتباك إقليمي أو لإحداث فتنة داخلية أو دولية، في لحظة فارقة من تاريخ القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها.

وأوضح الحزب، أن العمل من أجل غزة لا يكون باقتحام بوابات مصر، بل بدعم صمودها ورفض محاولات تهجير أهلها، وهو ما تقوم به الدولة المصرية بالفعل، بثبات وشجاعة، سياسيًا ولوجستيًا، عبر جهودها في وقف إطلاق النار، وتوفير المعونات، والتصدي الحاسم لمخطط تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري.

وبين: وكان من الأولى، بل من الأجدر، أن تتحرك هذه القافلة في إطار منسق مع دولها، أو عبر وسائل مشروعة وفعالة كتسيير مساعدات بحرية أو إقامة فعاليات رمزية في العواصم، دون التورط في مغامرة قد تتحول إلى مأساة، وتُستغل لإرباك جهود المقاومة الحقيقية على الأرض.

وإزاء هذا التطور الخطير، يدعو “حزب الوعي” كافة القوى العربية والإسلامية والمسيحية، من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وكيانات رسمية، إلى التزام الحكمة والتروي، والتحرك ضمن ما تتيحه الشرعية الدولية وسيادة الدول، لا في اتجاه المغامرات الميدانية، التي لا تخدم سوى أعداء الأمة.

كما يناشد الحزب حكومات الدول التي انطلقت منها هذه القافلة بتحمّل مسؤولياتها السياسية والأمنية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية مواطنيها، والامتناع عن الدفع بعناصرها في مغامرات غير محسوبة، قد تنقلب وبالًا على الجميع.

وفي الختام، يؤكد “حزب الوعي” أن مصر ستظل بوابة الأمة نحو فلسطين، وسندها التاريخي في كل المعارك، وستبقى الدولة المصرية حريصة على نصرة الحق الفلسطيني، ولكنها لن تسمح أبدًا لأي جهة، أيًا كانت، بالمساس بأمنها أو اختراق حدودها أو تهديد سيادتها الوطنية.