مجلة أمريكية: البنتاغون قد يسبب قلقاً لأستراليا وبريطانيا من خلال إعادة تقييم اتفاقية “أوكوس”

مجلة أمريكية: البنتاغون قد يسبب قلقاً لأستراليا وبريطانيا من خلال إعادة تقييم اتفاقية “أوكوس”

أفادت دورية ديفينس نيوز الأمريكية بأن البنتاجون قرر مراجعة الاتفاقية الأمنية ثلاثية الأطراف المعروفة باسم “أوكوس” بشأن تبادل تكنولوجيا الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية مع أستراليا والمملكة المتحدة، وهو قرار أدانه الديمقراطيون في الكونجرس على الفور، وقد يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة.

ونقلت الدورية المتخصصة في الشئون الدفاعية والعسكرية، اليوم الخميس، عن متحدث باسم البنتاجون قوله في بيان الليلة الماضية – “تُراجع الوزارة اتفاقية أوكوس في إطار ضمان توافق هذه المبادرة التي أطلقتها الإدارة الأمريكية السابقة مع أجندة الرئيس دونالد ترامب “أمريكا أولًا”.

وأشارت إلى أن المتحدث لم يفصح عن هوية الجهات المشاركة في هذه المراجعة، أو موعد انتهائها، أو سبب إطلاقها باستثناء القول إن البنتاجون قلق بشأن جاهزية قواته وصناعة الدفاع الأمريكية.

وذكرت ديفينس نيوز، أنه في إطار الاتفاقية الإمنية، ستبني بريطانيا وأستراليا غواصة تعمل بالطاقة النووية، على أن تبيع الولايات المتحدة غواصات من طراز فرجينيا إلى كانبرا في غضون ذلك كما تتضمن الاتفاقية أيضا هدفا منفصلا للدول الثلاث لتطوير تقنيات متقدمة معا، مثل الحوسبة الكمومية والصواريخ الأسرع من الصوت.

وتابعت أن هذا القرار يأتي بعد عدة أيام من لقاء وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بنظيره الأسترالي ريتشارد مارليس في سنغافورة حيث لم يذكر هيجسيث في خطابه حول سياسة إدارة ترامب في آسيا، إتفاقية أوكوس، كما رفض مارليس أيضا التحدث عنها في مقابلة مع ديفينس نيوز لاحقا.

وفي جلسة استماع لتأكيد تعيينه في مارس الماضي، أعرب رئيس قسم السياسات في البنتاجون، إلبريدج كولبي، عن تشككه بشأن أوكوس نظرا لصعوبة زيادة أمريكا لإنتاجها من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، الأمر الذي قد يزيد بالتالي من صعوبة بيع غواصات إضافية لأستراليا.

وقال كولبي: “إذا استطعنا إنتاج غواصات هجومية بأعداد كافية وبسرعة كافية، فهذا رائع. لكن إذا لم نتمكن من ذلك، فستصبح هذه مشكلة صعبة للغاية.”

كما جادل كولبي بأن أستراليا، التي تزيد إنفاقها الدفاعي إلى حوالي 2.4% من إجمالي الناتج المحلي بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، يجب أن ترفع ميزانيتها الدفاعية بشكل أسرع بكثير. وفي بيان للبنتاجون بعد اجتماع هيجسيث ومارليس، قالت الولايات المتحدة إنها تريد أن يكون هذا الرقم 3.5% من إجمالي الناتج المحلي.

وفي أبريل الماضي، دافع قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صموئيل بابارو، عن أهمية الاتفاقية في شهادته أمام الكونجرس، وقال إن الجهود المبذولة في مجال الغواصات النووية “حققت جميع الأهداف” من الناحية التشغيلية.

وأوضح بابارو: “أن تقدم إتفاقية أوكوس ميزة بالغة الأهمية لقيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. هذا يتيح لنا سرعة استجابة أسرع مقارنة بهاواي وواشنطن وسان دييجو”.

ولمساعدة أمريكا على بناء المزيد من الغواصات، أنفق الكونجرس مليارات الدولارات في مشاريع قوانين دفاعية حديثة موجهة لهذا الغرض، كما تعهدت أستراليا بتقديم 3 مليارات دولار من تمويلها الخاص لمساعدة الولايات المتحدة على بناء المزيد من الغواصات، وهو ما أشار إليه مارليس في مقابلته مع الدورية.

وقال: “إنه تحد، لكنني أعتقد أنه تحد يُمكننا مواجهته”.

وانتقد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين البيت الأبيض لإثارة الشكوك حول مستقبل اتفاقية أوكوس حيث قال السيناتور تيم كين، الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، في بيان: “إذا كانت هذه الإدارة جادة في مواجهة النفوذ الصيني، فإنها ستعمل على وجه السرعة مع شركائنا في أستراليا والمملكة المتحدة لتعزيز هذه الاتفاقية وضمان اتخاذ خطوات لتعزيز قاعدتنا الصناعية للغواصات”.

وقالت جين شاهين، عضوة لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الديمقراطية عن ولاية نيو هامبشاير، إن خبر تخلي ترامب عن أوكوس “سيقابل بالترحاب في بكين” وسيُضعف مكانة أمريكا في العالم أكثر.

وأضافت: “في الوقت الذي نواجه فيه تهديدات متزايدة، علينا تشجيع شركائنا على زيادة إنفاقهم الدفاعي والشراكة معهم في أحدث التقنيات – لا العكس”.