التعليم المتوسط والجودة: التحديات والسلوكيات السلبية

تداولت مواقع التواصل فيديو صادم لإحدى تلميذات المرحلة الإعدادية وهي تشكو بأسلوب سوقي فظ ما تراه صعوبة امتحان، وتتسآل كيف يستطيع مخها الصغير استيعاب المواد، ثم صبت لعناتها على المراقبين لأنهم منعوها من الغش. هل نلومها؟ صراحة لا. سلوكيات هذه التلميذة سمة في مراحل التعليم قبل الجامعي والجامعي، إلا أن شعارات تطوير التعليم والجودة بتظاهراتها تعلو على نواقصه الغالبة بقسوة.
تدهور سلوكي في التعليم والرياضة
تدهور سلوكي في التعليم والرياضة، في فضائيات، في منشورات مواقع التواصل، في قذف القطارات والحيوانات بالحجارة، في شجارات داخل المدارس وخارجها. الغش حق مكتسب وكذلك الاعتداءات على المراقبين في اللجان. التنمر على مواقع التواصل هو مكافآة القائمين على العملية التعليمية. سلوكيات عدائية انتقامية كاشفة عن انحدار مجتمعي وإداري. جيل يتشرب سلوكيات الغش كحق والبلطجة كمهارة، بالعدوى وبغياب الأسر عن دورها التربوي، وبحاجة الدولة لمسؤولين على مستوى من الكفاءة والتجرد والقبول.
الجودة الشكلية في الجامعات
الجودة الشكلية في الجامعات مؤكدة لاختزال العملية التعليمية في ملفات واستبيانات تسمح للطلاب بالتجاوز في حق أعضاء هيئة التدريس، لم تكرس الجودة المزعومة الأخلاقيات وثقافة الأمانة العلمية والالتزام وحضور الفصول الدراسية. توقيا لتلك الاستبيانات تباعد بعض أعضاء هيئة التدريس، وانكفأ البعض الآخر على الاستظراف والتسطيح حتى يرضى الطلاب. اتسعت الوديان بين أعضاء هيئة التدريس والإدارات.
هل غاب عن الإدارات أن التجاوز في حق أعضاء هيئات التدريس سينتج عنه خريجون لا يحترمون أية سلطة أو إدارة في الدولة وجهات العمل؟!
جودة عملية تعليمية أم جودة كراسي وشعارات؟ الجودة باستبياناتها الفاسدة أصبحت مصدر إحباط لأعضاء هيئة التدريس وسبب تصعيد هنا وهناك للقائمين عليها!
المجتمع والدولة مسؤولان عن أجيال غابت عنها سلوكيات الاحترام والأمانة وبذل الجهد.
اللهم لوجهك نكتب علما بأن السكوت أجلب للراحة والجوائز،،
كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس
Prof. Hossam M.A. Fahmy