بعد اغتيال قائدها وتعيين خلف له.. ما هي القوة الفضائية الإيرانية؟

بعد اغتيال قائدها وتعيين خلف له.. ما هي القوة الفضائية الإيرانية؟

في قلب العقيدة العسكرية الإيرانية لا تعد “القوة الجوفضائية” التابعة للحرس الثوري مجرد تشكيل عسكري تقليدي، بل جهاز مركزي يدير أدوات الردع والهجوم في وقتٍ واحد.

وفي أعقاب مقتل قائدها البارز الجنرال في هجوم إسرائيلي داخل ، عادت هذه القوة إلى واجهة المشهد الإقليمي والدولي، ليس فقط بما تملكه من ترسانة نوعية، بل بما تمثله من رمز استراتيجي.

وعين المرشد الإيراني العميد مجيد على رأسها ليؤكد أن المشروع الجوفضائي لا يزال أولوية مطلقة، في ظل اشتداد المواجهة المفتوحة مع وتزايد الضغوط الدولية على طهران.

فما هي هذه القوة؟
تعود جذور القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني إلى عام 1985، عندما تأسست كفرع جوي ضمن قوات الحرس، مكلفة بالطيران العسكري والدعم القتالي.
غير أن طبيعة الحرب العراقية – الإيرانية دفعت طهران لاحقاً إلى إعادة هيكلتها.
وفي عام 2009، اتخذت هذه القوة شكلها الحالي، بعد تغيير اسمها إلى “القوة الجوفضائية” لتعكس مهمتها المركزية في قيادة برنامج الصواريخ الباليستية والعمليات الجوية غير التقليدية، بما في ذلك الدفاع الجوي والفضاء والطائرات المسيّرة.

المهام الاستراتيجية والمحاور القتالية
1. إدارة الترسانة الصاروخية
القوة الجوفضائية هي الجهة المسؤولة عن إدارة وإطلاق الترسانة الصاروخية الإيرانية التي توصف بأنها الأكبر في الشرق الأوسط.

تشمل هذه الترسانة صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مثل “”، “قيام”، “خرمشهر”، “ذو الفقار”، و””، وتمتلك مدى يصل إلى العمق الإسرائيلي وحتى أطراف أوروبا.

2. تطوير وتشغيل الطائرات المسيّرة
أصبحت هذه القوة رائدة في تطوير الطائرات بدون طيار، مثل “شهد 129″ و”شهد 136” الانتحارية، ما جعلها أداة استراتيجية غير تقليدية في الحروب.

3. القدرات الدفاعية الجوية
تشغّل القوة أنظمة دفاع جوي متقدمة إيرانية الصنع مثل “رعد”، “باور 373″، و”ثالث خرداد”، وتزعم طهران أن هذه المنظومات قادرة على مواجهة التهديدات من الطائرات والصواريخ، وحتى اعتراض الأقمار الصناعية.

4. البرنامج الفضائي العسكري
تحت إشرافها المباشر، أطلقت عدة أقمار صناعية عسكرية، أبرزها (نور 1، ونور 2، ونور 3)، باستخدام صواريخ “قاصد” و”قائم 100″، وهي جهود تعكس طموحات طهران في تطوير صواريخ عابرة للقارات تحت غطاء النشاط الفضائي.

البنية التحتية السرية
تتمتع هذه القوة ببنية تحتية متقدمة تتضمن ما يُعرف بـ”مدن الصواريخ” وهي قواعد ومنصات إطلاق صاروخي تحت الأرض، موزعة في عمق الجبال، يُعتقد أنها تتيح إطلاق الصواريخ دون رصد خارجي.

كما تُشغّل منشآت تصنيع وتطوير تحت مظلة “منظمة للاكتفاء الذاتي”، التي تنتج الأنظمة الصاروخية وتقنيات التحكم والاستهداف.

القيادة والارتباط المباشر بخامنئي
تخضع القوة الجوفضائية مباشرة لسلطة المرشد الأعلى علي ، بعيداً عن تسلسل التقليدي في إيران، مما يمنحها حرية تنفيذ العمليات والتخطيط الاستراتيجي بشكل مستقل.
حتى يونيو/حزيران 2025، قاد هذه القوة اللواء أمير ، الذي قتل في ضربة إسرائيلية استهدفت مقراً قيادياً تحت الأرض، قُتل معه ضباط كبار منهم قائد الطائرات المسيّرة وقائد الدفاع الجوي.
وكان رمزًا للصقور العسكريين، حيث ارتبط اسمه بتطوير صواريخ “خرمشهر”.
وعقب مقتله، أصدر المرشد الأعلى قراراً بتعيين العميد مجيد موسوي، نائبه السابق، في منصب القائد الجديد.
وموسوي شخصية أمنية مؤثرة، عمل في إدارة البرامج الصاروخية والمسيّرات، ويُعتقد أنه سيواصل النهج ذاته.
رأس الحربة الاستراتيجية لطهران
وتعد القوة الجوفضائية ليست مجرد وحدة عسكرية، بل تمثل جوهر استراتيجية الردع والهجوم الإيرانية. تجمع بين التكنولوجيات الصاروخية، والمسيّرات، والقدرات الفضائية.
ومع تعيين قائد جديد، يبدو أن هذه القوة ستظل على رأس أدوات المواجهة الإيرانية، في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل وأمريكا.