مجرة قنديل البحر: اكتشاف فلكي فريد في أعماق الكون

في اكتشاف فلكي مثير، رصد علماء الفلك مجرة غريبة الشكل تُعرف باسم NGC 4858، أطلقوا عليها لقب “مجرة البحر”.
وتأخذ المجرة شكل البحر مع سمات غير معتادة، من بينها تكوينات تشبه “آذان الأرنب” وذيل داخلي غريب، ما يوفّر رؤية غير مسبوقة لتفاعلات المجرة في بيئة كونية شديدة .
وقاد فريق البحث عالما الفلك من ، هاريسون سوشيرو والبروفيسور ، وركزوا دراستهم على القوى الداخلية والخارجية التي تؤثر على المجرة، الواقعة داخل عنقود كوما، على بُعد أكثر من 300 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وتعد عناقيد المجرات من أكبر البنى في الكون، إذ تضم مئات أو آلاف المجرات، إلى جانب كميات هائلة من الغاز الساخن والمادة المظلمة.
وخلال حركة المجرة داخل هذا العنقود، تتعرض لضغط خارجي هائل يُعرف باسم “ضغط الدفع”، وهو شبيه بالرياح العاتية التي تزيل الغاز الداخلي للمجرة، مسببًا تشوهًا في بنيتها وامتدادًا شبيهًا بذيل قنديل البحر يتكوّن من الغاز والنجوم الفتية.
وأوضح سوشيرو: “تتحرك المجرة بسرعة هائلة داخل عنقود كوما، وكأنها داخل نفق رياح، ويتعرض غازها لعملية تجريد بفعل هذه الرياح الشديدة”.
اعتمد الفريق في دراسته على صور عالية الدقة للغاز الجزيئي داخل المجرة، التقطها تلسكوب “ألما” ضمن مشروع مسح لمجرات قناديل البحر. وكشفت هذه الصور، إلى جانب بيانات من تلسكوب “هابل” وتلسكوب “” الياباني، عن تفاصيل مذهلة، أبرزها تكوينات تشبه “آذان الأرنب” ناتجة عن تفاعل دوران المجرة مع ضغط الرياح البيئية.
كما لاحظ الباحثون ظاهرة نادرة تُعرف باسم “الارتداد”، حيث يُدفع الغاز خارج قرص المجرة بفعل الرياح، لكنه لا يصل إلى سرعة الهروب الكاملة، ما يؤدي إلى عودته نحو القرص في مشهد يُشبه “نافورة مجرّية”.
وعلّق كيني على ذلك بقوله: “عادة ما يُنظر إلى ضغط الدفع كوسيلة لإزالة الغاز، وهو أمر بالغ الأهمية لأنه المادة الخام لتكوين النجوم، لكن هذه الظاهرة تُظهر أن بعض الغاز يعود ليتركّز في الأذرع الحلزونية المشوّهة على جانب واحد من ذيل المجرة الداخلي”.
وقدم سوشيرو نتائج الدراسة خلال الاجتماع الصيفي للجمعية الأمريكية لعلم الفلك، في حين نُشرت الورقة العلمية على منصة “أرخايف” وشارك في الدراسة علماء من عدة دول بينها ، ، المملكة المتحدة، ، وأستراليا، ما يعكس الطبيعة التعاونية الدولية لهذا الإنجاز الفلكي.