مسؤول أمريكي: السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه العراق تشهد تغييرات في أولوياتها

أكدت عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، دينيس ناتالي، أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق تشهد تحولا في أولوياتها، مشيرة إلى أن التركيز الأمريكي بات يتوزع بشكل أوسع على قضايا إقليمية أخرى، دون أن يعني ذلك غياب الاهتمام بالعراق.
وفي جلسة نظمها معهد “تشاثام هاوس” البريطاني في لندن، أوضحت ناتالي أن “واشنطن تتابع تطورات الأوضاع في العراق، خصوصا في سياق تعامله مع الملفات الإقليمية، مثل العقوبات المفروضة على إيران، مؤكدة أن الولايات المتحدة لا تزال شريكا فاعلا للعراق، ولكن بشكل يختلف عن الأطر السابقة التي ركزت على إعادة بناء المؤسسات وتعزيز المجتمع المدني”.
وأضافت، أن “هذا التحول في طبيعة العلاقة انعكس على حجم التمويل المخصص لبعض برامج الدعم المؤسسي والرقابي، معتبرة أن ذلك يرتبط بإعادة تقييم للسياسات الأمريكية في المنطقة وفقا لتغير الظروف”.
من جانبه، أشاد السفير البريطاني السابق في بغداد، ومدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، ستيفن هيكي، بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتحييد البلاد عن التوترات الإقليمية، محذرا في الوقت ذاته من المخاطر المحتملة في حال تصاعد الصراعات في المنطقة.
وأشار هيكي إلى أن معالجة العراق لملفات مثل الفساد والمناخ والإصلاح الأمني، من شأنها أن تعزز استقراره وتسهل عليه الحفاظ على الحياد الإقليمي.
كما رحّب بالتقارب التدريجي بين العراق ودول الجوار، وخصوصا مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن تعزيز العلاقات مع السعودية، الإمارات، وقطر، قد يشكل رافعة مهمة لخروج العراق من دوائر الصراع.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية احترام القانون الدولي كمرتكز أساسي لحل النزاعات الإقليمية، سواء ما يتعلق بالملف الإيراني أو التوترات بين دول المنطقة.