السكك الحديدية تواجه تحديات كبيرة.. تجاوزات عديدة تهدد سلامة النقل مع الفراهيدي كنموذج.

السكك الحديدية تواجه تحديات كبيرة.. تجاوزات عديدة تهدد سلامة النقل مع الفراهيدي كنموذج.

– محلي
يشهد في السنوات الأخيرة تجاوزات خطيرة ومتكررة على خطوط ، سواء من خلال إنشاء منازل ومباني سكنية قريبة جداً من خطوط السير، أو من خلال التوقف العشوائي للمركبات على السكة، وعبور السيارات أمام القطارات دون انتظار مرورها.

هذه الظاهرة لا تهدد فقط سلامة المواصلات العامة، بل تشكّل خطراً مباشراً على حياة المواطنين والعاملين في ، كما تؤثر سلباً على البنية التحتية المتبقية لمنظومة النقل السككي في البلاد.

البناء العشوائي قرب خطوط السكة
وفي العديد من المحافظات، خصوصاً والبصرة والناصرية، تم رصد آلاف الحالات من بناء منازل أو أكشاك أو حتى منشآت تجارية تبعد أمتاراً قليلة فقط عن سكة الحديد.
ويُعدّ هذا النوع من التجاوز خطيراً للغاية، حيث يؤدي إلى تقييد حركة القطارات وتعطيل أعمال الصيانة وتهديد سلامة السكان والقطارات في حال وقوع حادث.
وأشارت تقارير حكومية إلى “وجود أكثر من 10 آلاف حالة تجاوز على سكك الحديد في ، لا سيما في مناطق ذات كثافة سكانية عالية”.
إيقاف المركبات على خطوط السكة
ومن الظواهر المتكررة التي تسجلها السكك الحديدية، توقف بعض سائقي المركبات على السكة بانتظار عبور شارع أو إشارة مرورية، دون تقدير لخطورة ذلك.
وفي بعض الحالات، يقوم السائقون حتى بالتصوير أو الحديث عبر الهاتف، غير مبالين باقتراب القطار، ما يؤدي إلى حوادث دهس أو تصادم.
عبور السيارات من دون السماح للقطار بالمرور
الحالة الأكثر لفتاً للانتباه هي التي تحدث يومياً تقريباً عند تقاطعات سكة الحديد في مناطق مثل باب المعظم، ، حيث يعمد بعض السائقين إلى عبور التقاطع من دون انتظار القطار، حتى وإن كانت الإشارات التحذيرية تعمل.
وتسببت هذه الظاهرة بحوادث مميتة، بعضها وثّقته عدسات المواطنين.
 


تجاوزات في محيط كلية الفراهيدي
ومن أبرز الأمثلة التي أصبحت رمزاً للإهمال، ما يحصل قرب كلية الفراهيدي في بغداد، حيث تمر السكة الحديدية بجوار المؤسسة التعليمية، وتزدحم المنطقة بالسيارات والمارة.
ناشطون تناقلوا على التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت مدى انتشار ظاهرة إيقاف المركبات على خطوط السكة مما يعيق او يؤخر حركة القطارات.
وغالبا ما تنتشر الفيديوات قرب كلية الفراهيدي التي تقع بنايتها قرب سكة الحديد.
ووفقا لناشطين فأن “تجاوزات البعض من طلبتها وموظفيها على خط سكة الحديد مما سبب ارباكا كبيرا في مرور القطارات وتاخر الكثير منها بانتظار إزالة المركبة من على مسار سكته من دون أي محاسبة او اتخاذ أي اجراء للحد من هذه الظاهرة التي زادت في الفترة الأخيرة”.
الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة
ومن الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة ضعف الرقابة وغياب الوعي المروري والثقافة العامة هذه الممارسات وتراكم التعديات دون محاسبة أو إزالة قانونية والفساد الإداري وضعف التنسيق بين الجهات المختصة وتردي حالة منظومة السكك الحديدية مما يقلل من هيبتها واحترامها من قبل الجمهور.
الآثار المترتبة على التجاوزات
وسُجلت عشرات الحوادث سنوياً بسبب اصطدام القطارات بمركبات أو أشخاص يعبرون بشكل غير قانوني.
كما ان الحكومة تتكبد خسائر كبيرة في إصلاح القطارات والبنية التحتية، فضلاً عن تأخير حركة النقل، وان إحباط خطط تطوير السكك الحديدية تعرقل هذه التجاوزات مشاريع إعادة تأهيل السكك أو إدخال خطوط حديثة.
غياب المحاسبة والمساءلة
ورغم خطورة هذه الظواهر، فإن الجهات الرسمية لم تتخذ إجراءات رادعة كافية.
ونادراً ما تُسجل مخالفات قانونية، ولا توجد حملات توعية جدية. وحتى في حالة وقوع حادث، غالباً ما يُحمّل الضحية المسؤولية أو يُغلق التحقيق من دون محاسبة المتجاوزين.
وشدد مراقبون على ضرورة تنظيم حملة وطنية لإزالة التجاوزات تقودها بالتعاون مع الجهات الأمنية والمحلية و تشريع قانون خاص لحماية السكك الحديدية يُجرّم كل من يتجاوز على خطوط السكة، سواء بالبناء أو التوقف أو العبور غير القانوني مع إنشاء بوابات ذكية عند التقاطعات الحيوية وتثبيت كاميرات مراقبة ورادارات لتسجيل المخالفات والتنسيق مع وزارتي الداخلية والتعليم العالي لضمان سلامة المناطق القريبة”.
التجاوزات على سكك الحديد في العراق تمثل أزمة مستمرة تهدد السلامة العامة وتعرقل جهود التطوير والنقل الآمن.
ومعالجة هذه الأزمة تتطلب إرادة سياسية، تشريعات واضحة، وحملات توعية جماهيرية.
ومن دون هذه الخطوات، ستبقى منظومة السكك الحديدية العراقية رهينة والإهمال، معرضة للانهيار التام.