خفض الوجود العسكري قرب حدود العراق: واشنطن تبدأ سحب قواتها بشكل تدريجي من سوريا

– دوليات
أنهت القوات الأميركية في المرحلة الأولى من تقليص قواتها في شمال شرق البلاد، عبر سحب 500 جندي، مع إخلاء قاعدتَي “حقل العمر” و”معمل غاز كونيكو” ونقطة انتشار بالقرب من بلدة الباغوز على الحدود مع .
ويأتي ذلك وسط توقّعات باستكمال المرحلة الثانية من الانسحاب خلال الشهرين المقبِلين، وتأكيد أنّ تلك الخطوات منسّقة بينها وبين وسوريا.
ورغم إعلان “البنتاغون” أنّ المرحلة الأولى التي كانت مقرّرة خلال 60 يوماً، كان يجب أن تنتهي بإخلاء نحو ألف جندي، إلا أنّ ذلك لم يتمّ بالكامل؛ إذ جرى إخلاء ثلاث قواعد اثنتان منها رئيستان، مع إنهاء وجود “” في كامل جغرافيا محافظة ، والاحتفاظ بوجود عسكري في محافظة ، بالإضافة إلى قاعدة “التنف” على مثلّث الحدود السورية مع والأردن.
وكشف مسؤول في “البنتاغون” أنه “في هذه المرحلة، سيتم سحب عدة مئات من الجنود”، مردفاً “أننا سنخفّض العدد إلى ألف جندي”. وذكر أنّ “عدد القوات في وسوريا يمكن أن يتغيّر وفقاً لوضع المنطقة”.
ومن جهته، كشف الأميركي الخاص إلى سوريا، ، عن توجّه بلاده إلى تقليص عدد قواعدها العسكرية في هذا البلد من 8 إلى واحدة فقط. وقال لقناة “” التركية إنّ “السياسة الأميركية الجديدة تجاه سوريا لن تشبه سياسات السنوات المئة الماضية، والتي لم تحقّق النجاح المطلوب”.
وأكّد أنّ “قسد تُعدّ حليفاً لواشنطن”، مشيراً إلى أنّ “الدعم المقدّم لها هو دعم لحليف مهمّ، ويحظى بأهمّية خاصة لدى الأميركي”. وتابع إنّه “من الضروري توجيه هذا الدعم نحو دمج قسد في الجيش السوري الجديد مستقبلاً، على أن يتمّ تبنّي طروحات واقعية بشأن العملية السياسية”.
وفي تعليقها على تلك التطورات، تُبيّن مصادر ميدانية أنّ “الانسحاب الأميركي جاء متأخّراً بسبب تقييمات للقرار بأنه متسرّع”، مشيرة إلى أنّ “غياب اتّفاق واضح بين قسد ودمشق، واحتمالات انهيار اتّفاق 10 آذار بينهما، من العوامل التي تعزّز فرص عودة داعش، بعد تسجيل تصاعد ملحوظ في وتيرة عمليّاته عن مدّة ما قبل سقوط النظام السابق”.
وترجّح المصادر، أن “يكون تطبيق قرار الانسحاب بطيئاً، بسبب الخشية من تجدّد المعارك في شمال شرق سوريا، وإمكانيّة استغلال داعش لذلك”، متوقّعة أن “يتم تخفيض القوات الأميركية بشكل تدريجي، عبر إجلاء 500 عنصر إضافي قبل حلول أيلول، ومثلهم في نهاية العام الجاري، ليبقى العدد 500 عنصر فقط من أصل 2000 كانوا موجودين في سوريا في المدّة السابقة”.
وتكشف المصادر أنّ “الولايات المتحدة تعمل على إخلاء سجون داعش ومخيّماته، والاستعجال في هذه الخطوة الحسّاسة، لأنها ستكون في حال إنجازها عاملاً في تسريع هذا الانسحاب”، مبيّنة أنّ “ذلك الملف سيبقى بيد الأميركيّين مع إمكانيّة تسليم عناصر داعش من السوريّين إلى دمشق”.
وبالتوازي مع ذلك، بدأت تتواتر المعلومات عن وساطة أميركية بين تركيا و”قسد”، تستهدف عقد اجتماعات ثنائيّة تساعد في تسريع عملية دمج “قسد” في الجيش السوري.
وسبق أن كشف القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، عن جانب من هذا المسار، بتأكيده أنّ “مفاوضات مباشرة تجري بين قسد وتركيا”.
وبحسب موقع “ميدل إيست آي”، فإنّ “الجانبين ناقشا انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وهو أحد أبرز الملفات المطروحة على طاولة المحادثات، إلى جانب ملف تسليم السجون والمخيّمات التي تضم مقاتلي تنظيم داعش وعائلاتهم، إلى “.
كما أنّ “المحادثات تطرّقت إلى سبل دمج قسد في الجيش الجديد، وذلك في إطار نقاشات أوسع تتعلّق بالترتيبات العسكرية والأمنية المستقبلية في البلاد”.
ووفق المصادر التي تحدّث إليها الموقع، فقد شارك في المحادثات مسؤولون من المستوى المتوسط من الجانبين، فيما عقدت إلى الآن جولتان منها “إحداهما في مدينة تل أبيض التي يسيطر عليها الجيش الوطني، والأخرى في منطقة على الحدود”. وأشارت المصادر إلى أنّ “تركيا تبدي مرونة أفضل في التعامل مع ملف قسد”، مضيفة أنّ “هذه اللقاءات تأتي ضمن سياق مبادرة السلام التي أطلقها القائد العام لحزب العمال، عبد الله أوجالان، للسلام مع تركيا وحل “.