محامون لـ “الشرق”: سلوكيات شبابية قد تقود إلى الجرائم الإلكترونية

محامون لـ “الشرق”: سلوكيات شبابية قد تقود إلى الجرائم الإلكترونية

تحوّل التصفح العشوائي للإنترنت إلى عادة يومية لدى كثير من الشباب، ممن يقضون ساعات طويلة في التنقل بين التطبيقات والمنصات الرقمية دون هدف محدد أو وعي بخطورة ما قد يترتب على هذا السلوك من عواقب قانونية ومجتمعية.
وأكد قانونيون أن إدمان الشباب للشاشات الإلكترونية الرقمية آفة تصيب الذهن والعقل والنفس والحياة الاجتماعية بالكسل والخمول والتأخر عن الركب وضعف الإنجاز، والتي تؤدي إلى التصفح العشوائي والتنقل بين تطبيق وآخر أو الدخول لبرنامج وآخر دون دراية بكيفية تفادي فخ الاحتيال، وهذا يؤدي إلى الوقوع في مخالفة قانونية.

وقالوا في لقاءات لـ "الشرق" إنّ إدمان الإنترنت صار سمة العصر، وبات الجميع يلجأ للتصفح الإلكتروني بدون هدف واضح سواء الطالب أو الموظف أو الباحث، وكثيرون لا يعون آلية استخدام التكنولوجيا بشكلها الذي وجدت له من تحقيق فائدة علمية للإنسان، وأضافوا أنّ الجرائم التي تقع في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية معقدة ولا يمكن الوصول للجاني إلا بعد فترة طويلة من التعقب والتتبع، وبعد أن يفقد المستخدم كل أمواله ويخسر سمعته وحياته الاجتماعية ويدخل في دوامة الخسائر.

– المحامي عبد الرحمن الجفيري: الدخول لمواقع عشوائية فخ للسقوط في الاحتيال 
أكد المحامي عبد الرحمن الجفيري أنّ الاستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا من هواتف وأجهزة محمولة أثرت سلباً على أداء الشباب والأطفال، وأخذتهم إلى منحى السلبية والاتكالية، وزادت من تأثيرها على حياتهم الاجتماعية وتحصيلهم العلمي وتفاعلهم مع محيطهم الخارجي. وقال إنّ الشباب يقضون ساعات طويلة أمام الفضائيات والمنصات الرقمية وهذا قلل من إنتاجيتهم، والمشكلة الحقيقية هي تفاعل كثيرين مع المواقع الوهمية سواء التي تروج للمسابقات والجوائز أو المشاريع التي لا تستند لواقع فعلي، والتي تودي بهم لفخ الوقوع في الاحتيال. وأضاف أن الاعتماد الكلي على الإنترنت في صياغة الأبحاث وآلية كتابتها وطريقة تقديمها جعل الشباب يبتعد عن المكتبات وأهل الخبرة، وهذا يجرهم إلى التكاسل والاتكالية التي ستؤثر على حياتهم الإنتاجية مستقبلاً.
وأكد أنّ قانونيّ العقوبات ومكافحة الجرائم الإلكترونية شددا العقوبة بشدة على منتهكي الخصوصية المجتمعية والحرية الشخصية، وغلظا الإجراءات على الذين يتعدون على الحسابات المالية والبنكية لمستخدمي الإنترنت.

– المحامية فوزية العبيدلي: الدردشة الإلكترونية تسبب العزلة الاجتماعية 
 قالت المحامية فوزية صالح العبيدلي إن انتشار الشبكة العنكبوتية أسهم في تنوع حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات المحادثات والدردشة الإلكترونية التي حولت البعض إلى مدمنين على الشاشة الرقمية، أما البعض الآخر فيسعى للاستفادة من ثورة المعلومات في تعلم مهارات أو لغات جديدة أو البحث عن دورات وبرامج مفيدة في العلوم والمعارف وخاصة التطبيقات التعليمية التي تسلط الضوء على كيفية توظيف التكنولوجيا في الحياة المهنية. وأضافت أن قضاء ساعات طويلة مع الأجهزة المحمولة يسبب آلاماً للجسم ويؤدي إلى إضعاف القدرات الذهنية على الابتكار والتفكير والإبداع، منوهة بأن التعلق الشديد بوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الوقوع في مصيدة المحتالين مروجي الرسائل الإعلانية التي تستقطب الشباب ويكونون فريسة للقراصنة والهاكرز.

وأكدت أهمية الانتشار التكنولوجي في عصر يعتمد علمياً وثقافياً وصناعياً وتجارياً على التوسع التقني الذي بات عصب الحياة العملية والمهنية، وأشارت إلى أنّ الإدمان على الإنترنت والدخول لمواقع مشبوهة يؤديان بالفرد ليكون لقمة سهلة للمتصيدين، كما أفرزا جرائم الابتزاز والسرقة والاعتداء على حرمة الحياة الاجتماعية والقذف والسب والإهانة والإساءة والتجارة الوهمية، إلى جانب جرائم استغلال المحتوى والصور الاجتماعية وغيرها.
وحذرت الشباب من الانجرار وراء المغريات الإلكترونية، وأنه من الضروري الحفاظ على كلمات المرور السرية والبريد الإلكتروني والصور الشخصية والتوقيعات والمستندات والبيانات العائلية والبنكية التي يبحث عنها لصوص الإنترنت.
ونبهت مستخدمي وسائل التواصل الإلكترونية إلى ضرورة الاطلاع باستمرار على الإرشادات التي تعلنها الجهات المختصة وخاصة الجهات الأمنية لأنها توضح طريقة تفادي الوقوع في فخ الاحتيال.

– المحامي خالد الساعور: عشوائية التصفح تؤدي إلى الوقوع في عمليات نصب 
أوضح المحامي خالد الساعور أن الانتشار الواسع للأجهزة المحمولة ووسائل الاتصال أسهم في تنوع الحسابات الإلكترونية ومنها الغث والسمين، ومنها المفيد وغير المفيد، وعلى كل فرد أن يعي جيداً كيفية تفادي الوقوع في شباك تطبيقات مشبوهة أو برامج خبيثة تعمد إلى سرقة بيانات مالية ومعلومات شخصية.

وقال إن قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية أوضح عدداً من المسميات منها: تقنية المعلومات وهي أي وسيلة مادية أو غير مادية أو مجموعة وسائل مترابطة أو غير مترابطة، تستعمل لتخزين المعلومات وترتيبها وتنظيمها واسترجاعها ومعالجتها وتطويرها وتبادلها وفقاً للأوامر والتعليمات المخزنة بها، ويشمل ذلك جميع المدخلات والمخرجات المرتبطة بها سلكياً أو لاسلكياً في نظام معلوماتي أو شبكة معلوماتية.

 أما البيانات والمعلومات الإلكترونية فهي كل ما يمكن تخزينه أو معالجته أو إنشاؤه أو نقله باستخدام وسيلة تقنية المعلومات، والشبكة المعلوماتية هي ارتباط بين أكثر من وسيلة لتقنية المعلومات، للحصول على المعلومات وتبادلها، بما في ذلك الشبكات الخاصة والعامة والشبكة العالمية الإنترنت.
 ونوه إلى ضرورة معرفة معاني تلك المسميات الإلكترونية التي يجهلها كثيرون وتوقعهم في عمليات نصب وسرقة منها بيانات المرور أو معلومات إلكترونية تنشأ عن طريق إحدى وسائل تقنية المعلومات التي توضح مصدر الاتصال والوجهة المرسلة إليها والطريق الذي تسلكه، ووقت وتاريخ وحجم ومدة ونوع الخدمة.

وكذلك المحرر الإلكتروني الرسمي وهو المحرر الذي يصدر عن الجهات الحكومية أو الهيئات أو المؤسسات العامة باستخدام إحدى وسائل تقنية المعلومات، والموقع الإلكتروني هو مكان إتاحة أو معالجة البيانات أو المعلومات الإلكترونية على الشبكة المعلوماتية.
وتعريف الجريمة الإلكترونية هو أي فعل ينطوي على استخدام وسيلة تقنية المعلومات أو نظام معلوماتي أو الشبكة المعلوماتية، بطريقة غير مشروعة، بما يخالف أحكام القانون.
وأشار إلى أنّ القانون يعاقب كل من تمكن عن طريق الشبكة المعلوماتية الدخول بغير حق إلى موقع إلكتروني أو نظام معلوماتي بالحبس 3 سنوات والغرامة التي لا تزيد على 500 ألف ريال.

– المحامي محسن الحداد: إدمان الإنترنت يدمر الخصوصية الاجتماعية 
قال المحامي محسن الحداد إن الاستخدام المفرط للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يحول الشخص من الإيجابية إلى السلبية في حياته اليومية لأنه يدمر خصوصيته الاجتماعية والأسرية ويعرض كل أموره الخاصة على الإنترنت بالتصوير واللقطات التي توثق دقائق الحياة وتفاصيلها بحثاً عن الشهرة والمتابعين وتحصيل علامات الإعجاب والقبول من متابعين عبر الفضاء الإلكتروني حتى وإن لم يعرفهم. وأضاف أن الإفراط في نقل الحياة الزوجية والاجتماعية في صور وفيديوهات مصورة وتعليقات تشرح تفاصيل الحياة الشخصية سيعود ضررها على الأسرة وقد توصل إلى خلافات زوجية بسبب تدخل الجميع في شؤون حياتهم وهذا من أجل الشهرة والبحث عن عدد أكبر من المتابعين.