خبراء لـ “الشرق”: تخصصات دراسات جامعية جديدة تبرز في سوق العمل

أكد مختصون أن التطور السريع لثورة المعلومات عالمياً أدى إلى ظهور تخصصات حديثة وبرامج علمية تعنى بالغذاء والتجارة والزراعة والمال والابتكارات الصناعية، والتي شكلت واقعاً جديداً في قطاعات العمل، وبالتالي برزت الحاجة لبرامج تواكب هذه المتغيرات، وتلبي طموحات المجتمعات الباحثة عن التجديد والتطوير والتحديث.
وقالوا في لقاءات لـ «الشرق» إن العصر المتسارع فرض على القطاعات ضرورة تغير التوجهات المهنية، لأنّ العالم من حولنا يطلب تحديث الواقع الوظيفي بأفكار خلاقة وابتكارات نوعية، وأضافوا أنه لابد للشباب أن يدرسوا الواقع المهني العالمي بدقة، وينضموا للتخصصات العلمية والتقنية والتحول الرقمي والتسويق وعالم التجارة والزراعة والطب والبحث المختبري وخاصةً الذكاء الاصطناعي لأنه بات عصب الإنتاج في مختلف المجالات.
وقال السيد مبارك جاسم الفياض الخالدي مدرب تنمية بشرية واستشاري أسري ورائد أعمال ومبتكر: إنّ العلوم التي تفرض نفسها اليوم التي تتعلق بالأمن السيبراني والشبكات الرقمية وثورة المعلومات والإنترنت إضافة إلى مجالات التنمية البشرية والنفسية وكل ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك اللغات الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية التي باتت مطلوبة في كثير من المجالات، هي متطلبات حيوية لكل قطاعات العمل.
وأضاف أن كل شاب في المرحلة الثانوية في حاجة لعصف ذهني من المرشدين الأكاديميين والمعلمين، كما يجب على المراكز الشبابية والمؤسسات التعليمية تنظيم برامج للطلاب تتيح أمامهم خيارات تخصصية متنوعة، وتفتح الطريق لهم للعصف الذهني ووضع خطة ذهنية يحدد فيها طريقهم المستقبلي.
وأشار إلى أنّ الفتيات أمامهنّ فرص كبيرة في الجامعات المحلية التي تطرح برامج تخصصية سواء إدارية أو علمية أو بحثية، وعليهنّ الانضمام إلى برامج تفيدهنّ لحياتهنّ المستقبلية، وأيضاً تلبي حاجة الدولة في مجالات اجتماعية تتعلق بالأسرة.
كما يقع على عاتق المؤسسات المحلية أن تستقطب الشباب للبرامج الجديدة التي تخدم المجتمع وتشكل إضافة له، ولابد من التعرف على المستجدات العالمية التي تلقي بظلالها على كل القطاعات، فالعصر الرقمي يفرض سيطرته على مختلف العلوم.
– تطبيقات حديثة تبعث شغف الطلاب
وأكدت المهندسة إيمان عبدالله الحمد خبيرة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي أن الدولة هيأت أرضية ملائمة للتخصصات التكنولوجية، وفتحت المجال أمام الشباب لاختيار ما يناسب رغباتهم، وأنه مع التطور الاقتصادي ظهرت الحاجة لتخصصات ضرورية لمواكبة الحداثة، منوهة بأنّ الدولة داعمة للشباب الطموح الذي لديه تطلعات مستقبلية.
وقالت: إنّ التحول الرقمي أتاح للإنسان اختيار مجالات علمية متنوعة، وفتحت أبواباً للطلاب والباحثين والمبادرين من أصحاب الأعمال، مضيفة أنّ اليوم أمام الطالب خيارات نوعية لاختيار تخصص مناسب فأمامه العلوم الرقمية في الصحة والتعليم والبيئة والخدمات المالية وأيضاً التنمية المستدامة والأمن السيبراني وأنظمة الشبكات التكنولوجية.
وأشارت إلى أنّ التطبيقات الحديثة تضع برامج حديثة في البرمجة والخوارزميات والكود والرقم السري وتحليل البيانات والتعرف على الفيروسات الخبيثة والروبوتات والديجتل والرسوم المتحركة وغيرها.
وأكدت أنّ التكنولوجيا تصنع واقعاً معززاً للشغف وتقرب الصورة أكثر للشاب ممن يرغبون في خوض عالم التحول الرقمي.
– اللغات ضرورة في عصر متسارع
وقال السيد محمد المحمدي خبير اجتماعي وعميد المتطوعين: إنّ إصرار بعض الأسر على إلحاق أبنائهم بتخصصات بعينها قد لا يخدم التطور المجتمعي، الذي يتطلب مجالات جديدة باتت أكثر إلحاحاً من أي وقت آخر مثل تخصصات الطب والتمريض والمختبرات والبحث العلمي والزراعة والتجارة وعلوم المياه وغيرها.
وأضاف أن الدولة قدمت للجامعات والكليات والمراكز الشبابية الدعم من أجل ابتكار برامج علمية وتربوية وبحثية وسياحية تفيد الشباب وترضي طموحاتهم وتلبي شغفهم، وتكون في الوقت ذاته فرصة لهم للحصول على فرص وظيفية مناسبة برواتب جيدة.
وأكد أنّ تطور العلم وما نلمسه من تغيرات تقنية ورقمية على مستوى العالم يثبت أنّ العصر القادم ستكون فيه المجالات المعلوماتية مطلباً أساسياً للقطاعات المهنية.
وأضاف أنّ بعض الأسر تفرض على أبنائها اختيار مجال معين وعندما ينزل لسوق العمل يفاجأ بالتكدس في مجال مهني أكثر من غيره، وكثيرون يبدأون في دراسة تخصص آخر بعدما لمسوا حاجة المجتمع له، ويضطر الشاب إلى إكمال مساره في التعليم العالي بتخصص مختلف عن الدراسة الجامعية الأولى وهذا يسبب التعثر في مسار الدراسة والعمل أيضاً.
وحث الشباب على إيلاء التخصصات المالية والعلمية والكيميائية والإعلامية واللغات جل اهتمامهم وأن يحرصوا على الاستفادة من البرامج التي تطرحها الجامعات الأجنبية الموجودة بالدولة.
– تحديات مهنية أمام الشباب
من جانبه، قال الدكتور ياسر المنياوي خبير قانوني إنّ سوق العمل العالمي يفرض تحديات على القطاعات المهنية، لأنه يطلب تخصصات حديثة في مجالات برزت على السطح مؤخراً والتي أخذت حيزاً كبيراً من الحياة اليومية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والهندسة الصحية والتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية والألعاب الرقمية والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والمستدامة والإعلام الرقمي والعلاقات العامة.
وأضاف أنه مع انتشار الإنترنت صار بإمكان الشاب أياً كان مجاله العلمي أن يختار برامج محلية أو عالمية ويلتحق بها عن طريق التواصل الإلكتروني أو بالحضور في مجالات تحليل البيانات والمحتوى الرقمي والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ويضيفها لمسيرة تعليمه الأكاديمي.
وأشار إلى أنّ مؤسسات الدولة هيأت عبر منصاتها الرقمية الرسمية معلومات تعريفية عن البرامج المتاحة والمطلوبة في سوق العمل وهذا سوف يفتح أمام الشاب الآفاق لاختيار ما يناسبه.