د. محمد العتيبي: الصحة الجيدة مفتاح السعادة للأسرة

قال الدكتور محمد امين العتيبي استشاري اول طب الاسرة في مركز لعبيب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الاولية إن يوم الأسرة فرصة لتوعية المجتمع بأهمية الوقاية والرعاية الصحية، ونشر الوعي بأهمية الفحوصات الدورية، والتغذية السليمة، والصحة العقلية، ويمكن استغلاله لتعزيز العادات الصحية المشتركة، مثل تناول وجبات صحية معًا أو ممارسة الأنشطة الرياضية، مما يسهم في تعزيز صحة الأسرة وتماسكها. فالاحتفال بيوم الأسرة لا يقتصر على التعبير عن الحب والتقدير، بل يشمل أيضًا الاهتمام بصحة أفرادها، لأن الصحة الجيدة هي المفتاح لعائلة سعيدة قادرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وقد أثبتت التجارب والدراسات العلمية حول العالم أن الرعاية الصحية الأولية هي حجر الأساس في أي نظام صحي ناجح، وتعتمد قوة النظام على قوة هذه الرعاية وتوجيه الموارد نحوها. فكلما ارتفع مستواها، قلّت الوفيات وتحسنت مؤشرات الصحة العامة، والعكس صحيح في حال ضعفها أو التركيز على الرعاية التخصصية دون دعم الرعاية الأولية.
وشهدت السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة في أنماط المرض والوفاة، حيث تراجعت الأمراض المعدية، بينما زادت الأمراض المزمنة غير المعدية والتي لا يمكن علاجها جذريًا، بل تتطلب اتباع أساليب حياة صحية للوقاية منها أو التخفيف من مضاعفاتها. كما ارتفعت توقعات الأفراد من الأنظمة الصحية، فلم تعد تقتصر على العلاج فقط، بل شملت الوقاية وتعزيز الصحة بمفهومها الشامل الذي يضم الجوانب الجسدية، والنفسية، والاجتماعية، والروحية.
ويضيف الدكتور العتيبي: وانطلاقًا من هذا الفهم، تؤمن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر بأهمية الأسرة وصحتها كأساس لصحة المجتمع، ولذلك اعتمدت برنامج طب الأسرة كأحد أهم الأطر لتقديم خدماتها الوقائية والعلاجية، حيث يرتكز هذا البرنامج على تقديم خدمات متمحورة حول المريض، باعتباره محور العملية الصحية والطرف الأهم في الوصول إلى الأهداف الصحية المرجوة.
وتُعد قطر من الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية عالميًا، ويُعد نظام الرعاية الصحية الأولية الذي يتبنى طب الأسرة أحد أعمدة هذا التميز. وقد تبنّت المؤسسة رؤية طموحة منبثقة من الاستراتيجية الوطنية للصحة، تتمثل في: “أن نكون الرواد في الارتقاء بصحة سكان قطر وعافيتهم”، واعتمدت نظام طب الأسرة كوسيلة أساسية لتحقيق هذه الرؤية.