سفير قطر لدى لبنان : زيارة الرئيس عون تأتي تتويجا لمسيرة العلاقات الأخوية المتميزة

أكد سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية، أن زيارة فخامة الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون للدوحة، التي تعد الأولى له للبلاد بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، تأتي تتويجا لمسيرة متنامية من العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات على مدار السنوات الماضية.
وقال سعادته ،في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن زيارة فخامة الرئيس اللبناني تشكل محطة مهمة لاستعراض العلاقات بين البلدين، وتعطي دفعة لها، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون في المجالات المختلفة، فضلا عن مناقشة جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف أن دولة قطر والجمهورية اللبنانية تجمعهما علاقات أخوية راسخة عبر التاريخ، مبنية على أسس من الثقة والشراكة والأخوة الممتدة إلى عقود خلت، انعكست إيجابا وازدهارا على البلدين الشقيقين في مختلف القطاعات، وعلى الصعد كافة.
وحول أبرز مجالات التعاون بين البلدين، أوضح سعادة السفير القطري لدى لبنان، أن إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين دولة قطر والجمهورية اللبنانية في عام 2005 أسهم في تطوير وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، إذ وقع البلدان اتفاقيات عديدة شملت التعاون الثقافي والاقتصادي والتعليمي والتربوي، إضافة إلى اتفاقيات تعاون في مجالات الإعلام والسياحة والرياضة، وإنشاء مجلس أعمال قطري لبناني، لتشجيع الاستثمارات وتبادل الخبرات، فضلا عن التعاون في المجال الأمني والقانوني وغيرها من المجالات، التي تعكس الثقة المتبادلة بين الطرفين وحرصهما على الارتقاء بالعلاقات نحو شراكة عميقة.
ونوه سعادته بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، ولا سيما التعاون في مجال الغاز والنفط، قائلا: "إن دولة قطر تشارك في مشاريع التنقيب عن النفط والغاز، كجزء من كونسورتيوم يضم شركتي توتال إنرجيز الفرنسية وإيني الإيطالية، مما يعزز ثقة المستثمرين ويساهم في توفير حلول مستدامة لاستقرار قطاع الطاقة اللبناني".
وأضاف سعادته أن دولة قطر تولي أهمية قصوى لقطاع التعليم في لبنان، باعتباره أحد الركائز الأساسية للتنمية البشرية، وانطلاقا من حرصها على دعم التعليم لتأمين الحياة الكريمة، ما يؤازر عملية التنمية البشرية المستدامة التي من خلالها تتحقق الأهداف التنموية المنشودة للأمم المتحدة.
وأشار سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أن دولة قطر كانت في مقدمة الدول التي لبت نداء اللبنانيين بعد انفجار مرفأ بيروت في العام 2020، حيث قامت بتمويل مشاريع ترميم لأكثر من 122 منشأة تربوية في مناطق الانفجار بإشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، إلى جانب تمويل مشروع إعادة إحياء المكتبة الوطنية والنهوض بها في العام 2018 وترميمها مرة ثانية بعد انفجار مرفأ بيروت، لافتا إلى أنه تجلى هذا الاهتمام مؤخرا من خلال الزيارة التي قامت بها سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي إلى لبنان، حيث جددت التزام دولة قطر في تعزيز التعاون التربوي والتعليمي بين البلدين الشقيقين.
ولفت سعادة السفير إلى اهتمام دولة قطر بالقطاع الطبي في لبنان، إذ قدمت تمويلا لإعادة ترميم المبنى القديم لمستشفى /الكارنتينا/ في بيروت، في إطار استكمال مساعدات صحية أخرى شملت أكثر من 30 ألف جرعة لقاح لمكافحة جائحة كورونا، وتزويد المستشفيات الحكومية بالوقود.
وأوضح أن آفاق التعاون بين البلدين تشمل كذلك تبادل الخبرات على الصعيد الأمني والعسكري، منوها بالعلاقات المتميزة التي تربط دولة قطر بالمؤسسة العسكرية اللبنانية، والتي تجلت من خلال الدعم الكبير الذي قدمته دولة قطر للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهامه الوطنية في الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي، انطلاقا من حرصها على أمن لبنان ووحدة أراضيه.
وأضاف سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية، أن قطر ولبنان تجمعهما روابط مشتركة من الأخوة والعروبة والتاريخ المشترك، حيث وقفت قطر إلى جانب الأشقاء في لبنان على الدوام، وكانت هذه العلاقات نموذجا يحتذى بين الدول الشقيقة، فيما يحتل لبنان الشقيق وأهله مكانة خاصة في وجدان قطر، قيادة وحكومة وشعبا، مشيرا إلى أن الموقف القطري من الأشقاء اللبنانيين ثابت على الدوام، إذ تتطلع الدوحة دائما إلى استقرار هذا البلد وتحقيق طموحات وتطلعات شعبه في المزيد من التقدم والازدهار.
وقال سعادته: "إن دولة قطر بادرت عبر كافة المواقف المفصلية من تاريخ لبنان الشقيق لدعم صمود اللبنانيين بمواقف سياسية وإنسانية وإغاثية، وآخرها المساهمة من خلال اللجنة الخماسية التي تضم كلا من دولة قطر، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، والجمهورية الفرنسية، وجمهورية مصر العربية، في إنهاء الشغور الرئاسي، مع الإشارة إلى مبادرات دولة قطر السابقة من خلال اتفاق الدوحة في العام 2008 الذي أنهى الأزمة السياسية في تلك المرحلة".
وتابع سعادته: "عملت دولة قطر أيضا على تفعيل حضورها الدبلوماسي من خلال المشاركة في المحافل والاجتماعات الدولية لدعم لبنان، وكان لقطر مواقف مشرفة حظيت بالتقدير الكبير من قبل اللبنانيين بمختلف أطيافهم، لا سيما خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، والتوجيه بإرسال مساعدات إغاثية للمتضررين من الحرب".
وأكد سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، أن دولة قطر لم تتوان خلال الأزمات التي مرت على لبنان في تقديم كافة أنواع الدعم الإنساني والإغاثي والسياسي والتنموي للشعب والمؤسسات اللبنانية الرسمية، إذ كانت على سبيل المثال المساهم الرئيسي في عملية إعادة الإعمار في جنوب لبنان في العام 2006، وتكفلت بإعادة تأهيل وبناء البنى التحتية، والمناطق الجنوبية المتضررة آنذاك من الحرب الإسرائيلية.
وأضاف أن زيارة فخامة الرئيس جوزاف عون تحظى باهتمام وحرص كبيرين من قبل المسؤولين في كلا البلدين، لما سيكون لها من مردود إيجابي في تعزيز العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بينهما، والارتقاء بأواصر التعاون في مختلف المجالات.
وأوضح سعادة السفير القطري في لبنان، أن زيارة الرئيس اللبناني التي تأتي تتويجا للعلاقات التاريخية بين البلدين، تشكل فرصة لمناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة، وتجسد التزام دولة قطر في دعم لبنان بمختلف المجالات، فيما يلي الزيارة لقاءات مقبلة في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات الجديدة، والتي هي قيد البحث بين الجانبين.
وأشار سعادته إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان حظي بترحيب حار من قبل دولة قطر، انطلاقا من العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين والرؤى المشتركة إزاء القضايا العربية، وكذلك من حرص دولة قطر على استقرار وازدهار لبنان، خاصة أن هذه المرحلة الجديدة تأتي تتويجا للجهود الدولية والعربية التي شاركت بها دولة قطر في سبيل إنهاء الأزمة الرئاسية في لبنان.
وأوضح أنه من المرتقب أن تشهد زيارة الرئيس اللبناني للدوحة، استعراض الأوضاع في المنطقة والعلاقات اللبنانية العربية واللبنانية الخليجية، والاطلاع على الخطوات التي باشرت بالقيام بها الحكومة اللبنانية من إصلاحات وإنجازات وخطط مقبلة في سبيل نهوض لبنان وتعافيه من أزماته السابقة، إضافة إلى المستجدات الأمنية في الجنوب والتزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701، معربا عن تطلع دولة قطر إلى تطبيق القرار الدولي من جميع الأطراف ليستعيد لبنان سيادته وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب.
وقال سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية في ختام تصريحاته لـ/قنا/: "إن دولة قطر والجمهورية اللبنانية ترتبطان بعلاقات تاريخية قوية تجسد روح التعاون والأخوة، حيث تعود هذه العلاقات إلى العام 1972 حين أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، مؤكدا أن زيارة فخامة الرئيس اللبناني للدوحة ستحمل الخير والمنفعة للبلدين الشقيقين، وستشكل فرصة مهمة لفتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.