وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة تُنظم ندوتين توعويتين بمناسبة يوم الأسرة في قطر

احتفالًا بـيوم الأسرة في قطر، الذي يوافق 15 أبريل من كل عام، نظّمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة والمؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا، ندوتين توعويتين، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بدور الأسرة في بناء مجتمع متماسك ومستدام.
جاءت هذه الفعاليات في إطار حرص الوزارة على تعزيز أهمية الاستقرار الأسري، وترسيخ القيم الاجتماعية، ومواكبة التحديات التربوية والاجتماعية الحديثة، من خلال طرح قضايا معاصرة تمس واقع الأسر القطرية، وخاصة الشباب المقبلين على الزواج، وأولياء الأمور في عصر التقنية.
أُقيمت الندوة الأولى بعنوان “وَهُوَ يُعِظُهُ: التربية الوالدية والسلامة من المخاطر الإلكترونية”، في مركز الاستشارات العائلية “وفاق”، وأدارها الدكتور خالد النعمة، بمشاركة كل من سعادة السيد خالد عباس كمال العمادي عضو مجلس الشورى والدكتورة شريفة العمادي مدير معهد الدوحة للاسرة والدكتور خالد عبدالجبار مستشار تربوي من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.
صرّح سعادة السيد خالد عباس كمال العمادي، عضو مجلس الشورى، بأن تربية الأبناء تُعد حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك ومستقر، وتقع مسؤوليتها الأولى على عاتق الأسرة، مشددًا على الدور المحوري للوالدين في ترسيخ القيم وتعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي للأبناء.
وأشار سعادته إلى أن هناك العديد من الجهات التي تسهم في دعم التماسك الأسري، إلا أن الأسرة تبقى الركيزة الأهم في هذا الجانب. كما نوّه إلى أن الاحتفال بيوم الأسرة القطري يجسّد اهتمام الدولة بتعزيز مفاهيم التماسك الأسري، لما لذلك من أثر بالغ في بناء مستقبل الوطن وضمان استقراره عبر أجياله القادمة.
وتناولت الدكتورة شريفة العمادي، مدير معهد الدوحة الدولي للأسرة، التحديات المتزايدة التي تواجه الأسر في ظل الانفتاح الرقمي المتسارع، وسلّطت الضوء على آثار الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال، والمخاطر الأخلاقية والسلوكية المرتبطة بالألعاب الإلكترونية والمحتوى الرقمي المفتوح.
وأكدت على دور الأهل في الرقابة الواعية دون التسلط أو العزل، وضرورة توجيه الأطفال نحو المحتوى المفيد وتعزيز المهارات الرقمية الإيجابية. كما ناقشت الندوة نماذج بديلة للترفيه والتعلّم تُقلل من الاعتماد على الشاشات، إلى جانب آليات الحماية الرقمية للأسرة، مثل أدوات الرقابة الأبوية وتحديد أوقات الاستخدام.
وأكد الدكتور خالد العبدالجبار، المستشار التربوي في إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، أن الأسرة تلعب دورًا جوهريًا في تهيئة بيئة رقمية آمنة ومتوازنة للأطفال، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي فرضتها ثورة التكنولوجيا.
وتعكس هذه الفعاليات اهتمام دولة قطر العميق بالأسرة باعتبارها النواة الأساسية للمجتمع، حيث تعمل الدولة عبر مؤسساتها المختصة على تعزيز مكانة الأسرة وتمكينها من أداء دورها المحوري في التنمية الشاملة. وتحرص وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على تقديم برامج توعوية وثقافية ومجتمعية تواكب تطورات العصر وتلبي احتياجات مختلف الفئات الأسرية.
أما الندوة النقاشية الثانية، فقد أُقيمت في المسرح المكشوف بالحي الثقافي – كتارا، بعنوان “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”، وقدمها الأستاذ ياسر الحزيمي، مدرّب معتمد في تطوير الذات وخبير في العلاقات الأسرية.
استهدفت الجلسة الشباب المقبلين على الزواج، والمتزوجين حديثًا، وأولياء الأمور، وركّزت على سبل بناء علاقات زوجية ناجحة قائمة على التفاهم والتكامل العاطفي والسلوكي.
تناول الحزيمي خلال المحاضرة عدة محاور، أبرزها أهمية التأهيل الأسري قبل الزواج، والاستعداد النفسي والمعرفي لتكوين أسرة، والتحديات التي تواجه الأزواج الجدد وكيفية التعامل معها بطريقة بنّاءة، بالإضافة إلى دور الأهل في دعم العلاقة الزوجية دون التدخل السلبي.
كما ناقش الفروق بين الأجيال في فهم مفهوم الزواج وتأثيرها على استقرار الأسرة، مشددًا على أهمية بناء علاقات قائمة على الحوار والاحترام والتفاهم، واختتم المحاضرة بتقديم نصائح عملية للشباب لضمان حياة زوجية مستقرة وطويلة الأمد