"إعلان الدوحة" يؤكد التزام أعضاء منظمة "الإيكاو" بتعزيز التعاون لتسهيل النقل الجوي

أكد إعلان الدوحة، الصادر في ختام أعمال مؤتمر /الإيكاو/ للتسهيلات (FALC 2025)، الذي انعقد على مدار أربعة أيام بالدوحة، التزام الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) وجميع الأطراف المشاركة، بتعزيز التعاون الدولي لتسهيل النقل الجوي وضمان انسيابية حركة الركاب وأطقم الطائرات والبضائع عبر الحدود، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وشدد الإعلان، الذي تم اعتماده خلال الجلسة الوزارية رفيعة المستوى، على الدور الحيوي للنقل الجوي في ربط الشعوب، ودعم التجارة، وتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، داعيا إلى تعزيز التنسيق المشترك من أجل تطوير التسهيلات المتعلقة بالسفر وضمان كفاءة عمليات الطيران عبر العالم.
وأكد المشاركون على أهمية إجراءات التيسير في حماية حقوق المسافرين، ودعم الابتكار، وبناء المهارات، وتعزيز الجاهزية في مجال الصحة العامة من خلال إعداد خطط وطنية للطيران للاستجابة للأوبئة والطوارئ الصحية.
كما لفت الإعلان إلى ضرورة التكامل بين قطاعي الطيران والصحة العامة، وعلى تبني نهج شامل يضمن استمرار عمليات النقل الجوي بأمان وفعالية خلال الأزمات، مع تعزيز القدرة على الصمود أمام التحديات المستقبلية.
ودعا إعلان الدوحة إلى اعتماد سياسات موحدة لتسهيلات النقل الجوي، تستند إلى معايير فنية مرنة تراعي خصوصيات كل دولة، وإلى تطوير آليات تمويل مستدامة تضمن استمرارية وكفاءة برامج التسهيلات، وتشمل الفئات الأكثر هشاشة مثل اللاجئين وذوي الإعاقة وعديمي الجنسية.
ويشكل إعلان الدوحة خارطة طريق استراتيجية ترشد سياسات الإيكاو المستقبلية، من خلال دعم التحول الرقمي، وتكثيف التنسيق الحدودي، وتبادل أفضل الممارسات بين الدول الأعضاء.
وأشاد المشاركون بالجهود التي بذلتها دولة قطر في تنظيم هذا المؤتمر العالمي، وبالدور المحوري للهيئة العامة للطيران المدني القطرية، ومنظمة إيكاو، في إنجاح فعالياته، والذي شهد مشاركة واسعة من كبار المسؤولين والخبراء والمختصين من أكثر من 120 دولة، و17 منظمة دولية، ونحو 3000 مشارك.
وفي ختام المؤتمر، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني وزير المواصلات، إن إعلان الدوحة يعد "خارطة طريق إرشادية للسياسات المستقبلية في مجال تسهيلات النقل الجوي"، لافتا إلى أن جهود دولة قطر في تطوير البنية التحتية وتحقيق التنقل الذكي والمستدام تنسجم مع مضامين الإعلان، الذي يرسم ملامح استراتيجية متكاملة لربط المسافرين والبضائع عبر الحدود بفعالية وسلاسة.
وثمن سعادته، الجهود التي بذلتها منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، والهيئة العامة للطيران المدني، في إنجاح أعمال مؤتمر الإيكاو للتسهيلات الذي استضافته الدوحة.
من جانبه، أكد السيد محمد فالح الهاجري المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، أن المؤتمر أعاد التأكيد على التزام الدول الأعضاء في الإيكاو بتعزيز منظومة تسهيلات النقل الجوي وفق قرارات الجمعية العامة للمنظمة، داعيا إلى تبني إعلان الدوحة كمنطلق لرؤية موحدة وشاملة تتماشى مع التطورات التكنولوجية واحتياجات المستقبل.
وفي سياق متصل، شدد سعادة السيد سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، على أهمية ضمان التنقل السلس للمسافرين والطواقم والبضائع، مع مراعاة أعلى معايير السلامة، مبينا التزام المنظمة بإنشاء آليات تمويل مستدامة تدعم الوصول إلى شبكة نقل جوي شاملة تراعي احتياجات الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة واللاجئين وعديمي الجنسية.
بدوره، أكد سعادة السيد خوان كارلوس سالازار، الأمين العام لمنظمة (إيكاو)، أن إعلان الدوحة يشكل خارطة طريق نحو شبكة طيران عالمية أكثر كفاءة واستدامة، ترتكز على ثلاث أولويات تتمثل في تعزيز التنسيق الحدودي، وتسريع التحول الرقمي، وبناء توافق عالمي حول تسهيل النقل الجوي، منوها إلى أن المنظمة ستدعم هذا المسار بخبرتها الفنية وتعزيز تبادل الممارسات الأفضل.
يذكر أن مؤتمر التسهيلات، يعد ثاني أكبر تجمع تنظمه "الإيكاو" بعد جمعيتها العامة، من حيث مستوى التمثيل الوزاري وعدد المشاركين، حيث استقطب أكثر من 120 وزيرا ورئيس هيئة طيران مدني، ونحو 3000 مشارك من خبراء وقادة قطاع الطيران، إضافة إلى 17 منظمة دولية، و80 متحدثا في 13 جلسة حوارية، و35 جهة مشاركة في المعرض المصاحب.
وناقش المؤتمر قضايا جوهرية شملت إجراءات الإفراج الجمركي، وسلامة وثائق السفر، والتعامل مع اللاجئين والمبعدين، ومكافحة الاتجار بالبشر، ومساعدة ضحايا حوادث الطيران، ودعم قدرات الدول الأعضاء، والابتكار في التسهيلات، في حين قدم المعرض المصاحب منصة مهمة لعرض أحدث التقنيات المعتمدة في تسهيل النقل الجوي.