رفح.. قصف الخيام والناس نيام

رفح.. قصف الخيام والناس نيام

ما زالت راية القتل والدم ترفرف فوق قطاع غزة، تمر الأيام قاسية وثقيلة على المواطنين العزل، ولا يُسمع سوى صيحات الثكالى وأنات الجرحى، وصافرات مركبات الإسعاف، فهذه غدت من ضمن المتلازمات التي تمر على النازحين في كل ليلة، بانتظار تسوية سياسية تمسح دموع القهر، وتخفض منسوب التوتر والقلق الظاهر على وجوه المواطنين، من مغبة استمرار الحرب.

في رفح «عقر دار النازحين» تتوسع دائرة النار، ويبقي كيان الاحتلال على خطابه العلني أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها، دون حتى أي تلميحات إلى وقفها، ما يجعل الأهالي واقفين متأهبين، كأن النار من تحتهم تحركهم شمالاً وجنوباً، لكن الموت يتردد في كل الاتجاهات، فرفح لا تنام ملء جفونها، بل تستقبل الموت في كل لحظة. أحكم جيش الاحتلال سيطرته على المدينة الجنوبية، وواصل عمليات القصف والنسف، وما زالت خيام النازحين ضمن أهم الأهداف الإسرائيلية، في حرب الإبادة المتواصلة، وتتعمد طائرات الموت استهداف الخيام والناس نيام.

يروي المواطن عبد الله قعدان، أن عمليات نسف المنازل لا تتوقف وخصوصاً في محيط محور موراج، مبيناً أن أصوات دوي الانفجارات الهائلة تسمع على مدار الساعة، وتتردد حتى على أطراف دير البلح، مضيفاً: «في الليل، وحين تكون العائلات نائمة، تتعمد طائرات الاحتلال قصف الخيام في ساعة متأخرة، مستغلة اجتماع النازحين بداخلها، ما يوقع المزيد من الشهداء».
وحسب قعدان، فما يجري في رفح حالياً، يفوق بكثير الهجوم البري السابق الذي تعرضت له المدينة، إذ حجم القوات أكبر، وعدد الآليات العسكرية الثقيلة التي تحاصرها غير مسبوق، وعمليات نسف المنازل أكثر فظاعة. وما يزيد من المخاوف في رفح، مواصلة عزل المدينة عن محيطها في قطاع غزة، الأمر الذي يقرأ فيه مراقبون تأسيسا لتواجد دائم لجيش الاحتلال فيها، وربما إقامة مستوطنات جديدة على أراضيها، وخصوصاً في ظل الحديث المستمر عن إنشاء محور موراج المشابه لنتساريم، ويؤشر على ذلك، تعزيز وصول الدبابات بشكل يومي إلى المنطقة، ومواصلة عمليات تجريف الأراضي.