"قمرة" يفتح نافذة على تطور صناعة السينما المحلية

"قمرة" يفتح نافذة على تطور صناعة السينما المحلية

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

 

تفتح النسخة الحادية عشرة من ملتقى قمرة السينمائي، حاضنة المواهب السنوية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، نافذة على تطور صناعة السينما المحلية، حيث يسير صانعو الأفلام الشباب نحو تقديم أول فيلم روائي طويل في قطر، إلى جانب التطرق إلى مواضيع تتحدى الصور النمطية.
ومع احتضان 18 مشروعاً سينمائياً من قطر من قبل خبراء قمرة والمتخصصين في مجال السينما، يعكس تنوع هذه المشاريع مساهمة مؤسسة الدوحة للأفلام في بناء منظومة إبداعية مزدهرة في البلاد.
تعمل صانعة الأفلام الجوهرة آل ثاني، مخرجة فيلم "ساري وأميرة" (قطر) على مشروع فيلم طويل استغرق 10 سنوات في كتابة نصه.
وتقول نادية الخاطر، التي يشارك مشروعها "كالشهاب" (قطر) في قمرة: " لقد نمت ثقافة السينما في قطر بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون اليوم بخبرات ومعرفة قوية.
تقول مريم المحمد صانعة فيلم "قضاء وقدر": موضوع فيلمي شائع جداً، لكنه ليس من المواضيع التي يتم التحدث عنها كثيراً.
في فيلمه "جداري مينو" (قطر)، يوثق د. جمال راشد الخنجي مغامرته في صيد أكبر تونة من نوع "دوغ توث".
أما آمنة البنعلي، صانعة فيلم "داخل اللوحة البيضاء" (قطر)، فأشارت إلى أن صناعة الأفلام الروائية لطالما كانت حاضرة في ذهنها، وأن مؤسسة الدوحة للأفلام ساعدتها على "التدرب على تقنيات الكتابة والإخراج".
وتقول إيمان ميرغني، صانعة فيلم "فيلا 187" (السودان، قطر): "أركّز على الذكريات والعواطف المرتبطة بفكرة مغادرة المنزل".
في فيلمه الكوميدي "سالفة" (قطر)، يتناول محمد فخرو قصة مدوّن طعام قطري يشترك في تطبيق ذكاء اصطناعي يعده بالحصول على عدد أكبر من المتابعين.
أما فيلم "الفتى الحزين" (قطر) لـ N&LS، فيحكي قصة فتى غارق في الحزن والذكريات المؤلمة. أشارت صانعة الفيلم إلى أنها أول تجربة لها في إخراج فيلم رسوم متحركة، من القصص القطرية التي تناقلتها الأجيال.
أبو فانوس (قطر، المغرب) من إخراج أميرة أبو جبارة وحورية الحداد، يتناول قصّة جدّ مسنّ يسعى لحماية حفيده من وجود غامض ومخيف في الظلام.
ومن المشاريع الأخرى من قطر، مشروع غفلة (لبنان، قطر) لطوني الغزال، وغربلة (اليمن، قطر) لأفنان تاج، ومشروع أنا أنت (لبنان، قطر) لميريام سلّوم، وبالفلسطيني (الأردن، قطر) للمخرج عبادة جرابي، وأصوات الصمت (كولومبيا، الولايات المتحدة الأمريكية، قطر) للمخرج سباستيان ديلاسياس.

مواجهة الحياة وكتابة الشعر

خلال الندوة السينمائية التي قدّمها في قمرة، حث لاف دياز، المخرج الفلبيني المعروف بأعماله التأملية، صانعي الأفلام على التحرك بسرعة. ووصف السينما بأنها "شعرُ يعكس الواقع الذي نحمله في داخلنا، وصناعة الفن بالنسبة لي أمر روحي".
وعن علاقته المبكرة بالسينما، قال: "امتلأ رأسي بتلك الصور، وجاءت السينما إليّ بشكل طبيعي"، وشكّلت أحداث أواخر الستينيات الصاخبة وصعود فرديناند ماركوس إلى السلطة منعطفًا في حياته كمخرج.
وأضاف: "المكان الذي كنت أسميه الجنة أصبح كابوسًا. أكبر تأثير عليّ كان من فيلم المخرج الشهير لينو بروكا "مانيلا في مخالب النور" (1975). انصدمت عندما شاهدته، كان أول فيلم فلبيني يحمل وعيًا اجتماعيًا، وقد غيّر مفهومي ونظرتي للسينما، وكيف يمكن استخدامها لتغيير الناس".
ورغم أنه بدأ بصناعة أفلام "بيتو-بيتو" (سبعة أفلام، تُصوَّر في سبعة أيام، وتُنجَز في سبعة أيام)، إلا أن انتقاله إلى الولايات المتحدة وعمله صحفياً شكّل نقطة تحوّل في مسيرته الإخراجية. كان فيلمه "شارع ويست سايد" (2001)، الذي استمر لخمس ساعات، واستعرض واقع الشتات الفلبيني في أمريكا، نقطة بداية فلسفته الخاصة في فهم الزمان والمكان في السينما.
وأشار دياز إلى أنه لا يتفق مع التعريفات التقليدية لأفلام الخيال والوثائقيات، مؤكدًا أن "كليهما يروي القصص، والخيال هو مرآة الواقع".
وفي أفلامه مثل فيلم "تطور أسرة فلبينية" (2006)، الذي تصل مدته إلى 11 ساعة واستغرق إنجازه 10 سنوات، يقوم نهجه على فكرة "أن تدخل عالم السينما حتى يتسنى لك رؤية الحياة.
وتعليقًا على الأثر الإيجابي لملتقى قمرة 2025 على الصناعة، قال: "ساهمت مؤسسة الدوحة للأفلام في تطوير السينما في المنطقة. وملتقى قمرة السينمائي يتقدم باستمرار، وقد قطع أشواطًا واسعة في مجال صناعة السينما ودفعها قدمًا. إن وجود بعضٍ من أكبر الموزعين والمبرمجين هنا أمرٌ رائع… وخاصةً لصانعي الأفلام الشباب".
ووجّه دياز نصيحة في صناعة الأفلام، قائلاً: "فقط افعلها، افعلها وحدك، عِش الصراع، وواجه الحياة واكتب الشعر، وادمج بينهما واستمر في صناعة الأفلام".