تجاوز تحديات عصر المدفوعات الرقمية في قطر

تجاوز تحديات عصر المدفوعات الرقمية في قطر

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

قال السيد شاشانك سينغ، نائب الرئيس والمدير العام لشركة Visa في قطر والكويت أسهم ظهور المدفوعات الرقمية في تغيير طُرق التعامل والتفاعل بين الأفراد كل يوم، فقد وصل عدد المعاملات غير النقدية في عام 2023 إلى 1.3 تريليون معاملة على مستوى العالم، ومن المتوقع بأن يصل في عام 2027 إلى 2.3 تريليون. ويشهد العالم اليوم تطوراً سريعاً للمنظومة التجارية، التي باتت تحظى فيها السرعة والراحة بأهمية بالغة لدى المستهلكين والتجار، لا سيما مع ظهور طرق دفع رقمية جديدة باستمرار. ويأتي الإقبال على هذه الطرق مدفوعاً جزئياً بالشعبية المتزايدة للمحافظ الرقمية، لكنه يُفسح في الوقت نفسه آفاقاً جديدة للاحتيال والتصيد الإلكتروني، مما يستدعي اتخاذ تدابير أمنية معززة والتزام المستهلك بالحذر الدائم.

دراسة "ابقَ آمناً"

تُظهر بيانات Visa التحول المتسارع نحو المعاملات الرقمية في قطر، إذ تشهد شبكتها معالجة مليارات المعاملات عالمياً كل عام. وتشير توقعات دراسة "ابقَ آمناً"، التي أجرتها شركة Visa مؤخراً، إلى تسجيل زيادة بنسبة 74 % في استخدام المدفوعات الرقمية بين المستهلكين في قطر في العام المقبل. ويرجع هذا النمو في المقام الأول إلى أن تلك المدفوعات توفر راحةً عالية مقابل طرق الدفع التقليدية، حيث قال 73 % من المشاركين في الاستبيان في قطر إن المدفوعات الرقمية هي الوسيلة الأسرع والأكثر سهولة. ويشكل نطاق خيارات الدفع الرقمية أيضاً عاملاً آخر يؤثر في هذا التوجه، إذ تتوفر للمستهلكين في قطر عدة خيارات للدفع الرقمي، أبرزها التحويلات المصرفية (61 %)، والمدفوعات عبر البطاقة (60 %) وعبر الهواتف المحمولة (57 %).

أهمية الثقة في العصر الرقمي

تُعد مسألة الثقة إحدى أهم المسائل المساهمة في نمو مشهد المدفوعات الرقمية، حيث تكشف دراسة "ابقَ آمناً" أن معظم المستهلكين في قطر (71 %) يثقون عموماً بأساليب الدفع الرقمية، إلا أن تعرضهم لتجارب سلبية مثل الاحتيال قد يؤدي إلى تراجع هذه الثقة.
وانطلاقاً من إدراك شركة Visa لهذا التحدي، تلتزم باتباع نهج فعال ومتعدد الجوانب لضمان الأمان والموثوقية في قطر، بما في ذلك عقد الشراكات الإستراتيجية، نظراً إلى أن قدرة برامج الدفع الحكومية على كسب ثقة المستهلكين تزداد عندما ترتبط بالعلامات التجارية الشهيرة. ويمكن تعزيز هذه الثقة من خلال اتخاذ تدابير أمنية ملموسة مثل المصادقة الثنائية وشارات الأمان. وتواصل Visa الاستثمار في التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز أمان المدفوعات، بمبالغ تجاوزت 3 مليارات دولار أمريكي خلال العقد الماضي، وقد أثمرت جهودها في العام الماضي وحده عن حظر معاملات احتيالية بقيمة 40 مليار دولار أمريكي. كما أطلقت ثلاثة حلول جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير مزيدٍ من الحماية لجميع أنواع المعاملات.

رفع الوعي بين المستهلكين يعزز أمن المدفوعات

إن تحلي المستهلك بالحذر يمثل عاملاً حاسماً في التخفيف من عمليات الاحتيال، إضافة إلى التدابير الأمنية الفعالة. ولحسن الحظ، تشهد قطر اليوم تزايداً مستمراً في وعي المستهلكين، الذين اتخذ جميعهم تقريباً (98 %) إجراءات احترازية لضمان أمن مدفوعاتهم. في المقابل، أشار 51 % من العملاء المحليين إلى خبرتهم الضئيلة باكتشاف عمليات الاحتيال. ولذلك تعمل Visa، من خلال مبادرات مثل استبيان "ابقَ آمناً"، على توفير رؤى وتحليلات عن المستهلكين للبنوك والتجار وأصحاب المصلحة الحكوميين، لمساعدتهم على وضع إستراتيجيات لتعزيز ثقة المستهلك وحماية منظومة المدفوعات الأوسع.

الشراكات الإستراتيجية

يحمل العصر الرقمي في قطر فرصاً واسعة وتحديات كبيرة على حد سواء، لا سيما في ضوء تزايد عمليات الاحتيال والتصيد الإلكتروني. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى جهد جماعي لتعزيز الأمن وبناء ثقة المستهلك، وهو مجال تلعب فيه Visa دوراً رائداً. وتؤكد الدراسة أهمية تجار التجزئة والبنوك والجهات المسؤولة عن معالجة عمليات الدفع بوصفهم عنصراً أساسياً في تلك الجهود، ودورهم في تعزيز الثقة من خلال إرسال طلب تأكيد عمليات الشراء على شكل رموز أو روابط عبر الرسائل النصية وعرض أيقونات الأمان الموثوقة. وتبرز أهمية هذه الإجراءات في أن 88 % من العملاء في قطر يشعرون بالأمان بدرجة أكبر في حال تطلبت المعاملة تأكيد هويتهم عبر رمز نصي، بينما يفضل 52 % ظهور أيقونات الأمان بوضوح. إن العصر الرقمي المتنامي يفتح لنا اليوم مجالاً واسعاً لإنشاء منظومة للمدفوعات الرقمية، تتسم بالأمن والسهولة، وتقوم على الشراكات الإستراتيجية والتعاون مع مقدمي خدمات الدفع والمؤسسات المالية والشركات وأصحاب المصلحة الحكوميين، مما يطلق الإمكانات الكاملة للاقتصاد الرقمي ويضمن في الوقت نفسه التخفيف من المخاطر.