مريم الحميد لـ الشرق: والدي غرس فيَّ احترام التراث والانفتاح على التجريب

مريم الحميد لـ الشرق: والدي غرس فيَّ احترام التراث والانفتاح على التجريب

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

تشارك الفنانة التشكيلية مريم الحميد في «أسبوع فن الرياض»، الذي تنظمه هيئة الفنون البصرية بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 6 إلى 13 أبريل الجاري، تحت شعار «على مشارف الأفق». وتمثل مريم الحميد جاليري المرخية في هذا الحدث الفني الدولي المميز الذي يشهد مشاركة واسعة لفنانين من المنطقة والعالم، حيث تعرض مجموعة من أعمالها الفنية وهي عبارة عن عوالم نحتتها صاحبتها بعيدا عن الضجيج مستلهمة مواضيعها من ثقافتها البصرية، ومن حجر الذاكرة. كيف لا وهي ابنة أحد أهم أعمدة الفن التشكيلي القطري الفنان التشكيلي القدير يوسف أحمد.
على خطى والدها، تذهب مريم الحميد بعيدا في البحث عن المعنى المختبئ وراء الخطوط وتموّجات اللون وتقاطعات الرموز محتفية بهويتها وأصالتها في أزمنة العولمة والتصنيع الرقمي..
في لقاء مع (الشرق) تحدثت الفنانة مريم الحميد عن مشاركتها الأخيرة في الرياض، وعن تجربتها الفنية، فإلى نص الحوار:

* تمثلين قطر في أسبوع فن الرياض.. ما الأهمية التي تكتسيها هذه المشاركة بالنسبة لك؟
** مشاركتي في أسبوع فن الرياض محطة مهمة جدًا في مسيرتي الفنية، ليس فقط لأنها تتيح لي فرصة تمثيل بلدي قطر على منصة فنية إقليمية بهذا الحجم، بل لأنها تأتي في مرحلة أصبحت فيها أكثر وعيًا بنضوج رؤيتي الفنية، وأكثر رغبة في الحوار مع فنانين وجماهير من خلفيات متعددة. إنها فرصة لتوسيع الأفق، وتقديم خطاب بصري يعكس تعقيدات الهوية، والانتماء، والتقاطعات بين المحلي والعالمي.
* ما الذي يميز مشاركتك في هذا الحدث الفني الدولي عن مشاركاتك السابقة؟ ومن أين استوحيت مواضيع أعمالك؟
** ما يميز هذه المشاركة هو المزج العميق بين المادي والمفاهيمي في الأعمال المعروضة، بالإضافة إلى استلهام المواضيع من السياقات الاجتماعية والثقافية التي أعيشها يوميًا في قطر كفنانة ومصممة. استلهمت مواضيع الأعمال من التغيرات اليومية بين الحداثة والتراث، وبين التصنيع الرقمي والحِرَف التقليدية. هناك دائمًا محاولة لفهم كيف تؤثر التكنولوجيا على علاقتنا بالمواد واللغة، وهو ما أحاول ترجمته بصريًا من خلال أعمالي.
* إلى أي مدى كان للفنان التشكيلي القدير يوسف أحمد دور في ظهورك على الساحة الفنية؟ وماذا استلهمت من تجربته ومسيرته الفنية؟
** لا يمكن فصل بداياتي عن تأثير والدي، الفنان يوسف أحمد. لقد كان دائمًا حريصًا على أن أطور لغتي الفنية الخاصة، لكنه في ذات الوقت غرس فيَّ احترام التراث، والانفتاح على التجريب، والتعمق في المفاهيم قبل الشكل. استلهمت منه الجرأة في استخدام الخامات غير التقليدية، والتزامه الثابت تجاه الثقافة البصرية الخليجية، واهتمامه الكبير بالتعليم كوسيلة للتأثير المجتمعي.
* كيف تنظر مريم الحميد اليوم إلى إسهامات والدها الفنان يوسف أحمد وفرادة تجربته في عالم يشهد تغيرات وتحولات على جميع المستويات؟
** أرى أن تجربة والدي تزداد أهمية كلما تعمّقت التحولات التي نشهدها في العالم. قدرته على المزج بين الحداثة والجذور، تمنح أعماله روحًا تستمر في مخاطبة الأجيال الجديدة. فرادة تجربته تكمن في التزامه بالمكان والزمان معًا، أي أن أعماله ليست فقط انعكاسًا لهويته، بل أيضًا لحالة مجتمعية وثقافية تتطور باستمرار.
* كيف ترين دور جاليري المرخية في تعزيز حوار الثقافات وإثراء المشهد الفني في الدولة؟
** جاليري المرخية لعب وما زال يلعب دورًا محوريًا في بناء مشهد فني محلي متين ومنفتح على العالم. من خلال برامجه ومعارضه، أتاح الجاليري منصات لفنانين من مختلف الخلفيات لعرض أعمالهم والتفاعل مع جمهور متنوع. وهذا ما يجعل منه ليس فقط مساحة عرض، بل مساحة حوار وتبادل. وجود مؤسسات مثل المرخية ضروري لتفعيل دور الفن من خلال الإبداع.