في كلمته بوثيقة خطة العمل لمكافحة المرض حصلت عليها "الشرق".. وزير الصحة: السمنة والسكري تحد صحي أكثر إلحاحاً في قطر

أكد سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، وزير الصحة العامة، أنَّ السمنة والسكري من بين أكثر التحديات الصحية إلحاحا التي تواجه قطر اليوم.
وتابع سعادة السيد آل محمود في كلمة استُهلت بها خطة العمل لمكافحة السمنة والسكري وعوامل الخطر القابلة للتعديل لأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية 2024-2030 الصادرة عن وزارة الصحة العامة، قائلا «إن تأثيرهما – السمنة والسكري- العميق على شريحة كبيرة من السكان ومساهمتهما الكبيرة في عبء الأمراض غير المعدية يجعلهما أولوية للعمل من خلال التركيز على الوقاية والكشف المبكر والإدارة المثلى يمكننا التخفيف من المضاعفات المرتبطة بهذه الأمراض.
وأوضح سعادة السيد آل محمود في كلمته أن الخطة توفر إطارا شاملا لمعالجة هذه الحالات وعوامل الخطر المرتبطة بها، بهدف نهائي يتمثل في تحسين صحة ورفاهية المجتمع.
وقال سعادته «تعد هذه المبادرة أول التزام رئيسي لي بالاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، كما أنني ملتزم تماما بدعم تنفيذ هذه الخطة، وتعزيز التعاون بين جميع القطاعات لتحقيق أهدافها معا، حيث يمكننا إحداث تأثير هادف ودائم وبناء مستقبل أكثر صحة ومرونة لدولة قطر».
– تجديد التزامنا
وتضمنت خطة العمل كلمة للشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير برامج الوقاية من الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة العامة، أكد خلالها أن داء السكري والسمنة لا يزال أحد أهم أبرز التحديات الصحية العامة في العصر الحالي، لتأثيرهما على ملايين الأفراد والأسر في جميع العالم، كما أن تأثيرهما واضح على صحة ورفاهية الأفراد في دولة قطر، الأمر الذي دفع إلى تجديد الالتزام لمعالجة هذه القضية الملحة من خلال استراتيجية شاملة وتعاون متعدد القطاعات.
وتابع د. محمد بن حمد قائلا «تعد خطة العمل خطوة محورية في جهودنا الجماعية للحد من انتشار وتأثير داء السكري والسمنة في دولة قطر وإدارة عوامل الخطر قبل أن تتطور إلى أمراض ومضاعفات، وهي تسترشد برؤية تهدف إلى تحسين حياة المرضى وتعزيز مجتمع أكثر صحة ومرونة من خلال هذه الخطة التي تهدف إلى تحقيق تحسينات مستدامة في الوقاية والتشخيص المبكر والإدارة والرعاية بما يتماشى مع الأولويات الصحية الوطنية وأفضل الممارسات». وأضاف د. محمد بن حمد قائلا «إن هذه الخطة تركز بشدة على المشاركة المجتمعية وتمكين الأفراد والتحكم في صحتهم من خلال خيارات نمط حياة مستنير وزيادة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية، كما تؤكد على أهمية التدخلات القائمة على الأدلة والاستفادة من البيانات وتعزيز فهمنا للسكري وعوامل الخطر المرتبطة به من خلال التركيز على العدالة الصحية لضمان حصول كل فرد على رعاية جيدة».
وكشفت خطة العمل لمكافحة السمنة والسكري وعوامل الخطر القابلة للتعديل لأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية، النقاب عن الوضع الراهن، بالاستناد إلى آخر مسح STEPwise لعام 2023 والذي أجري على 7448 فردا، منهم 3686 أي بنسبة 49% من المواطنين، و3762 أي ما نسبته 51% من المقيمين لفترة طويلة تتراوح أعمارهم من 18 عاما إلى 69 عاما، حيث أظهر المسح أن 71% لديهم مؤشر كتلة الجسم 25 أي الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، فيما كان 33.4% يعانون من السمنة حيث بلغ مؤشر كتلة الجسم 30، و18.1% مصابون بداء السكري، و24.6% مصابون بمرحلة ما قبل السكري التي تعرف بضعف مستوى الجلوكوز في الصيام.
وبلغ معدل انتشار قلة النشاط البدني أقل من 150 دقيقة أسبوعيا 38%، وبلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم 24%، ولم يتم تشخيص أكثر من 50% منهم سابقا، وبلغت نسبة تعاطي التبغ 21.5% بين الذكور و4.4% بين الإناث على التوالي، فيما بلغت نسبة البالغين الذين لديهم 3 عوامل خطر على الأقل 38% لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و69 عاما، و 52% لمن تتراوح أعمارهم ما بين 45 و69 عاما، وأكثر من 39.7% من البالغين القطريين لديهم مؤشر كتلة جسم 30 مقارنة بـ32.2 بين غير القطريين.
– انخفاض في عوامل الخطر
وأظهر المسح أن عوامل نمط الحياة قد تحسنت مثل تعاطي التبغ، إلا أن عوامل نمط الحيلة الأخرى مثل انخفاضا في استهلاك الفواكه والخضراوات على الرغم من تحسنها ظاهريا، ولا تزال بعيدة عن الأهداف حيث لا يزال 76% من السكان لا يستهلكون الكمية الموصى بها، ولم يتحسن النشاط البدني، مع زيادة طفيفة في الخمول من 46% إلى 49%، كما كانت هناك زيادة في عدد المرضى الذين يتناولون أدوية كوليسترول وهذا يعكس على الأرجح حقيقة أم مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم يتلقون علاجا لخفض مستوى الكوليسترول، فيما تحسن معدل انتشار الأشخاص الذين لديهم 3 عوامل خطر على الأقل من حوالي 50% من السكان من عمر 18 و69 عام 2012 إلى 37% عام 2023.
– زيادة سمنة الأطفال 10 %
وأوضحت خطة العمل أن السمنة لدى الأطفال تلعب دورا بارزا في انتشار مرض السكري والسمنة بشكل عام في دولة قطر، حيث أن جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» والإغلاق الذي حدث خلال 2019-2020 ارتبط بزيادة معدل السمنة لاسيما في عام 2021، وأن هناك زيادة بنسبة 8%-10% في انتشار السمنة بين الأطفال القطريين مقارنة بالأطفال غير القطريين في حين أن معدلات زيادة الوزن أعلى قليلا بين الأطفال غير القطريين.
– أهداف خطة العمل
وتشير خطة العمل إلى أن من أهم أهدافها الرئيسية الوقاية من مرض السكري والسمنة وتصلب القلب والأوعية الدموية، الإدارة المثلى لمرض السكري والسمنة وتصلب الشرايين والمضاعفات، تمكين الأفراد والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وقد اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للسكري 2016-2022 شعار «معا للوقاية من السكري»، أما خطة العمل الحالية فوسعت النطاق ليشمل الشعار السمنة وتصلب الشرايين ليكون «معا نمنع السمنة والسكري وتصلب الشرايين».
– الوضع المستقبلي
يعكس الوضع المستقبلي لمرض السكري والسمنة وعوامل الخطر القابلة للتعديل أهداف خطة العمل، وقد أظهرت مقارنة البيانات بين عامي 2012 و2023 إمكانية الحد من ارتفاع معدلات السمنة والسكري بين المواطنين القطريين، وستبنى خطة العمل على هذا الإنجاز وتهدف لمنع ظهور حالات جديدة.
وستعالج خطة العمل الفجوة في برنامج الفحص الوطني للسكري للوصول إلى 75% من السكان المؤهلين مما يمكن من تحديد حالات السكري غير المشخصة، ومرحلة ما قبل السكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب شحميات الدم، وعوامل الخطر القابلة للتعديل وتوجيهها إلى الإدارة الفعالة، بتحقيق 75% من هدف الفحص، كما ستقلل خطة العملي عدد البالغين الذين لديهم 3 عوامل خطر أو أكثر من 37% إلى 30%.