مشروع قانون لتنظيم تسويق حليب الأطفال

مشروع قانون لتنظيم تسويق حليب الأطفال

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

علمت "الشرق" أن وزارة الصحة العامة تعمل على مجموعة من المشاريع لتنظيم قطاع الرعاية الصحية، من بينها "مشروع قانون لتنظيم تسويق بدائل حليب الأم"، حيث يُعد هذا المشروع من المبادرات التي تسعى الوزارة منذ سنوات إلى إقراره بهدف تنظيم تسويق هذه البدائل وتقنين استخدامها للحالات الضرورية فقط وفق تقييم الطبيب المختص، في خطوة تهدف إلى تشجيع الأمهات، لا سيما الجديدات، على الرضاعة الطبيعية نظرًا لفوائدها الصحية لكل من الأم والمولود.
حيث أوضحت وزارة الصحة العامة أنَّ بيانات المسح العنقودي متعدد المؤشرات لدولة قطر الأخير سجلت ارتفاعا في معدلات الرضاعة الطبيعية للأطفال في دولة قطر من عمر (0-5 أشهر) من 29.3% عام 2012 إلى 45.4 % عام 2023، سيما وأنَّ الرضاعة الطبيعية تحسن صحة الأم والمولود، فهي تقلل نسب الإصابة بسرطاني الثدي والمبيض بالنسبة للمرأة، كما أنها تسهم في خفض معدلات العدوى بين المواليد، وتحدّ من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والحساسية، كما تخفض خطر السمنة والسكري من النوع الثاني.
وفي هذا السياق، التقت "الشرق" بعدد من الاختصاصيين للحديث عن أهمية هذا المشروع، ومدى تأثير تطبيقه على مختلف الجوانب الصحية، بما في ذلك خفض الفاتورة الصحية، وتعزيز صحة الأفراد، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة للمجتمع القطري.. وثمن الاختصاصيون العمل على هذا المشروع الذي ينم عن وعي صناع القرار.. وفيما يلي التفاصيل:

تشديد الرقابة على البدائل

    وثمن الدكتور حكمت الحميدي- استشاري طب الأطفال- المبادرة التي بدورها ترفع وعي الوالدين على اهمية الرضاعة الطبيعية والتي من شأنها أن تنعكس إيجابا على صحة الأم والمولود، إذ أن هذا المشروع سيسهم في تقنين الاستهلاك العشوائي لبدائل حليب الأم الذي بدوره أن يضاعف معدلات العدوى بين المواليد، كما أنه يسهم في زيادة نسبة السمنة والإصابة بالسكري من النوع الثاني بين الأطفال والمراهقين مستقبلاً.
    وأضاف قائلا " إنَّ هذه المشاريع التنظيمية تسهم أيضا في تشديد الرقابة على نوعية الأحلبة الصناعية التي يتم استيرادها من بعض الشركات التي لا تراعي القيم الاخلاقية في الانتاج الموجه للمنطقة العربية للتأثير على صحة الأطفال وبالتالي التأثير على صحة المجتمع."

تقليل الإصابة بالعدوى
    شدد الدكتور نبيل اليافعي-اختصاصي طب الأطفال- على أهمية دعم المبادرات والمشاريع التي بدورها تشجع الرضاعة الطبيعية، سيما وأنّ حليب الأم يحتوي على مواد تساعد في الحد من العدوى، كما انه يحمي من الحساسية ومن أمراض الجهاز التنفسي، وتقلل من فرص إصابة المولود بالإسهال الذي عادة ما يصاب به الأطفال بسبب التعقيم غير الجيد لزجاجات الحليب الاصطناعي، لافتا إلى أنَّ حليب الأم يعد معجزة إلهية حيث ان الحليب خلال فترات الليل تتضاعف به نسبة الدهون حتى ينام الطفل لفترات أطول، كما أنه يمتن العلاقة ما بين الأم ومولودها حيث خلال الرضاعة تفرز الأم هرمون مسؤول عن السعادة، كما أنه يسهم في خفض معدلات السمنة والسكري من النوع الثاني.
وأشار إلى أنَّ هذا المشروع سيسهم في تقنين استخدام واستهلاك الحليب الصناعي إلا في الضرورات كحالات التوائم، حيث أنَّ الأحلبة الصناعية عرضة للبكتيريا، كما أنَّ بعض الشركات المصنعة قد تتلاعب في التصنيع من خلال زيادة نسبة السكر والدهون الضارة وبالتالي زيادة فرص المرض والسمنة.
//////////////////////

خفض التكلفة الصحية
رأى الدكتور رشاد لاشين –طبيب أطفال ومراهقين-، أنَّ هذه الخطوة التي تعمل عليها وزارة الصحة العامة في تنظيم تسويق بدائل حليب الأم خطوة تسير بالتوازي مع الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تؤكد على صحة السكان منذ قبل الولادة وما بعدها، حيث أنَّ صحة المجتمعات تتشكل من صحة الأفراد، فالرضاعة الطبيعية إن ما تم تناول فوائدها من الناحية الاقتصادية فلها فوائد جمة من حيث خفض تكلفة الرعاية الصحية التي تنفق على الأمراض التي بالإمكان تلافيها، وأمراض الحساسية والجهاز التنفسي التي يصاب بها المواليد الذين لا يأخذون حصتهم من الحليب الطبيعي، كما أنه يقلل مخاطر إصابة الأم بسرطاني الثدي والمبيض، فضلا عن زيادة الارتباط العاطفي بين الأم ومولودها بسبب إفراز هرمون السعادة الذي ينشط عند الرضاعة الطبيعية ويسهم في إدرار الحليب.
وتابع " إنَّ الحليب الطبيعي يحتوي على خلايا حية تزيد من مناعة الجسم وبالتالي نمو المولود نموا عقليا ونفسيا وجسديا طبيعيا، كما أنه يقلل فرص الإصابة بالسمنة والإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وأكدَّ د. لاشين أنَّ هذا المشروع سيضمن تشديد الرقابة على بعض الشركات التي قد تتلاعب بقيم التصنيع كاستخدام زيت النخيل، أو زيادة معدلات السكر مما يسهم في التأثير على الصحة القومية.
تعزيز المناعة الطبيعية
أكدت السيدة غادة عبد العزيز-اختصاصية تغذية علاجية-، ضرورة تقنين استخدام بدائل حليب الأم وحصره في أضيق الحدود، بحيث يُستخدم فقط في الحالات التي يستحيل فيها على الأم إرضاع طفلها طبيعيًا.
وأوضحت أن حليب الأم يتميز بتركيبته الفريدة التي تمنح الطفل حماية طبيعية لا توفرها البدائل الصناعية، مشيرةً إلى أن حليب الأم غني بالأجسام المضادة، خاصة في الأيام الأولى بعد الولادة، حيث يحتوي على كميات كبيرة من IGA، وهو عنصر أساسي في حماية الرضيع من العدوى البكتيرية والفيروسية، يعزز المناعة الطبيعية، لاحتوائه على الخلايا البيضاء التي تساعد في مكافحة الميكروبات وتقوية الجهاز المناعي، يحتوي على البروبيوتيك والبريبايوتيك، مما يسهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز توازن البكتيريا النافعة، يضم مركبات اللاكتوفيرين والليزوزيم، التي تمنع نمو البكتيريا الضارة وتدعم المناعة الذاتية للطفل.

وأضافت " إنَّ الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية مثل السكري من النوع الأول، كما تحد من خطر الإصابة بالتهابات الأذن، الإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي."
وأكدت وجود علاقة مثبتة علميًا بين استهلاك حليب الأطفال وزيادة خطر السمنة لديهم، موضحة أن ذلك يرجع إلى الاختلاف في تكوين الحليب الطبيعي والصناعي، فالحليب الطبيعي يحتوي على هرمونات طبيعية مثل اللبتين والأديبونكتين، اللذين يساعدان في تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي، في حين تفتقر بدائل الحليب لهذه الهرمونات، بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة البروتين في الحليب الاصطناعي أعلى من حليب الأم، مما قد يؤدي إلى تحفيز النمو السريع وزيادة تخزين الدهون لدى الرضع.