الفائزون بجائزة "إرثنا" يؤكدون أهمية الجائزة في تعزيز الابتكار من أجل الاستدامة ودعم المشاريع البيئية الرائدة

الفائزون بجائزة "إرثنا" يؤكدون أهمية الجائزة في تعزيز الابتكار من أجل الاستدامة ودعم المشاريع البيئية الرائدة

أكد الفائزون بالنسخة الأولى من جائزة "إرثنا" أهمية الجائزة في تكريم المشاريع الرائدة، التي تستلهم المعرفة التقليدية لتقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية في مجالات الأمن الغذائي، وإدارة الموارد المائية، والعمران المستدام، والإشراف على الأراضي.

وثمن الفائزون بالجائزة، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" على هامش النسخة الثانية من قمة "إرثنا" 2025 التي انطلقت اليوم، جهود مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في إطلاق هذه الجائزة، مشيدين بقيمتها المعنوية، وكذلك المادية البالغة مليون دولار، والتي جرى توزيعها على أربعة فائزين لدعم وتسريع تنفيذ مشاريعهم، والذين تم اختيارهم من بين نحو 400 مشروع تقدموا من أكثر من 100 دولة.

وفي هذا السياق، أكد السيد إليشا كايلب، ممثل مبادرة بذور التغيير بمنظمة "بلومينغ وورلد إنترناشونال" من كينيا، أن حصول المنظمة على الجائزة يعد اعترافا عميقا بجهودها، ودليلا ملموسا على أثر مبادراتها، مشيرا إلى أن هذا التكريم يسلط الضوء على القيمة الجوهرية للمعرفة التقليدية والممارسات المستدامة في مواجهة التحديات البيئية المعاصرة.

وأوضح أن الجائزة تمثل دعما قويا لنهج المنظمة، وتعزز من مصداقيتها، ما يتيح لها توسيع نطاق مبادراتها وجذب مزيد من الدعم والاستثمار للوصول إلى شرائح جديدة عبر منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

وأشار إلى أن الخطوة التالية بعد هذا التقدير، تتمثل في توسيع نطاق وتأثير مبادرة "بذور التغيير"، التي تهدف إلى توثيق وتعزيز ممارسات الزراعة التقليدية ودمجها بتقنيات الزراعة الحديثة، بدءا من كينيا، مع التوسع لاحقا في مناطق أخرى بإفريقيا.

وأضاف أن المنظمة تخطط لإنشاء بنوك بذور مجتمعية ومنصات ابتكار في مناطق متعددة بكينيا، تتيح لأصحاب المصلحة تحديد ومعالجة التحديات في سلسلة القيمة الزراعية للخضروات المحلية، بما يسهم في بناء منظومة زراعية مستدامة وشاملة.

وأكد أن الجائزة وفرت لهم منصة عالمية لتسليط الضوء على مشاريعهم وفتح آفاق جديدة للتعاون مع شبكة دولية من الجهات المعنية بالاستدامة، بما يسهم في بناء شراكات استراتيجية وتأمين التمويل المستدام، مشددا على التزامهم بمواصلة الابتكار لدعم صغار المزارعين وتعزيز الزراعة المستدامة وصون المعرفة التقليدية.

من جهته، أكد السيد جيلداس أندريمالالا، من منظمة "بلو فنتشرز" التي تغطي (كينيا، السنغال، إندونيسيا، مدغشقر، بليز)، أن تتويجهم بالجائزة يشكل اعترافا قويا بدور المنظمات المجتمعية للسكان الأصليين والمجتمعات المحلية في الحفاظ على البيئة، موضحا أن الجائزة تسلط الضوء على أهمية نقل مراكز القوة إلى الجهات الفاعلة على الخطوط الأمامية ممن يمتلكون معرفة عميقة والتزاما طويل الأمد بحماية المحيطات.

وبين أن هذا التكريم يسهم في توسيع نطاق العمل البيئي المجتمعي وتعزيز الشراكات وزيادة الوعي العالمي، مؤكدا أن المنظمة تهدف إلى دعم عشرة آلاف مجتمع محلي لإدارة نحو 200 ألف كيلومتر مربع من المحيطات بحلول عام 2030.

وأضاف أن المبادرات المجتمعية مثل مبادرة "ثرايفينغ فيشرز" لاستعادة مصايد الأسماك الاستوائية من خلال دعم الصيادين التقليديين، والتصدي للصيد الجائر، أثبتت فاعليتها منذ زمن طويل، لافتا إلى أن "بلو فنتشرز" تعمل منذ أكثر من عشرين عاما بالشراكة مع الصيادين المحليين في 11 دولة، مع الحرص على دمج المعرفة التقليدية بالعلم والتكنولوجيا، إلى جانب دعم العدالة الجندرية وتعزيز دور المرأة في إدارة مصايد الأسماك الساحلية.

بدوره، أكد المزارع تانته، من مؤسسة "المزارع تانته" من الكاميرون أن الجائزة تشكل تتويجا لأكثر من 29 عاما من العمل الميداني مع المجتمعات المحلية بهدف حماية البيئة وتحسين جودة الحياة في مختلف أنحاء الكاميرون.

وأشار إلى أن المؤسسة تخطط لإنشاء قرية بيئية أو مركز تدريب وتمكين مجتمعي، يضم قاعة مؤتمرات ومرافق تعليمية ومكاتب، لإعداد نشطاء بيئيين وتمكين المجتمعات محليا، إلى جانب إطلاق مبادرة "تحرك قرية المزارع تانته البيئي"، التي تشمل "برنامج زمالة المزارع تانته" لمدة عامين، مع توسيع نطاق العمل إلى دول أفريقية أخرى مثل كينيا ورواندا ودول غرب أفريقيا.

وأوضح أنه سيعمد إلى إنتاج أفلام وثائقية عبر قناته على "يوتيوب"، لتسليط الضوء على المبادرات البيئية المجتمعية، مبينا أن المشروع واجه تحديات عدة أبرزها صعوبة الوصول إلى المناطق النائية بسبب نقص وسائل النقل المناسبة، والعوائق الإدارية، والتدخلات السياسية، ونقص التمويل المستدام.

من جانبه، أكد السيد هيرناندو تشيندوي، من مؤسسة "سوما كاوساي كولومبيا" أن الجائزة تعزز هدف المؤسسة المتمثل في جعل حماية التنوع الحيوي مسؤولية جماعية للبشرية، وأن التعليم يمثل الأداة الأهم لاستعادة زمام المبادرة من أجل مستقبل مستدام.

وأوضح أن هذا التقدير يسلط الضوء على إنجازات المؤسسة في مجالي التنوع الحيوي والعمل المناخي، بالاعتماد على المعرفة التقليدية والمجتمعات المحلية، مشيرا إلى أن قلة الموارد المالية لم تمنعهم من التغلب على التحديات وتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة، تعكس إرثا من الصدق والاجتهاد والكرامة.

وأشار إلى أن نيل مبادرة "واسيكاماس إكونيرا"، التي ترتكز على حلول مستمدة من الطبيعة، لجائزة "إرثنا"، يمثل اعترافا بمساهمتها في تعزيز مبادئ اللاعنف وتثمين المعرفة التقليدية للسكان الأصليين ضمن مسيرة انطلقت منذ أكثر من عقدين في جبال كولومبيا.