جواهر الهاجري مدير التوعية المجتمعية بالشفلح لـ الشرق: توظيف 55 من ذوي الإعاقة في الخطوط الجوية القطرية

جواهر الهاجري مدير التوعية المجتمعية بالشفلح لـ الشرق: توظيف 55 من ذوي الإعاقة في الخطوط الجوية القطرية

■ مبادرة «إسهام» تهدف إلى دمج الخريجين في سوق العمل

■ توظيف ذوي إعاقة في مكتبة قطر والميرة والمتحف الإسلامي

■ اكتشاف المواهب بالشراكة مع أكاديمية الفنون الفرنسية

استعرضت السيدة جواهر الهاجري، مدير إدارة التوعية المجتمعية بمركز الشفلح، جهود المركز المتواصلة لتعزيز الوعي باضطراب طيف التوحد ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع القطري، لافتة إلى أن عدد منتسبي المركز بلغ حوالي 660 منتسبًا، من ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد.

وأشارت خلال حوار مع «الشرق»، إلى نجاح مركز الشفلح في توظيف 55 من منتسبيه في الخطوط الجوية القطرية، وتوظيف اثنين من منتسبيه في مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى في فروع الميرة، المتحف الإسلامي، وجهات أخرى، وذلك ضمن مبادرة “إسهام” التي بدأت في عام 2024 ولا تزال مستمرة، وهي مبادرة تهدف إلى دمج الخريجين في سوق العمل بالتعاون مع المجتمع والمؤسسات المختلفة.

وذكرت السيدة جواهر الهاجري أن المركز يعمل على دعم الموهوبين من ذوي الإعاقة بالتعاون مع جامعات ومؤسسات أكاديمية محلية ودولية، حيث يجري العمل خلال الفترة الحالية على مبادرة “نسيج الفن”، وهي مبادرة عالمية بالشراكة مع أكاديمية الفنون والآداب في باريس، وبالتعاون مع السفارة الفرنسية في قطر، حيث جمعت 17 فريقًا فنيًا قاموا بإنتاج أعمالًا مستوحاة من أهداف التنمية المستدامة.. وإلى نص الحوار:
 بداية حدثينا عن فعالية «ميز التوحد» التي نظمها مركز الشفلح مؤخرًا، وأهميتها بالنسبة للمجتمع؟
 فعالية «ميز التوحد» هي تجربة توعوية تفاعلية نظمها مركز الشفلح خلال شهر أبريل، وهو شهر التوعية باضطراب طيف التوحد. تهدف هذه الفعالية إلى تعريف المجتمع بتجربة الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال توفير محاكاة حسية وشعورية تمكّن الزوار من عيش تجربة قريبة من الواقع الذي يعيشه هؤلاء الأشخاص، ما يساعد في فهم التحديات اليومية التي يواجهها هؤلاء الأشخاص الأطفال.

عدد منتسبي المركز
– ما عدد منتسبي مركز الشفلح من فئة التوحد وهل هم قابلون للتعلم؟

 عدد المنتسبين الإجمالي في مركز الشفلح يبلغ حوالي 660 منتسبًا، من مختلف الإعاقات، بما فيها طيف التوحد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الرقم يتغير سنويًا بسبب تخريج عدد من المنتسبين والتحاق منتسبين جدد.
..نعم هم قابلون للعلم إذ ولدينا حالات لأطفال انخرطوا في برامجنا وحققوا تقدمًا ملحوظًا بفضل التدريب والتأهيل. كما أن البعض منهم يملكون قدرات استثنائية في مجالات معينة مثل الموسيقى، الرسم، والرياضة.

– ذكرتِ أن هناك منتسبين نابغين في المركز. هلّا شاركتِنا بعض قصص النجاح؟
 نعم، لدينا العديد من القصص الملهمة. على سبيل المثال، لدينا طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد يعزف على ثلاث آلات موسيقية، وآخر يتحدث أربع لغات. كما نحتضن فنانين مبدعين في الرسم والتصوير. وهناك شاب من ذوي الشلل الدماغي، لا يستطيع تحريك سوى أصابعه، لكنه مصور محترف ويُعتمد عليه في تغطية زيارات كبار الشخصيات إلى المركز. هذه القصص تم توثيقها في معرض خاص داخل المركز.

– هل يدعم المركز توظيف هؤلاء الخريجين بعد التخرج؟
 نعم، لدينا مبادرة «إسهام» التي بدأت في عام 2024 وتستمر في 2025، وتهدف إلى دمج الخريجين في سوق العمل بالتعاون مع المجتمع والمؤسسات المختلفة. فعلى سبيل المثال، تم توظيف 55 من منتسبي المركز في الخطوط الجوية القطرية، كما تم توظيف اثنين في مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى توظيف آخرين في الميرة، المتحف الإسلامي، وجهات أخرى.

مبادرات علاجية
– بالحديث عن الشلل الدماغي، علمنا أن لديكم مبادرة علاجية جديدة. هل ممكن أن تخبرينا عنها؟

 بالفعل، في ملتقى الشلل الدماغي الأخير، قمنا بإدخال تقنية العلاج بـ”البدلة الفضائية”، وهي الأولى من نوعها في قطر. كما شارك مستشفى حمد بتقديم أحدث الأبحاث في علاج الشلل الدماغي، بالإضافة لذلك نطبق تقنية العلاج بالموجات التصادمية (Shock Wave) في مركز الشفلح وهو أسلوب علاجي غير جراحي يُستخدم لتحفيز وتحسين الوظائف الحركية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة ذوي الشلل الدماغي.

– بالنسبة للأهالي، متى يجب أن يبدؤوا بملاحظة أعراض التوحد؟ وما الخطوة الأولى في حال الشك؟
 عادةً تظهر أعراض التوحد من عمر سنة ونصف، وتشمل: ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة لوجود حركات تكرارية، أو فرط الحركة أو الخمول. عند ملاحظة ذلك على الطفل يجب مراجعة مستشفى حمد، الذي يحوّل الحالة إلى مستشفى الرميلة حيث يتم التقييم. كذلك، مركز الشفلح يستقبل هذه الحالات ويجري تشخيصًا دقيقًا من خلال فريق متعدد التخصصات مقابل رسوم رمزية لا تتجاوز 500 ريال قطري.

– هل لا يزال مركز الشفلح هو الجهة الوحيدة المختصة في استقبال الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
 لم نعد الجهة الوحيدة. هناك مراكز أخرى مثل مركز “العوسج”، مركز “تمكين”، ورابطة أسر أطفال التوحد، جميعهم يستقبلون حالات اضطراب طيف التوحد. والدولة أصبحت تدعم هذه الفئة بشكل موسّع، وظهرت مؤسسات ومراكز جديدة تقدم خدمات نوعية لهذا الفئة.

– هل توجد إحصائية تقريبية لأعداد المصابين بالتوحد في قطر؟
 في دولة قطر هناك دراسة أخيرة قدمها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة تقدر نسبة الأطفال المصابين بالتوحد بـ % 1.14 أي أنه من بين كل 87 طفلا هناك طفل واحد يتم تشخيصه بالتوحد.

– ما خططكم للفترة المقبلة؟
 نعمل حاليًا على إطلاق “هاكاثون الشفلح” في شهر أكتوبر المقبل، وهو مسابقة بحثية لطلاب المدارس والجامعات لتقديم مشاريع إبداعية تخدم قضايا ذوي الإعاقة. كما نواصل استعداداتنا لتكريم المواهب وتوثيق إنجازات المنتسبين، وسنفتح باب التقديم لمن لديهم مهارات موسيقية أو فنية للمشاركة.