صحيفة بيبول ديسباتش: وساطة قطر حققت اختراقا كبيرا في نزاع الكونغو

قالت صحيفة «بيبول ديسباتش» بعد شهور من القتال العنيف، توصلت الحكومة الكونغولية ومتمردو حركة M23 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تم التوصل إليه من خلال محادثات بوساطة قطرية. ورغم التفاؤل، فإن التحدي الحقيقي يتمثل في ضمان أن يؤدي هذا الاتفاق إلى استقرار دائم في شرق الكونغو. وبين التقرير أنه في اختراق دبلوماسي كبير للنزاع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وافقت الحكومة الكونغولية والمتمردون المدعومون من رواندا في حركة M23 على وقف إطلاق النار، ما وضع حداً لما يقارب أربعة أشهر من القتال العنيف الذي أودى بحياة الآلاف وشرّد مئات الآلاف.
وبين التقرير أنه تم الإعلان عن الاتفاق في 23 أبريل 2025، كجزء من جهود الوساطة التي قادتها دولة قطر. ففي مارس، استضاف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كلاً من الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرئيس الرواندي بول كاغامي لمناقشة الوضع في الكونغو. وقد مهد هذا اللقاء التاريخي الطريق لإجراء محادثات مباشرة بين حكومة الكونغو وحركة M23، بعد أن كانت تلك المحادثات متوقفة. وأسفرت هذه المفاوضات عن بيانات تتعهد بوقف الأعمال العدائية إلى حين التوصل إلى تسوية رسمية من خلال محادثات إضافية في الدوحة.
وبعد يومين فقط من تلك المحادثات، التقى ممثلون عن الكونغو ورواندا في واشنطن العاصمة في اجتماع بوساطة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تم خلاله توقيع «إعلان المبادئ من أجل السلام في شرق الكونغو». وخلال المراسم، أوضح ماساد بولوس، كبير مستشاري الرئيس ترامب لشؤون أفريقيا، أن الإعلان «يلزم الأطراف بالاعتراف المتبادل بالسيادة وسلامة الأراضي، ومعالجة القضايا الأمنية، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتسهيل عودة النازحين، ودعم بعثة الأمم المتحدة، وصياغة اتفاق سلام».
ومن المتوقع أن تواصل المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، ومجموعة شرق أفريقيا، ومجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية تقديم الدعم السياسي والتوجيه لعملية وقف إطلاق النار.لكن الاختبار الحقيقي يكمن في ما إذا كانت الالتزامات التي تم التعهد بها على طاولة المفاوضات ستُترجم إلى سلام دائم على الأرض، يمنح سكان شرق الكونغو فرصة طال انتظارها للعيش في أمن واستقرار، والبدء في إعادة بناء حياتهم بعد سنوات الحرب.
ويستند اتفاق وقف إطلاق النار أيضًا إلى شهور من الانخراط الإقليمي والدولي المتزايد بهدف استقرار شرق الكونغو. ففي 28 يناير 2025، عقد الاتحاد الأفريقي اجتماعًا طارئًا لوزراء مجلس السلم والأمن لمناقشة تدهور الوضع الأمني في البلاد.وبالمثل، عقدت مجموعة شرق أفريقيا (EAC) بالتعاون مع مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية (SADC) اجتماعًا استراتيجيًا مشتركًا في مارس 2025 لصياغة نهج إقليمي موحد لإحلال السلام في شرق الكونغو.