خلال دراسة أكاديمية في إيران تناولت شعر د. زكية مال الله العيسى: الشعر القطري المعاصر يزخر بأسماء مبدعة

أكدت دراسة أكاديمية صادرة في إيران، أن الشعر القطري المعاصر يزخر بأسماء مبدعة، وفي مقدمتها تجربة الشاعرة الدكتورة زكية مال الله العيسى، والتي تتميز بالعمق الثقافي، مع انسجام فريد مع التراث القطرة، مما يجعلها شخصية محورية في دراسات الشعر الخليجي الحديث، كونها احد الأصوات الشعرية البارزة في المشهد الثقافي القطري والعربي المعاصر. وأعد الباحث د. عبدالعزيز حمادي، الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب واللغات الأجنبية في جامعة پيام نور بإيران، دراسة بعنوان « تقنية التجسيم الفني وإحيائية الصور في شعر زكية مال الله: إضافة نوعية للشعر القطري المعاصر»، ركز خلالها على تجربة الشاعرة الدكتورة زكية مال الله، الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية في فرع الشعر في دورتها السادسة، ووصفها بأنها تُعدُّ واحدة من الأصوات الشعرية البارزة في المشهد القطري والعربي المعاصر، وذلك لتميز شعرها بالعمق الثقافي والعاطفي، مع انسجام فريد مع التراث القطري، مما يجعلها شخصية محورية في دراسة الشعر الخليجي الحديث.
– معان شعرية
ولفت إلى أن تقنية التجسيم الفني تعتمد على تحويل الأفكار والمشاعر المجردة إلى صور مجسّمة واقعية يمكن للقارئ استيعابها بصرياً وحسياً، وأن تقنية إحيائية الصور، تعمل على إعادة الحياة للمشاهد والصور الموجودة في النصوص الشعرية، مما يضفي عليها حيوية وقوة تعبيرية جديدة، وأن استخدام د. زكية مال الله لهاتين التقنيتين يعتبر استثنائياً، حيث أسهم ذلك في إثراء شعرها وإضافة أبعاد متعددة لمعانيها.
وسلط البحث، الذي تم قبوله في مجلة الجمعية الإيرانية للغة العربية وآدابها، الضوء على كيفية استخدام د. زكية مال الله لهذه التقنيات في شعرها، وكيف ساهمت في إثراء تجربتها الشعرية وجعلها أكثر تأثيراً لدى القراء، وقدم الباحث تحليلات دقيقة لعدد من قصائد الشاعرة، ليكشف عن الرموز والمعاني الخفية التي تختبئ خلف الصور المجسّمة والإحياء الفني.
– تطور الشعر القطري
كما سلط البحث الضوء على السياق الثقافي والأدبي الذي أثّر على تجربة د. زكية مال الله الشعرية، لافتاً إلى دورها في تطوير الشعر القطري المعاصر، وأن الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، بل يفتح البحث آفاقاً جديدة للنقاش حول الإبداع الشعري للشاعرات القطريات بشكل عام، ودورهن في إثراء الأدب العربي المعاصر.
وقال د. حمادي: إن الشعر القطري المعاصر يزخر بأسماء مبدعة مثل د. زكية مال الله، التي تقدم للقارئ العربي تجربة شعرية غنية ومميزة، وأن مثل هذه الدراسات الأكاديمية، يمكن أن تثري فهم الشعر القطري، وتسلط الضوء على أصواته المبدعة، خاصة أنه يعتزم توسيع نطاق أبحاثه حول الشاعرة زكية مال الله من خلال كتابة دراسات جديدة تستكشف جوانب أخرى من تجربتها الشعرية، بالإضافة إلى دراسة دور المرأة في الشعر القطري المعاصر.
يذكر أن د. زكية مال الله أول شاعرة قطرية تصدر ديواناً شعرياً، حمل عنوان «في معبد الأشواق»، وطُبع عام 1985 في القاهرة، وتوالت بعده أعمالها الشعرية وكتاباتها الأدبية المتنوعة، والتي تناولتها العديد من الدراسات العربية الأكاديمية والبحثية، فضلاً عن ترجمتها إلى لغات أجنبية مختلفة، لما اتسمت به من عمق، نتيجة رصيدها الإبداعي المتراكم.