عميد وايل كورنيل للطب – قطر: نواصل رفد القطاع الصحي بكفاءات طبية عالية التأهيل بتخريج 45 طالبا هذا العام 

عميد وايل كورنيل للطب – قطر: نواصل رفد القطاع الصحي بكفاءات طبية عالية التأهيل بتخريج 45 طالبا هذا العام 

أعلن الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن الكلية ستحتفل هذا العام بتخريج 45 طبيباً وطبيبة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد خريجيها من 596 إلى 641 طبيباً وطبيبة، مؤكدا أن هذه الأعداد المتزايدة تعكس نجاح رسالة الجامعة في رفد القطاع الصحي بكفاءات طبية عالية التأهيل.
  وقال الدكتور جاويد، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الكلية بدأت رحلتها الأكاديمية في عام 2002، ولم يكن لديها حينها أي خريج، نظرا لأن برنامج الطب يمتد إلى ست سنوات لكن في عام 2008، تخرجت أول دفعة مؤلفة من 15 طبيباً وطبيبة. ومنذ ذلك الوقت، تزايد عدد الخريجين سنوياً، وصولاً إلى دفعة عام 2024، التي تُعد الأكبر في تاريخ الكلية، حيث بلغ عددها 50 خريجاً وخريجة، ينتمون إلى 13 جنسية مختلفة من بينهم 18 قطريا.
وأشار إلى أن هذا النمو المتسارع في أعداد الخريجين يعكس الثقة المتزايدة في البرنامج الأكاديمي للكلية، وقدرتها على تخريج أطباء مؤهلين علميا ومهنيا وقادرين على تلبية احتياجات النظام الصحي في قطر والمنطقة.
  وأوضح أن خريجي وايل كورنيل للطب – قطر يشكلون ركيزة أساسية في المجتمع الطبي المحلي، قائلا "نحن نعتبر خريجينا امتداداً لرسالتنا، ولهذا أنشأنا مكتب شؤون الخريجين الذي يضطلع بدور محوري في توفير الدعم المهني والأكاديمي لهم، ويساعدهم في إيجاد فرص للتدريب، والمشاركة في الأبحاث، والانضمام إلى هيئة التدريس، فضلاً عن إقامة فعاليات دورية لتبادل الخبرات وتعزيز التواصل المستمر معهم".
  ونوّه إلى أن المكتب ساهم في تيسير عودة العديد من الخريجين إلى قطر بعد إكمال برامج الإقامة الطبية في الولايات المتحدة، ليلتحقوا بالمؤسسات الطبية الشريكة مثل مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب وسبيتار، مما أسهم في بناء "خط إمداد بالمواهب" يغذي النظام الصحي الوطني بكفاءات متميزة.
 وعن سبل التعاون مع الجهات القطرية، أكد الدكتور جاويد أن الكلية تتلقى دعماً كبيراً من مؤسسات حكومية كوزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى مستشفيات القطاع الخاص، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام الخريجين للحصول على فرص عمل متميزة داخل قطر، ويحفزهم على مواصلة تطوير مهاراتهم والمساهمة في تطوير القطاع الصحي الوطني.
  ووجّه العميد نصيحة إلى الخريجين الجدد مع استعدادهم لدخول سوق العمل، داعيا إياهم إلى المثابرة، والتواصل المستمر مع الكلية والخريجين السابقين، والاستفادة من الدعم المتاح لهم. وقال: "ننصحهم بأن يستمروا في الالتزام بأخلاقيات المهنة، ووضع رفاه المريض في المقام الأول، إلى جانب الاهتمام برعايتهم الذاتية لتفادي الإجهاد المصاحب للمهنة".
  وحول أبرز التخصصات الطبية التي تستقطب خريجي وايل كورنيل للطب- قطر، أشار إلى أن معظمهم يتجهون في البداية إلى التدريب الإكلينيكي، لكن العديد منهم يدمجون هذا المسار مع البحث العلمي أو التدريس أو القيادة الصحية مبرزا أن التخصصات التي حظيت بإقبال ملحوظ في السنوات الأخيرة تشمل الطب الباطني، وطب الأعصاب، وطب الأطفال، والطب النفسي، وطب الطوارئ، إلى جانب تخصصات أخرى مثل طب القلب، وطب العيون، وجراحة العظام.
  وفيما يخص جهود الكلية في دعم الابتكار والبحث العلمي، أشار الدكتور جاويد إلى أن برنامج بحوث الطب الحيوي، الذي أُطلق في 2009، يُعد من الركائز الأساسية في استراتيجية وايل كورنيل – قطر.
وتضم الكلية اليوم 22 مختبرا نشطا و135 باحثا، وتوفر مختبراتها المتقدمة خدمات بحثية في مجالات مثل الجينوميات، البروتيوميات، المعلوماتية الحيوية، التصوير الطبي، والإحصاء البيولوجي، وتدعم تعاونا بحثيا واسعاً مع مؤسسات المدينة التعليمية ومؤسسة قطر.
  وأوضح أن الكلية لا تطرح برامج دراسات عليا تقليدية، بل تقدم برنامجاً تأسيسياً، يعقبه برنامج الطب المدمج الذي يستمر لست سنوات، ويُعد من أكثر البرامج استقطاباً للطلاب المتفوقين من داخل قطر وخارجها.
وتابع في هذا الصدد "نتلقى أكثر من ألف طلب سنوياً، ونقبل نحو 40 إلى 50 طالباً في البرنامج المدمج، و3 إلى 5 طلاب في برنامج الأربع سنوات لمن أكملوا دراسة ما قبل الطب في جامعات أخرى".
  وأكد أن الكلية مستمرة في تنقيح مناهجها لتواكب التطورات المتسارعة في التكنولوجيا والطب الدقيق والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى إطلاق منصة "الابتكار والتعليم في الصحة الدقيقة" لتكون مركزاً لاستكشاف وتطبيق الجيل الجديد من مناهج التدريس والرعاية الصحية.
وأضاف الدكتور جاويد شيخ: "هدفنا أن نُدمج هذه التقنيات بوعي وتأنٍ، بما يحسن جودة الرعاية الصحية دون التفريط بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية الأساسية للمهنة".
 وفي ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أعرب الدكتور جاويد شيخ عن تفاؤله بمستقبل التعليم العالي في قطر، مؤكدا أن الدولة رسّخت مكانتها إقليمياً وعالمياً كمركز أكاديمي رائد، مشدداً على أن وايل كورنيل للطب – قطر ستواصل جهودها في إعداد جيل جديد من قادة الرعاية الصحية الذين يجمعون بين الكفاءة العلمية والالتزام الإنساني.