الكاتب محمد بن محمد الجفيري لـ الشرق: «أفكار مبعثرة».. قراءة في الأدب والفكر والذاكرة

الكاتب محمد بن محمد الجفيري لـ الشرق: «أفكار مبعثرة».. قراءة في الأدب والفكر والذاكرة

■ الكتاب يقدم تأملات فلسفية ومشاهدات إنسانية

■ ثقة الكاتب في أدواته تمنحه مواجهة غمار التحدي

■ الكتاب يستدعي الأمكنة ويرصد الشخصيات والمواقف

■ أؤمن بالتنوع في الكتابة وعدم تقييد القلم

■ لا أكتب استرضاءً للمتلقي.. وعلينا عدم إغفال اتجاهات القراءة

■ الكاتب عليه الحذر من كساد إنتاجه

يعد الكاتب محمد بن محمد الجفيري، متنوع الإنتاج، إذ ينتقل بإنتاجه بين الشعر والرواية والتاريخ، وصولاً إلى المقالة والخواطر، على نحو ما يعكسه كتابه الجديد « أفكار مبعثرة».
وفي حديثه لـ "الشرق"، يؤكد الكاتب محمد الجفيري أن كتابه الجديد، يعكس خلاصة تجربة ثرية تجمع بين التأملات الفلسفية والرؤى الأدبية، متوقفاً عند أسباب انتقاله الإبداعي من الشعر إلى التاريخ، ثم إلى التاريخ، وصولاً للخواطر، وتفسيره لذلك. كما يتحدث الجفيري عن علاقته بجمهور القراء وتطلعاته لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، إلى غير ذلك من محاور طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي:

•  ما الفكرة التي ينطلق منها إصداركم الجديد «أفكار مبعثرة»؟
 يحتوي الكتاب على مجموعة من المقالات المتنوعة، كل منها قائمة بذاتها من حيث الفكرة والموضوع، وتجمع بين الأدب والفكر، وترصد الشخصيات والمواقف، وتستدعي الأمكنة الخالدة في الذاكرة. كما يطرح الكتاب تساؤلات تمس قضايا الحياة اليومية ويقدم بعض الرؤى الفلسفية للعديد من الأمور.
وحقيقة، سعيت من خلال هذا العمل إلى اصطحاب القارئ في جولة عبر الفكر الإنساني، متأملًا تنوع المشاهدات التي يزخر بها هذا الكون، وداعيًا إلى التوقف أمام تفاصيل الحياة والتأمل فيها بعمق، بإطالة النظر والفكر.

– إضافة معرفية
• برأيكم، ما الإضافة التي يمكن أن يشكلها هذا الإصدار للمكتبات القطرية والعربية؟
 لاشك، أن كل كتاب يصدر يقوم بتأليفه كاتب أو أديب أو جهة ما، يعد إضافة للمكتبات أو القارئ على وجه التحديد.
ومن هذا المنطلق، يأتي كتاب «أفكار مبعثرة» كمساهمة في إثراء المكتبة العربية، إذ سعى المؤلف إلى إبراز معلومة جديدة، سعى إلى تقديمها إلى القارئ، فالمؤلف قام بقراءة معمقة للكثير من المصادر والمراجع، واستنبط منها الفائدة التي طرحها في كتابه، لتضيف إلى القارئ معلومة جديدة، ربما لم يكن يعلمها من قبل، وهذه ميزة قراءة الكتاب، ما يجعلها أداة تثقيفية من الدرجة الأولى.
وآمل أن يكون كتابي قد احتوى شيئاً من ذلك يستفيد منه القارئ الكريم.

– لا حدود للإبداع
•  يلاحظ انتقالكم من الشعر إلى التاريخ، ومنهما إلى الرواية، وصولاً إلى ما يعرف حالياً بالمقالة والخواطر، فهل شكل هذا التنوع تحديًا بالنسبة لكم؟
 أنا أؤمن بالتنوع في الكتابة، وعدم تقييد القلم في حقل واحد، خاصة إذا كانت هناك قدرة على تحقيق ذلك من مجالات إبداعية مختلفة، وهذا هو التحدي الحقيقي للكاتب.
ولاشك أن هذا التحدي يدفع الكاتب للخوض في كتابة الصعب، والقدوم إليه، خاصة إذا أحسن، وشعر بقدرته على الكتابة في مجالات متعددة، إذ لامجال للخوف أو الشعور بالفشل بحجة عدم التخصص، ولذلك أدعو إلى الإقدام وليس إلى الإحجام، ولنترك مداد القلم يسرح على سطور الصفحات البيضاء، وليكتب في كل الاتجاهات بدون عائق، ثم ننظر حول ما كتبنا، وبالتأكيد سيكون هناك مولود جديد وجميل، اسمه «إصدار جديد»، ينتفع به القارئ، لأن الكاتب الذي يشعر بثقة في أدواته لا يخشى خوض تجارب جديدة، بل يرى في ذلك تجديدًا دائمًا لمسيرته الإبداعية.

– مضامين النص
• عادة ما يشير العنوان إلى مقصد لدى الكاتب، يضمره في نفسه، فهل ترى بالفعل أن هناك «أفكار مبعثرة» يراها الكاتب، ولا يراها غيره؟
 لاشك أن الأفكار تتزاحم في ذهن الإنسان، وتتصارع أحيانًا للخروج إلى العلن، وبعضها يثمر حين يُطبق ويحقق أثرًا إيجابيًا، وبعضها الآخر قد يكون من الأفضل احتجازه داخل العقل.
ولذلك، فإن بعض هذه الأفكار حين تخرج للعلن، ويتم تطبيقها وتكون مثمرة وناجعة، يسعد بها صاحبها، بل وقد يسعد من استفاد منها، وقد تكون بعض الأفكار التي تم حبسها أفضل من إطلاق سراحها، لأنها قد تكون فاشلة، أو لا يؤمن شرها.
 وفي العموم، ياليت هناك جهة تتبنى بعض من هذه الأفكار المبعثرة المتلاطمة في عقول بعض الناس، وخاصة المثقفين والنابهين وغيرهم، ونأخذ منها أفكاراً صالحة ينتفع بها المجتمع، إن وجدت تلك الجهة سبيلاً إلى ذلك.

– اتجاهات القراءة
•  وفق تقديرات نسب القراءة، دائماً ما تذكر دور النشر أو اتجاهات القراء تتجه عادة إلى قراءة الخواطر، فهل كتابتكم للخواطر تنسجم مع هذا الاتجاه؟
 عندما شرعت في كتابة «أفكار مبعثرة»، لم يخطر ببالي هذا الأمر، ألا وهو كتابة الخواطر باحثاً عن رغبات القارئ واسترضائه، لأفصل له ثوباً حسب رغباته، وذلك لأن المؤلف يسعى للكتابة، كونه يتمتع بمخزون من المعرفة، تعد هى المحرك الأساسي له، ليرضي ذاته في المقام الأول عند قيامه بالتأليف، ما يجعله يجتهد في صناعة الكتاب الذي سهر عليه أشهراً طويلة، ليكون عند إصداره في أبهى صورة، حتى يحظى بالتقدير والثناء. ولكن لايجب على الكاتب أو المؤلف أن يغفل رغبات ومتطلبات القارئ، واتجاهاته، وما الذي يجب قراءته، وخاصة في هذه الفترة من تباعد الناس عن قراءة الكتب. وهنا أشدد على ضرورة أن يكون الكاتب على دراية باتجاه البوصلة، وإلا ستكون بضاعته كاسدة.

– عنوان الكاتب
• يفهم من ذلك أن الكاتب ينبغي أن يبدع لنفسه أولاً، قبل أن يضع عينيه على اتجاهات القراءة لدى جمهور المتلقين؟

 يجب أن يرضي الكاتب ذاته في المقام الأول، وعليه أن يبدع لنفسه، فإصداره هو عنوان ثقافته وعلمه. ولاشك أن القراء يدركون الجيد من الرديء، ومن هنا يجب على الكاتب أن يبدع لنفسه قبل غيره.
أما إذا ذهب الكاتب عند كل إصدار لإرضاء القراء، لأن الجمهور هو الذي يطلبه ويريده، فهذه ستكون سقطة الكاتب الكبرى.ولكن قد يضطر الكاتب إلى مدارات اتجاهات القراء، فيكتب حسب ميولهم ورغباتهم، ولكن لا يكثر من هذه الإصدارات.وأرى أن الكاتب عليه أن يكتب لنفسه لا للآخرين.

– تطلعات المثقفين
• وسط ترقب المثقفين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، ما تقديركم لما ينبغي أن تكون عليه النسخة المرتقبة للمعرض، بما يعزز من مكانته إقليمياً ودولياً؟

 لاشك أن معرض الدوحة الدولي للكتاب، اكتسب مكانة رفيعة من السمعة بحسن التنظيم، وكثرة عدد دور النشر المحلية والعربية والدولية، التي تتسابق سنوياً على المشاركة.
وأعتقد أن هذا العام، سيكون المعرض الأفضل، ومتميزاً عن الدورات السابقة.