الفنانة سعاد السالم لـ "الشرق": المتاحف مصدر إلهام لأعمالي التشكيلية

■ أعمالي تأثرت بأشعار «صدى الحرمان» وبخوت المري
■ مجموعتي «نجمة» تعبر عن هوية المرأة القطرية
■ لكل عمل في معرض «هليلات» حكاية فنية
وصفت الفنانة التشكيلية سعاد السالم، المتاحف بأن لها دورا بارزا في إلهام الفنانين، وتجرمة ذلك في أعمال فنية. وقالت في تصريحات خاصة لـ "الشرق": إن المتاحف تمثل لها أهمية كبيرة، إذ تعتبر رافدا ثقافيا كبيرا، ومصدر إلهام للجميع، وأنه على سبيل المثال، فقد كان لمتحف قطر الوطني دور كبير في إلهامها بالعديد من الأعمال الفنية التي عبرت فيها عن المرأة القطرية البدوية.
وأضافت أنها عادة قبل البدء بأي مشروع فني، فلابد أن تبحث عن الأثر الفكري والخيالي لموضوعها، لتنطلق منه إلى حس فني، توظف خلاله الخامة والأداة والتقنية التي تفرض نفسها للتعبير عن الموضوع بما يدخل في نفسها القناعة بأنها أفضل وسيلة تبرز هذا الموضوع بما يلبي ذائقة الفنان والمتلقي في آن. وتابعت أنها تشارك حالياً في المعرض الفني المشترك «هليلات.. تجمع فتكتمل قمرا»، والذي ينظمه جاليري المرخية بالتعاون مع فناء آرت، بمركز كتارا للفنون، لافتة إلى أن التيمه التي قام عليها المعرض هي المرأة القطرية وكيفية تناولها من قبل الفنانات المشاركات، من خلال منظورهن الفني والتراثي والذي ستصيغه كل فنانة بالتشكيل البصري المحمل بخيال الفنان وإبداعاته.
وقالت الفنانة سعاد السالم إنها استلهمت فكرة أعمالها من شاعرة الخليج الثانية «صدى الحرمان» تليلة بنت غانم المهندي ابنة الخور السعيد بمولد شاعرة فذة مثلها ومن شطر من أشعارها قرأته أثارني فانطلقت في تأليف رؤيتي عن «المرأة القطرية» بشطرها القائل: «يا نجمة ما تحتويها المجرة»، وقول الشاعرة «يا نجمة ما تحتويها المجرة»، حيث الجو العاطفي المشحون هنا، وهو الإعجاب الممتزج بالدهشة والانبهار.
وأشارت إلى أن النجمة عادةً هي رمز للضياء والجمال، لكنها هنا نجمة استثنائية، وهى ليست كبقية النجوم، لأنها أعظم من أن تحتويها حتى مجرّة كاملة، إذ أن المجرة فيها ملايين النجوم عادةً، لافتة إلى أن الأثر الشعوري الذي تخلقه الشاعرة هو شعور بـ»التفرد»، و»الاستثناء»، وكأن المخاطبة ليست إنسانة عادية بل كائن آخر فوق إدراك البشر.
– «نجمة»
وقالت إن مجموعتها الفنية «نجمة» في معرض «هليلات»، والمكونة من ستة أعمال بالطباعة الغائرة، تعبر عن هوية المرأة القطرية، وأنها تأملت المرأة القطرية في البادية، فاستلهمت من الشاعرة القطرية بخوت المري، وما تحمله أشعارها من سيرة بدوية مكتوبة بالدمع والحب والكرامة، إذ تُعد من أبرز الشاعرات في الجزيرة العربية.
وأضافت أنها تناولت من خلال تأملها لأشعارها صوراً بصرية مختلفة للمرأة البدوية القطرية، وأن كل عمل من أعمالها الستة المعروضة في معرض «هليلات»، حكاية يتعايش معها المتلقي، إذ إن العمل الأول مستوحى من أشعار صدى الحرمان «يا نجمة ما تحتويها المجرة، بينما الثاني مستوحى من أشعار بخوت المري «مل قلب وأفتر مثل فر المروحة».
– «استراحة بدوية»
وأشارت إلى أنها استوحت عملها الثالث من حياة المرأة البدوية «استراحة بدوية»، بينما استوحت العمل الرابع من أشعار بخوت المري «غمغموني عن مظاهيركم لا أشوفها»، بينما عكس عملها الخامس حياة المرأة البدوية «بدوية في يوم ماطر»، بينما يبرز عملها السادس «الوتد»، المرأة القطرية، كونها وتد البيت، والذي تسمو بحلمها وتحلق به لتعانق نجوم السماء.
يذكر أن الفنانة سعاد السالم تعد من الرعيل الثاني من الفنانين التشكيليين القطريين، وتحرص على التجديد في طرحها الفكري البصري، والذي عُرفت به، وكرست من خلاله كأحد أهم التشكيليين في الساحة التشكيلية، وتستوحي موضوعاتها من الموروث المحلي والإنساني، ذي الأسلوب التعبيري التجريدي.
كما تعد أول من وثق بالرسم مخطوطا حضاريا عربيا، بتكليف من مؤسسة محمد بن عيسى الجابر، بالتعاون مع منظمة «اليونسكو»، عبر مشروع «كتاب في جريدة»، لرسم كتاب «عقلاء المجانين» للنيسابوري (العدد 140-2010 )، فضلاً عن إسهامات أخرى.