الضفة الغربية.. عودة مظاهر الانتفاضة

دفع تصاعد وتيرة المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى العودة لأساليب ومظاهر الانتفاضة الأولى، إذ أعادت مشاهد إغلاق الطرق الرئيسية بالمتاريس الحجرية والإطارات المطاطية، إلى الأذهان، ذكريات انتفاضة الحجارة التي تفجرت عام 1987، وعادت تلوح في الأفق هذه الأيام، على وقع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة.
أكثر من إضراب، وأقل من عصيان، ذلك الذي شهدته سائر أرجاء الضفة الغربية، احتجاجاً على حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، والاعتداءات المتصاعدة من قبل عصابات المستوطنين في عموم القرى والبلدات الفلسطينية، ويرجح مراقبون أن يتبلور على هديه فعاليات شعبية أخرى تتوالى تباعاً.
وأعاد الاضراب الشامل، التذكير بفعاليات الانتفاضة الشعبية الأولى، المعروفة بـ»انتفاضة الحجارة»، حيث يرى نشطاء فلسطينيون، أن تجربة الإضراب الشامل والمقاومة الشعبية، وسيلة ناجعة في ايصال الصوت الفلسطيني إلى العالم، وحثه على التحرك الجدي والمؤثر لوقف مسلسل القتل والدمار الذي يتعرض له الفلسطينيون، أكان في قطاع غزة، أو في شمال الضفة الغربية، وخصوصاً جنين وطولكرم.
«لم يكن بداً من الإضراب والتظاهر، كي يصل صوتنا إلى العالم، وليس من المقبول ولا المعقول أن يستمر نزف الدم في قطاع غزة دون أي حراك في الضفة الغربية» قال متظاهر غاضب في مدينة رام الله، بينما كان يخفي وجهه وراء كوفية فلسطينية، خلال مسيرة ضخمة رفضاً للمجازر الهستيرية في القطاع.
بينما قال عيسى الطريفي، صاحب أحد المحال التجارية وسط رام الله، إن الاحتجاج يأتي في إطار الغليان الشعبي على مجازر الإبادة بحق النازحين الجوعى في قطاع غزة، مبيناً أن الضفة الغربية تشكل حجر الزاوية في التصدي لممارسات الاحتلال، وأنه لا يمكن السكوت على ما يجري، مطالباً العالم بالتحرك العاجل لوقف شلال الدم.