مسؤولو الصحة في غزة: انهيار وشيك للخدمات الطبية بسبب الحصار ومنع دخول الأدوية والوقود

حذر مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية، ومديرو مستشفيات في قطاع غزة، من أن كارثة حقيقية ستحل بالنظام الصحي والمستشفيات العاملة بالحد الأدنى في قطاع غزة، جراء استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الإمدادات الطبية والمساعدات.
وأوضحوا في مقابلات منفصلة مع وكالة الأنباء القطرية/ قنا/، أن الحصار المحكم المفروض من قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنع دخول الدواء والغذاء، يؤدي لفقدان حياة الأهالي الأبرياء والمرضى والجرحى من مختلف الأعمار، وخاصة فئة الأطفال.
وأكد الدكتور مروان السلطان، مدير المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، أن المستشفى يعاني من كارثة حقيقية، ولا يستطيع تقديم الخدمات الطبية للمرضى وجرحى القصف الإسرائيلي، بسبب نقص الوقود والأدوية فيه، جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة وإغلاق المعابر.
وأشار في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إلى أن أقسام المستشفى أصبحت مكتظة بالجرحى، وتكدس المرضى على أسرة العناية المركزة التي تحتاج إلى تشغيل مولدات الكهرباء على مدار الساعة، لتتمكن من استمرار تشغيل أجهزة التنفس الاصطناعي المتصلة بالجرحى والمرضى.
وشدد السلطان، على أن إغلاق معابر قطاع غزة لأكثر من 64 يوما على التوالي، فاقم معاناة المرضى خاصة ذوي الأمراض المزمنة من كبار السن والنساء الحوامل والأطفال، وترافق ذلك مع نفاد المخزون الدوائي وانتشار سوء التغذية وانتشار فقر الدم وضعف المناعة.
وناشد مدير المستشفى الإندونيسي، كافة المنظمات الدولية والإنسانية للعمل الجاد والسريع من أجل تزويد المستشفى بالوقود اللازم لتشغيله، وإلا فإن كارثة حقيقية تنذر بوفاة عدد كبير من الجرحى والمرضى المبيتين في أقسام العناية المركزة.
وطالب المجتمع الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات ذات العلاقة، العمل على إدخال شحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية لضمان استمرار تقديم الخدمة للمرضى للحفاظ على حياتهم. وحذر من التداعيات الخطيرة لنفاد مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية من مستودعات المستشفى ووزارة الصحة بشكل عام.
من جهته، قال الدكتور صهيب الهمص مدير مستشفى الكويت التخصصي جنوبي قطاع غزة، إن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في أكثر من 75% من الأدوية الأساسية، وهو ما أدى إلى تراجع خطير في القدرة على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى.
وأكد في حديث خاص لـ/قنا/ أن القدرة على الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية أصبحت على المحك، موضحا أن المخزون المتبقي من الأدوية والمستلزمات الطبية لا يكفي لأيام، ما يهدد بتوقف معظم الخدمات الطبية في المستشفى إذا لم يتم التدخل العاجل والفوري.
وأضاف: "إننا ندق ناقوس الخطر أمام النقص الحاد لمعظم الأدوية والأغذية الأساسية والمستلزمات الطبية". وأضاف "نقترب من انهيار وشيك في النظام الصحي في قطاع غزة، نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية اللازمة لرعاية المرضى، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات".
من جهته، قال الدكتور ماهية شامية، الوكيل المساعد في وزارة الصحة بقطاع غزة، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق حمراء.
وأكد أن إعاقة وصول إمدادات الوقود للمستشفيات يهدد بتوقفها عن العمل، في ظل أنها تعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة، موضحا أن ما يتوفر من كميات الوقود في المستشفيات تكفي لأيام قليلة فقط.
وتزداد الأزمة الإنسانية والصحية في قطاع غزة سوءا، مع استمرار استهداف الاحتلال للمؤسسات الطبية والإنسانية والخيرية، سواء الدولية أو المحلية، التي تسعى لتقديم خدمات حيوية في ظل توقف الكثير منها بسبب العدوان وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية.
ويعاني القطاع الصحي في غزة من أزمة خانقة، مع استمرار منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وتواصل الاستهداف الإسرائيلي للأطقم الطبية من خلال القتل أو الاعتقال، إلى جانب التدمير المنهجي للمستشفيات الرئيسية، في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر.