مكتبة قطر الوطنية تسلط الضوء على "أدب الرحلات النسوي"

مكتبة قطر الوطنية تسلط الضوء على "أدب الرحلات النسوي"

نظمت مكتبة قطر الوطنية ندوة أدبية تحت عنوان:" أدب الرحلات النسوي: مع الرحالات وبعيونهن بين الواقعي والمتخيل"، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من جامعات ومؤسسات بحثية مرموقة إضافة إلى المهتمين بالأدب ودراسات المرأة والتاريخ واستكشاف التفاعل الثقافي بين الشعوب، وأقيمت الندوة باللغتين العربية والإنجليزية.
وافتتح الندوة الدكتور معز الدريدي، أخصائي أرشيف أول في مكتبة قطر الوطنية، بمقدمة استعرض فيها كيف تحول أدب الرحلات بالنسبة للمرأة إلى مساحة للتأمل في مفاهيم الهوية، والعدالة الاجتماعية، والعلاقة بين النوع والمجال الثقافي، مسلطا الضوء على قدرة المرأة الكاتبة على تحدّي التقاليد الأدبية الراسخة من خلال مقاربات جديدة ومبتكرة للسفر.
وتناولت الندوة إسهامات المرأة في أدب الرحلات، مسلطة الضوء على تجربة الرحالات في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكيف اتّخذن من السفر والترحال والكتابات الأدبية التي أسفر عنها وسيلة لإثبات أنفسهن واكتشاف ذاتهن والتعامل مع المعايير الاجتماعية السائدة في تلك الفترة، كما ركّزت الندوة على الأصوات البارزة للرحَّالات اللاتي وثّقن أسفارهن في الشرق.
وقدمت الدكتورة فلسطين نايلي من جامعة بازل في سويسرا، دراسة حول نهج هيلما غرانكفيست (1890 – 1972) وكتابتها من خلال عملها الميداني في قرية أرطاس في (فلسطين)، كما قدمت الدكتورة ليلى جابري من المعهد الوطني للتراث في تونس قراءة لبعض المشاهد من مدينة تونس ومعمارها وتراثها في نهاية القرن التاسع عشر،وتحدّثت الدكتورة سندس الكتاني من الجامعة الملكية العسكرية في كندا عن رؤية كريستينا بلجيوزو لفكرة الاستعمار، أما الدكتورة نادية الرياحي من جامعة تونس فقد ناقشت رحلات إيزابيل إيبرهارت في رحلاتها في الصحاري المغاربية.
وفي ختام الندوة علق الدكتور معز الدريدي، قائلًا:" تقدم كتابات الرحَّالات منظورًا عميقًا وثريًا لأدب الرحلات والاستشراق غاب عن اهتمام كثير من الباحثين والدارسين، وتدعونا مثل هذه النصوص إلى رؤية التاريخ بعيون المرأة، تلك الرؤية التي تحدت الهيمنة الذكورية التي سيطرت على هذا الأدب لفترة طويلة، وتكشف عن أبعاد جديدة للفهم العابر للثقافات".