د. الأنصاري: قطر لن تنساق وراء أي مساومات سياسية

د. الأنصاري: قطر لن تنساق وراء أي مساومات سياسية

■ ضرورة وقف استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح أو ورقة ضغط

■ نعمل على إيجاد آليات فعَّالة لضمان دخول المساعدات إلى غزة

أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن دولة قطر تواصل جهودها الحثيثة في الوساطة من أجل إنهاء الحرب على غزة، رغم تعقيد الأوضاع واستمرار الكارثة الإنسانية في القطاع.
وشدد الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية، على ضرورة وقف استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح أو ورقة ضغط وتفاوض من قبل إسرائيل، مطالبا بتحرك دولي فاعل لإيجاد حلول تضمن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل ودون عوائق. وقال د. الأنصاري: «إن المساعدات الإنسانية، في أي نزاع وفي أي مكان في العالم، يجب ألا تُستخدم كأداة للابتزاز السياسي من أي طرف كان. ومن هذا المنطلق، نعمل بالتنسيق مع شركائنا في الوساطة على إيجاد آليات فعالة لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل آمن ودون شروط».

وأشار إلى أن جهود الوساطة التي تقودها قطر أسفرت عن إطلاق سراح أعداد من الأسرى تفوق ما تحقق من خلال العمليات العسكرية. كما أكد أن الوساطة المشتركة بين قطر ومصر والولايات المتحدة تركز على وقف الحرب الكارثية في غزة، مشدداً على أن قطر تواصل دورها كوسيط نزيه يحظى بتقدير دولي واسع. وأضاف أن قطر لن تنساق وراء أي مساومات سياسية، لافتا إلى أنها تؤدي وساطة مهمة بين روسيا وأوكرانيا بشأن لمّ شمل الأطفال المتأثرين بالحرب.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: «لن أخوض في التفاصيل، لكن من المعروف للجميع أن هناك فرصاً عديدة كانت متاحة لإنهاء هذه الحرب، وأن التوصل إلى اتفاق كان من شأنه أن يمهّد الطريق نحو سلام دائم في مراحل متعددة. ورغم التحديات، لا نزال نعمل على إيجاد فرص جديدة ونواصل التواصل مع جميع الأطراف المعنية. ونؤكد أن توجيه الاتهامات إلى جهود الوساطة لن يخدم المساعي الرامية إلى التهدئة والوصول إلى حل شامل. وتابع: «دولة قطر، المعروفة دوليًا بدورها النزيه في الوساطة، أثبتت مصداقيتها في مختلف الملفات، وليس في هذه الوساطة فقط. وبالتالي، لسنا معنيين فعليًا بالتصريحات أو التجاذبات الإعلامية».

وشدد د. الأنصاري أن من يوجّه اتهامات إلى جهود الوساطة يجب أن يدرك أن مثل هذه التصرفات لا تخدم المسار السلمي ولا تسهم في الوصول إلى حل، مبرزا أن دولة قطر عصية على مثل هذه الاتهامات، وسمعتها الدولية معروفة وراسخة، وقد أثبتت نزاهتها كوسيط موثوق من خلال تعاملها في ملفات إقليمية ودولية متعددة، وليس في هذا الملف فقط. وأوضح أن قطر غير معنية بالتصريحات أو التجاذبات الإعلامية التي تعد مجرد ضجيج لا يغيّر من واقع الدور القطري المؤثر والذي يحظى بتقدير دولي.

وأضاف د. الأنصاري أن التصريحات الأخيرة تأتي في سياق استقطاب سياسي داخلي تشهده إسرائيل، وهو ما يشكّل الدافع الرئيسي وراءها، موضحا: «نحن نعلم جيداً أن انخراط إسرائيل في جهود الوساطة، منذ اليوم الأول، جاء بالتنسيق مع بقية الأطراف، ولم يكن مفاجئاً رغم كل ما يصدر من اتهامات. كما أننا على يقين بأن من يسعى بصدق نحو التوصل إلى اتفاق لن يلجأ إلى هذه الأساليب أو التصريحات المسيئة».

كما لفت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى موسكو تحمل أهمية بالغة، وتعكس حرص دولة قطر على تعزيز علاقاتها مع جميع شركائها الدوليين، ولا سيما مع روسيا، التي تربطها بها علاقات اقتصادية وإستراتيجية مهمة. وتأتي هذه الزيارة في سياق دور قطر الحيوي في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، خصوصاً فيما يتعلق بملف الأطفال المتأثرين بالحرب في أوكرانيا، وهو ملف إنساني بالغ الحساسية. وأوضح أن أهمية الزيارة تجاوزت إطار الوساطة، لتشمل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني.