المحامي البريطاني أحمد طومسون لـ "الشرق": لا تعتمدوا على جوجل والذكاء الاصطناعي لفهم الإسلام

المحامي البريطاني أحمد طومسون لـ "الشرق": لا تعتمدوا على جوجل والذكاء الاصطناعي لفهم الإسلام

احمد طومسون أحد أشهر المحامين في المحاكم البريطانية العليا، والمتخصص في القانون الإسلامي وقضايا التمييز، وأحد مؤسسي رابطة المحامين المسلمين في المملكة المتحدة، اعتنق الإسلام في عام 1973، عندما انتصر قلبه على معتقداته المادية، وذلك على يد أول مدير للمركز الثقافي الإسلامي في لندن راجا محمود آباد وهو الذي أعطاه اسمه الإسلامي أحمد، وبحث في الإسلام وسعى إلى الاستزادة من فيض الإيمان بالله تعالى والإسلام، وألف العديد من الكتب بعدما وصل إلى مرحلة إيمانية ويقينية كبيرة، ومن أبرز آرائه أن الإسلام والارهاب لا يجتمعان في قلب رجل واحد، لأنه غير ممكن، وكانت البدايات لديه في قرية صغيرة في زامبيا حيث ولد، وعاش قرابة 16 عاما هناك درس في زيمبابوي، وأكمل دراسته في المملكة المتحدة.. «الشرق» حاورته للوقوف على أهم المحطات الإيمانية التي مرت عليه منذ اعتناقه الإسلام.

– حدثنا عن بدايات تعرفك على الإسلام، هل كانت هناك لحظة أو تجربة محددة أقنعتك باعتناق الإسلام؟
 لطالما كنت مؤمنًا في قرارة نفسي، وهذا ما مكنني من إدراك الإسلام وقبوله عندما هداني الله إلى دخوله والنطق بالشهادة، والذي كان بالنسبة لي من خلال لقائي بمرشدي ومعلمي الشيخ الدكتور عبد القادر الصوفي الدرقاوي المرابط عليه الرحمة.

– كيف أثرت خلفيتك ومعتقداتك السابقة على فهمك للإسلام؟
 لقد تعلّمت ألا أعرف شيئًا عن الإسلام، وتعلمت أن أكون مسيحيًا، ولكن على الرغم من إيماني بالله وبعيسى كشخص، سرعان ما اتضح لي أن ما تُعلّمه الكنيسة باسمها لم يكن دقيقًا ولا كاملًا، لذلك أصرّ قلبي على بحث أوسع عن المعرفة يتجاوز تكويني الاجتماعي.

– هل واجهت أي تحديات شخصية أو اجتماعية أو فكرية عند اعتناق الإسلام، وكيف تغلبت عليها؟
 ظهرت التحديات الكبرى فجأةً من نفسي التي عارضت في البداية ما أخبرني به قلبي، وبفضل كرم الله وتوجيه معلمي، وُهبت لي الوسائل لتنقية نفسي وصقلها.

– كيف غيّر اعتناق الإسلام نظرتك للحياة والروحانية والغاية الإنسانية؟
 لقد تغيّرت حياتي تمامًا من جميع النواحي، ووسّع آفاقي إلى ما يتجاوز ما يمكن التعبير عنه بالكلمات، الحمد لله والشكر لله، والإسلام هو علم كيفية العيش قال لي معلمي ذات مرة: «كن شاكرًا لكونك مسلمًا يا أحمد، وإلا لكنت أصبحت مدمنًا على الكحول.

– هل تعتقد أن الحوار بين الأديان يمكن أن يؤدي إلى تفاهم هادف، أم أن الخلافات الدينية حتمية؟
 لقد قابلتُ العديد من الناس الذين يسعون بإخلاص إلى اتباع بقايا التعاليم الإلهية السابقة، رغم أنهم لم يعودوا قادرين على الوصول إلى الوحي الأصلي الذي تستمد منه أديانهم المُعاد صياغتها إذا كانوا راضين بما لديهم، فأتمنى لهم التوفيق، وإذا لم يكونوا راضين بما لديهم (كما لم أكن راضيًا بما لدي)، فإنني أحيانًا أستطيع مشاركة أفكاري معهم. وكما يقول المثل القديم: «من لا يدري ولا يدري أنه لا يدرى فهو أحمق دعه.. ومن يدري ولا يدري أنه لا يدري فهو نائم أيقظه.. ومن لا يدري ويدري أنه لا يدري فهو مستيقظ، علمه.. ومن يدري ويدري أنه يدري فهو حكيم تعلم منه».

إن الفرضية الخاطئة التي تسود العديد من مبادرات الحوار بين الأديان هي التأكيد على أن «جميع الأديان متساوية» – ولكنها ليست كذلك، فالقرآن الكريم يُثبت وينسخ الوحي الإلهي السابق، ويبقى ثابتًا دون تغيير بشري، ولا يزال من الممكن تجسيد سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا وصف الله القرآن بأنه «ذلك الكتاب لا ريب فيه» كما جاء في سورة البقرة، ويذكرنا «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» في سورة آل عمران.

– ما الدور الذي تعتقد انه مهم في حسم الصراعات الدينية ؟
 من طبيعة الوجود أن يكون هناك دائمًا صراع بين الكافرين والمؤمنين، هذه سنة الله، ما يُعقّد الأمور هو وجود العديد من المقاتلين الذين يدّعون أن «الله معنا» لتبرير أقوالهم وأفعالهم، بينما هم في الواقع لا يجاهدون في سبيل الله إطلاقًا، بل هم متعطشون لما يوجد في هذه الدنيا.

– برأيك، كيف يُشجّع الإسلام التعايش مع الأديان الأخرى، وما الدروس المستفادة منه؟
 يُمكّن عقد مبدأ التعايش وحماية الأديان الأخرى، لكن للأسف تخلّى عنه معظم حكام المسلمين اليوم، وهذا بدوره ساهم في استعبادهم من قِبل النخبة غير المنتخبة، وفيما يتعلق بالدول التي يعيش فيها المسلمون كأقلية ويحكمونها بقوانين علمانية، يُطبّق فقه الأقليات (المعروف أحيانًا بفقه النوازل)، ومن تجربتي الشخصية، أفضل نصيحة يمكن اتباعها هي: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

– ما نصيحتك لكل راغب في الحفاظ على هويته وسط عالم متنوع المعتقدات؟
 الإسلام صحيح ولكن لا تتخذوا من مُعلّميكم إلا من يُجسّدون الإسلام الصحيح، ويمتلكون إيمانًا خالصًا، ويتمتعون بالإحسان الدائم، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، عالمين أنه وإن لم تكن تراه، فإنه يراك، ولا تعتمدوا على «شيخ جوجل» و»الذكاء الاصطناعي» (المعروف أيضًا باسم «الجهل المُعزّز»)، فهما لم يعتنقا الإسلام، ولا سبيل إلى النجاح إلا بمصاحبة من وُهِبَ له التوفيق.

– ما دور الإيمان والهوية الدينية برأيك في الصمود والتغلب على المصاعب الشخصية؟
 من يتوكل على الله فهو حسبه.

– ما نصيحتك لمن يبحث عن معنى في الحياة ولكنه يشعر بالضياع في ضغوط الحياة المادية؟
 المعرفة التي تبحث عنها موجودة في داخلك، فاتبع قلبك ولا تستمع لعقلك.