الأسرة الدولية تحتفي بالعمل الإنساني وشجاعة طواقمه

الأسرة الدولية تحتفي بالعمل الإنساني وشجاعة طواقمه

يحتفل العالم في الثامن من مايو من كل عام باليوم العالم للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ تكريماً للعمل الإنساني لملايين المتطوعين والموظفين العاملين في هذ المجال، ولدعوة الأسرة الدولية للتأمل والتفكير في المعنى الواسع للإنسانية، وللاعتراف بجهود الإغاثة والشجاعة لمساعدة الآخرين دون النظر إلى الجنسية أو الدين أو العرق أو الانتماء السياسي.
ويتزامن اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر مع تحديات إنسانية متزايدة مثل تغير المناخ وانتشار الأوبئة وتفشي النزاعات ما يجعل دور هذه الحركة أكثر حيوية من أي وقت مضى، ويمثل فرصة لنشر التوعية حول أهمية احترام القانون الدولي الإنساني وحماية العاملين في المجال الطبي والإغاثي، لا سيما في مناطق النزاع.
وتزداد أهمية هذا اليوم من كونه يسلط الضوء على واحدة من أكبر الحركات الإنسانية في العالم، وهي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي تأسست استنادًا إلى أفكار رجل الأعمال السويسري هنري دونان مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي شهد أهوال الحرب في معركة "سولفرينو" في شمال إيطاليا بين الجيشين الفرنسي والنمساوي في القرن التاسع عشر.
وقد شاهد بعد المعركة آلاف الجنود من الجيشين وقد تركوا يعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة، فوجّه نداء إلى السكان المحليين طالباً منهم مساعدته على رعاية الجرحى من كلا الجانبين، وبعد عودته إلى سويسرا أطلق نداءً للعالم لإنشاء منظمات تطوعية محايدة تقدم الرعاية الطبية للمصابين في أوقات الحروب، وتطورت هذه الرؤية لتتجسد في أكثر من 190 جمعية وطنية في الوقت الحاضر تعمل في أكثر من 150 دولة لتقديم الإغاثة والمساعدة الإنسانية.
وعن أبرز الفعاليات التي ينظمها الهلال الأحمر القطري بهذه المناسبة هذا العام، قال السيد محمد أحمد البشري مساعد الأمين العام للاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الهلال يحرص في كل عام على إحياء هذا اليوم بمجموعة من الفعاليات التي تعكس روح العمل الإنساني وتُبرز دور المؤسسات الانسانية في كافة المجالات، لافتا إلى أنه في هذا العام نظم قطاع التطوع والتنمية المحلية بالهلال الأحمر القطري من خلال قسم التنمية المجتمعية فعاليات توعوية داخل المدارس حول إنجازات قطر عبر الهلال الأحمر القطري، ودوره في تعزيز مبادئ العمل الانساني، حيث تحقق من ذلك استفادة لما يقارب 400 طالب من 7 مدارس مختلفة.
ونوه إلى أن الهلال الأحمر القطري يحتفي في هذا اليوم بالعمل الإنساني المنجز محليا والمؤثر عالميا، مشيراً إلى أنه يتم في كل عام اختيار شعار للاحتفال يتناسب مع الظروف التي يمر بها العالم، وهذا العام جاء تحت شعار "في صف الإنسانية".
وأكد السيد البشري أن هذه المناسبة هي فرصة للثناء على جهود منتسبي الجمعيات الوطنية ودورهم الجبار في التخفيف من معاناة المحتاجين والوقوف إلى جانبهم ودعمهم وإغاثتهم وصون كرامتهم، بالإضافة إلى دورهم المحوري في مجتمعاتهم المحلية من خلال برامج ومبادرات تنموية وتعليمية وتوعوية تهدف لتعزيز العمل والانتماء المجتمعي وتنمية مهارات الأفراد بما يساهم في تحقيق نهضة أوطانهم ومجتمعاتهم.

وأضاف مساعد الأمين العام للاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر، أن الهلال يحظى بتفاعل شعبي واسع وفاعل تجسده مشاركة المجتمع القطري في الحملات والمبادرات الإنسانية والمشاريع والتطوع والدعم المستمر لمشاريعه داخليًا وخارجيًا، والذي يعكس وعيًا متناميًا بقيم التضامن والعمل الإنساني، كما يُعد التعاون الوثيق مع المؤسسات الوطنية والشركات الكبرى ركيزة أساسية في تعزيز هذا التفاعل وتحقيق أثر ملموس ومستدام، وتسهم شراكات الهلال الأحمر مع الجهات الأكاديمية والإعلامية في تعميق الوعي المجتمعي بقضايا العمل الإنساني، والأثر الذي يصنعه من خلال مشاريعه وأنشطته.
وأشار إلى أن الهلال يولي أهمية بالغة لشراكاته المتنوعة، حيث إن طبيعة عمله في المجال الإنساني والتنموي تتطلب الشراكة الفعالة مع كافة المؤسسات الفاعلة سواء على المستوى المحلي أو الدولي، حيث تتنوع هذه الشراكات بحسب الهدف منها، فلديه شراكات تمويلية واسعة سواء مع مؤسسات محلية أو أخرى دولية، تمكنه من الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ تدخلاته الإنسانية والتنموية في مناطق تواجده.
كما نوه بشراكة الهلال الأحمر الاستراتيجية مع صندوق قطر للتنمية والمؤسسات الإنسانية القطرية، وشراكاته التمويلية الأخرى مع عدد من وكالات الأمم المتحدة، ومع المؤسسات المانحة الإقليمية والدولية، وكذلك من مانحين محليين، حيث تنطلق المؤسسات القطرية من نفس القيم المشتركة للشعب القطري المعطاء.
وأبرز السيد البشري أن لدى الهلال الأحمر القطري أيضا شراكات متعددة مع المؤسسات الحكومية لا سيما مع عدد من الوزارات والهيئات التي تدعم عمله الإنساني والتنموي، وعلى رأسها وزارة الخارجية والداخلية والقوات الجوية الأميرية القطرية التي تنقل بطائراتها المواد والفرق الإغاثية، مشيدا بدور هيئة تنظيم الأعمال الخيرية في تسهيل المهام والحملات الإغاثية والمساندة من مختلف المؤسسات لتقديم الدعم العيني لهذه المبادرات الإنسانية.
وحول استعدادات الهلال الأحمر للاستجابة للكوارث والأزمات على مدار العام، أوضح السيد البشري أن لدى الهلال الأحمر القطري فرقا إغاثية مدربة ومؤهلة، وهناك خطط تدريبية متكاملة لتدريب الفرق الإغاثية بغرض تحقيق الاستجابة العاجلة بأسرع وقت ممكن، كما أن لدى الهلال الأحمر، مجموعة خطط تدريبية سنوية تهدف لتعزيز الكفاءة وتطوير الأداء، وذلك في عدة اختصاصات تشمل: المجال الطبي والإيواء والمياه والإصحاح وإدارة الكوارث، ويعمل الهلال أيضا من خلال مخيم إدارة الكوارث السنوي على تأهيل أعداد كبيرة من داخل وخارج الدولة، في مجال التأهب والاستعداد، ويحاكي المخيم سيناريوهات واقعية للكوارث، بما يضمن الاستجابة المناسبة التي قد نحتاجها في الإقليم العربي وعلى مستوى العالم، كما يمتلك الهلال الأحمر القطري صندوق استجابة للكوارث، يتم استخدامه في حال التدخل العاجل، ويكون معدل الاستجابة للكوارث من 24 إلى 72 ساعة.
وبخصوص دور الهلال في استقطاب فئة الشباب وحثهم على المشاركة في الأنشطة الإنسانية والتطوعية، أكد مساعد الأمين العام للاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر، أن الشباب هم القلب النابض لأي عمل إنساني مستدام، وقال إن الهلال الأحمر القطري يعتبرهم شركاء أساسيين في تحقيق رسالته ويعمل على استقطابهم من خلال برامج تدريبية متخصصة لتطوير قدرات المتطوعين وصقل مهاراتهم وتعزيز خبراتهم، كما يحرص على توفير برامج تطوعية تناسب اهتمامات الشباب إلى جانب إشراكهم في حملات ومشاريع ميدانية.