توسيع الحرب.. ترقّب وقلق يشوب غزة

توسيع الحرب.. ترقّب وقلق يشوب غزة

ما كادت غزة تتنفس الصعداء بعد إشارات التقطتها من البيت الأبيض، وتلميحات من الرئيس دونالد ترامب باتفاق وشيك، يسبق زيارته المرتقبة إلى المنطقة، حتى راحت دعوات تمديد وتوسيع رقعة الحرب تأخذ منحى يشوبه القلق والتوتر والترقب، مع خضوع غزة لضغط عسكري حوّل القطاع إلى كومة حطام، وآخر إنساني قوامه الجوع الذي أخذ يتدحرج نحو المجاعة القاتلة.

وفي غمرة الحرب الضروس الدائرة على أرض غزة، ويتردد صداها في المحافل السياسية، ظلت صورة الأوضاع قاسية ومؤلمة، وإن حفها شيء من التفاؤل، يراه أهل غزة وهمياً، ويهدف إلى إعادة الحرب إلى المربع الأول الدموي على حد تعبيرهم.
الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، يضاف إليها ضغط ثقيل هذه الأيام، مع إعلان إسرائيل نيتها توسيع الحرب، وليس ثمة معادلة أكثر رعباً، من تهجير جديد يتربص بالنازحين المثقلين بالهموم، إذ يمهد الجيش الإسرائيلي لدفعهم للرحيل بالقوة، وحصرهم في منطقة الجنوب، والمقصود هنا رفح.

وحتى تكتمل دائرة النار، لا تزال إسرائيل توقد حطباً في وسط وشمال قطاع غزة، مواصلة حرب الإبادة باستهداف خيام النازحين وتجمعاتهم، لجعل المنطقة ملتهبة، ومضاعفة معاناة النازحين، الذين لن يكون أمامهم إلا النجاة بأرواحهم.
ويعيش سكان قطاع غزة حالة من الرعب المشوب بالقلق، مع استدعاء جيش الاحتلال عشرات آلاف الجنود الاحتياطيين، ما يؤشر على عدوان عسكري بري بات وشيكاً، كما يقول زايد أبو غالية النازح من بلدة بيت لاهيا، مبيناً أن أهالي غزة يعيشون حالة قلق كبيرة، خصوصاً في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، بؤرة العمليات العسكرية، وفق تعبيره.

يقول أبو غالية: «لا نعلم أين وجهتنا القادمة، ونخشى من نوايا مبيتة لجيش الاحتلال بارتكاب مجازر دموية لإجبار المواطنين على النزوح نحو رفح كما أعلن قادة عسكريون إسرائيليون، وهناك مئات الآلاف ينتظرهم نزوح جماعي، في حال سيطرت قوات الاحتلال على وسط وشمال قطاع غزة بالكامل».

ولم يخف مواطنون مخاوفهم من فرض الكيان حكماً عسكرياً في قطاع غزة، وما سيحمله تهجيرهم وتجميعهم في مناطق يسمونها زوراً «إنسانية» في رفح، حيث لا متسع لمخيمات جديدة، وربما يضطر كثيرون للنزوح دون حاجياتهم نتيجة لتعطل المركبات، وهذه معضلة أخرى وفق النازح من بيت حانون نضال الكفارنة.

«الجميع قلقون، وما تحمله تطورات الحرب في الأيام المقبلة ليست في صالح غزة، والنزوح أصبح كارثياً مع انعدام وسائل النقل وحتى الخيام، ناهيك عن الجوع الذي ينهش الأجساد» أضاف الكفارنة، الذي بدا يائساً من التوصل إلى هدنة جديدة.
وثمة الكثير بين ثنايا المرحلة المقبلة، فالتهدئة تبدو محكومة بمخرجات جولة ترامب إلى المنطقة، ما يعني أنها ستكون محفوفة بسيناريوهات صعبة، بدأت ملامحها تظهر جلية في منع الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، واستعراض قوته العسكرية على الأرض.