منتدى الخليج الدولي: زيارة ترامب إلى قطر والمنطقة تعكس معاني رمزية واستراتيجية

منتدى الخليج الدولي: زيارة ترامب إلى قطر والمنطقة تعكس معاني رمزية واستراتيجية

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط ستكون «تاريخية»، وسط توقعات بإبرام صفقات تجارية كبرى مع دول المنطقة، وذلك في وقت يستعد فيه للقيام بجولة تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وصرح ترامب قائلاً: «ساعدتنا قطر كثيراً وأحترم قيادتها»، في إشارة إلى العلاقات المتقدمة بين واشنطن والدوحة، فيما شدد البيت الأبيض أن الزيارة تمثل «عودة تاريخية» للمنطقة، وهي الأبرز منذ بدء ولايته الثانية، في ظل أزمات تتصدرها الحرب في غزة والمحادثات النووية مع إيران.

وبحسب تقرير منتدى الخليج الدولي، فإن زيارة ترامب المرتقبة تمثل فصلاً حاسماً في إعادة صياغة النهج الإستراتيجي الأمريكي تجاه الشرق الأوسط. ويؤكد التقرير أن إدارة ترامب الثانية تهدف من خلال هذه الجولة إلى تعزيز الشراكات التقليدية مع حلفائها الخليجيين من خلال اتفاقيات اقتصادية إستراتيجية، وصفقات دفاعية ضخمة، ومبادرات دبلوماسية متعددة.
ويشير التقرير إلى أن قرار ترامب باختيار قطر والسعودية والإمارات كوجهات أولى يحمل دلالات رمزية وإستراتيجية، ويعكس التزاماً متجدداً من جانب واشنطن تجاه شركائها الخليجيين.

ووفقاً للتقرير، تلعب دول الخليج أدواراً محورية في المبادرات الدبلوماسية الإقليمية والدولية، مشيراً إلى وساطة قطر في الحرب على غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة، واستضافة السعودية لمحادثات أمريكية روسية حول أوكرانيا، ودور الإمارات في عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى تسهيلات عمان في الحوارات الأمريكية الإيرانية، والمفاوضات بين السعودية والحوثيين في اليمن.

ويؤكد التقرير أن عودة ترامب إلى المشهد الدبلوماسي من بوابة الخليج تُبرز علاقاته الشخصية الراسخة مع قادة المنطقة، ورؤيته الإستراتيجية المبنية على تحقيق مكاسب اقتصادية كبرى، خاصة في مجالات الطاقة، والاستثمار، والأمن. وتوقّع التقرير أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية واسعة النطاق، وعقود تسليح كبرى، ضمن خطة أوسع لتعزيز الشراكة الدفاعية مع الحلفاء الخليجيين.

كما يشير التقرير إلى أن إدارة ترامب تواجه تحدياً أمنياً معقداً يتمثل في التهديد الإيراني المتنامي، خاصة في ظل المفاوضات النووية الجارية مع طهران، والتي تزداد تعقيداً بفعل الضغوط الإسرائيلية التي تدعو لموقف أمريكي أكثر حزماً.
ويوضح التقرير أن الولايات المتحدة تواصل انخراطها الدبلوماسي النشط في قضايا المنطقة، اعتماداً على دعم دول الخليج، مشيراً إلى دور عمان في المحادثات النووية، ووساطة قطر ومصر في التهدئة بغزة، ومشاركة دول الخليج في ترتيبات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. كما لفت التقرير إلى الجهود السعودية في التمهيد لحوارات مبكرة بين مسؤولين أمريكيين وروس، بشأن الحرب في أوكرانيا، خلال الأيام الأولى من ولاية ترامب الثانية، وهو ما يعكس، بحسب التقرير، طموحات الإدارة في لعب دور دبلوماسي فاعل.