د. رند عبود: مرضى الربو مطالبون بالتطعيمات الموسمية

دعت الدكتورة رند عبود- اختصاصية طب الأسرة بمركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية- إلى ضرورة حصول مريض الربو على عدد من التطعيمات كتطعيم الإنفلونزا الموسمية، وتطعيم كوفيد-19، والتطعيم ضد الفيروس المخلوي التنفسي «سنسيتيل فيروس».
وأوضحت الدكتورة رند عبود قائلة «إن الربو يصنف إلى عدة أنواع تشمل الربو التحسسي والربو غير التحسسي والربو الذي يتصف بالسعال ونمط السعال المسيطر والربو الذي يبدأ في مرحلة البلوغ (الربو المتأخر) والذي يتطلب استبعاد الربو المهني، بالإضافة إلى الربو مع تقييد تدفق الهواء المستمر والربو المصاحب للسمنة ويتم تشخيص الربو بناءً على وجود الأعراض التنفسية مع قياس وظائف الرئة باستخدام أدوات مخصصة لهذا الغرض».
تداخلات دوائية وغير دوائية
وأشارت الدكتور رند عبود إلى أن التعامل مع الربو يعتمد على التداخلات غير الدوائية والتداخلات الدوائية، حيث يشمل الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للدخان أو البخور، وممارسة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي صحي، وتقليل الوزن، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التنفس والتعامل مع التوتر والقلق وتجنب الأدوية التي تزيد من أعراض الربو، محذرة من مسكنات الألم غير الستيرويدية خاصة عند وجود حساسية تجاهها أو عند تسببها في تفاقم الأعراض، كما يُنصح بإغلاق النوافذ والأبواب والبقاء في الداخل عند ارتفاع مستويات حبوب اللقاح والعفن في الجو.
ممارسة الرياضة
ونصحت الدكتورة رند عبود مريض الربو بممارسة الرياضة بانتظام حيث تساعد التمارين المتوسطة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين جودة الحياة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن التمارين الهوائية تسهم في تقليل أعراض الربو، كما أن السباحة مفيدة في تحسين وظائف الرئة بشرط تجنب التعرض للكلور، كما أنه من الضروري استخدام البخاخات الموسعة للقصبات مثل الفنتولين أو بخاخ الكورتيزون قبل الرياضة بربع ساعة وإجراء تمارين الإحماء لتقليل الأعراض أثناء ممارسة النشاط البدني، بالإضافة إلى ممارسة تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس الخاصة بمرضى الربو.
البيئة المحيطة
أما فيما يخص البيئة المحيطة، فأوصت الدكتورة رند عبود بتغليف الوسائد وفرشات النوم بأغطية عازلة غير منفذة للغبار أو الحشرات، والحفاظ على نظافة المنزل والتخلص من العفن الأسود، وتجنب الطهي باستخدام أجهزة تسهم في التلوث مع ضرورة تشغيل مراوح الشفط للتخلص من الهواء الملوث، كما يُنصح بتجنب تناول الأطعمة التي قد تسبب الحساسية أو تزيد من أعراض الربو. من المهم الإشارة إلى أن صفير الصدر المصاحب للإصابات الفيروسية لدى الأطفال دون سن الخامسة لا يعني بالضرورة إصابتهم بالربو.
أما بالنسبة بالنسبة لعلاج الربو للأطفال من عمر 6 سنوات فما فوق، فإن منظمة الربو العالمية لا توصي باستخدام موسعات القصبات قصيرة المفعول مثل الفنتولين كعلاج وحيد، بل تُفضل استخدام بخاخ يحتوي على كمية محدودة من الكورتيزون للحفاظ على وظائف الرئة، مع إمكانية استخدام الفنتولين كمساعد فقط.
كيفية استخدام الأدوية
أوضحت الدكتورة رند عبود انه لضمان التحكم الفعال في الربو، يجب على المريض معرفة كيفية استخدام العلاج بالطريقة الصحيحة، والالتزام باستخدام بخاخ الكورتيزون الآمن وفقًا لتوجيهات الطبيب، ومعرفة كيفية التعامل مع نوبات الربو من خلال خطة مكتوبة متفق عليها مع الطبيب، والحرص على المتابعة الدورية مع طبيب الأسرة، ويُفضل استخدام جهاز قياس تدفق الهواء الشخصي PEF لتقييم وظائف الرئة بشكل منتظم، كما أن معالجة الأمراض المزمنة المرتبطة بالربو مثل السمنة وارتجاع المريء وحساسية الأنف المزمنة أمر ضروري. ينبغي لمريض الربو طلب الدعم النفسي عند الشعور بالقلق، والالتزام بالعلاج ومراقبة الأعراض وتغيرات المناخ أثناء السفر، يجب التأكد من حمل جميع العلاجات اللازمة، كما أن تناول فيتامين (د) قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبات الربو والسيطرة على الأعراض.
نوبة ربو خفيفة أو شديدة
وبينت الدكتورة رند عبود أنه يمكن التمييز بين نوبة الربو الخفيفة والشديدة من خلال الأعراض، حيث تكون النوبة خفيفة إذا كانت الأعراض طفيفة أو متوسطة ولا تؤثر على الحياة اليومية أو تحدث فقط أثناء النشاط البدني، مع قدرة المريض على التحدث بشكل طبيعي ونسبة أكسجين طبيعية، وتتحسن الأعراض بسرعة عند استخدام موسع القصبات قصير المفعول. أما في النوبة الشديدة، فتكون الأعراض أكثر حدة وقد يشعر المريض بالاختناق مع صعوبة في الكلام وانخفاض نسبة الأكسجين في الدم لأقل من 90%، وقد لا تتحسن الأعراض باستخدام موسع القصبات وحده مما يستدعي الحاجة إلى أدوية إضافية. في هذه الحالات يجب التوجه بسرعة إلى المستشفى أو الاتصال بالإسعاف على الرقم 999.