فاطمة الرميحي: حققنا إنجازات وحان الوقت لنروي قصصنا بأنفسنا

فاطمة الرميحي: حققنا إنجازات وحان الوقت لنروي قصصنا بأنفسنا

أكدت إدارة مؤسسة الدوحة للأفلام على أهمية دور المؤسسة في تمكين المواهب السينمائية وتوفير منصة لهم على مدار 15 عاماً «للتحلّي بالشجاعة لمتابعة مسيرة مهنية محترفة في مجال السينما».
جاء هذا التصريح في الإيجاز الصحفي الذي عقدته إدارة المؤسسة ضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة من ملتقى قمرة السينمائي 2025، الحاضنة السنوية للمواهب السينمائية العربية والعالمية وقالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة: «نجحنا خلال هذه المسيرة في تحقيق إنجازات كبيرة ومهمة، وهو ما يبدو جلياً من خلال ظهور مشاريع جديدة ومميزة بشكل منتظم. فصناعة الأفلام ليست مهنة سهلة، لكننا موجودون لنثبت أنها عمل يروي شغف الشباب وللمجتمع. إنّ التفاعل بين المشاركين والمرشدين في قمرة ملهم حقًا، ونحن سعداء برؤية المزيد من الإنتاجات، سواء كانت أفلامًا طويلة أو وثائقية أو مسلسلات».

وأشارت الرميحي إلى إرث المؤسسة الغني في دعمها القوي لصناع الأفلام، موضحةً: «نحن لا نحدد نسبا معينة لمن يجب أن يشارك معنا. ورغم أن الإحصائيات تشير إلى وجود عدد أكبر من صناع الأفلام النساء الراغبات في دخول هذا المجال. نركز دائمًا على جودة القصص وتفاني صانعي الأفلام، ونفخر بجميع أولئك الذين يُقدمون أعمالًا رائعة».
ولفتت الرميحي إلى وضع خطط مستقبلية شاملة ومهمة، مضيفة: «صناعة السينما هنا ما زالت تعتبر ناشئة، ونسعى للتقدم بأسرع ما يمكن. نريد لصانعي الأفلام اكتساب المزيد من الخبرة وبناء مسيرة مهنية في هذا المجال الحيوي، وهو ما بدأ يحدث بالفعل. منذ اليوم الأول، كان هدفنا دعم صناعة السينما العربية، وحان الوقت لنروي قصصنا بأنفسنا».

وتابعت: «لا نضع معايير غير معقولة للأفلام، فلا يوجد حدود لسرد القصص. نحن لا نملك هذه الأفلام ولا نتدخل في محتواها، دورنا هو الدعم دون قيد أو شرط».
وقالت: «صمّمنا قمرة للتركيز على العمل الفني بدلاً من الانشغال بالأضواء المعتادة في مهرجانات الأفلام. قمرة له خصوصية كونه حاضنة للأفلام وصنّاعها، إذ يساهم في ربطهم بخبراء الصناعة، ونواصل الحفاظ على الصلة الوثيقة بين صناع الأفلام والخبراء والمحترفين في هذا القطاع».

بدوره قال إيليا سليمان، المستشار الفني لمؤسسة الدوحة للأفلام، إنّ ملتقى قمرة السينمائي يُظهر أنّ صناعة السينما في المنطقة قد انتقلت من مجرد أملٍ بالمستقبل إلى تلقّي تضامنٍ قوي من صنّاع الأفلام العالميين. وأضاف أنه يستمع إلى خبراء قمرة الذين يمتلكون ثروةً معرفيةً واسعةً ليشاركوها مع صناع الأفلام الناشئين. من جانبها لفتت هناء عيسى، مديرة الإستراتيجية والتطوير في مؤسسة الدوحة للأفلام ونائب مدير قمرة، أنّ نجاح قمرة يكمن في «خصوصية الحدث، إذ لا ينشغل فيه صانعو الأفلام بأمور أخرى. على مدار الأيام الماضية، نُظّم أكثر من 700 لقاء مع خبراء الصناعة لمشاريع قمرة الـ49 من جميع أنحاء العالم».

   – تطور أساليب صناعة الأفلام
شدد خبير قمرة جوني تو، أحد أبرز صُنّاع السينما وأكثرهم تأثيرًا في هونغ كونغ، على أهمية التطور المستمر والتعاون العابر للحدود في صناعة الأفلام.
وخلال تقديمه للندوة السينمائية الأخيرة ضمن فعاليات ملتقى قمرة السينمائي، أعرب جوني تو الذي يقدّم الإرشاد للمواهب المشاركة في قمرة، عن إعجابه بأحد مشاريع الأفلام القطرية، وقال: «هذا مثال على كيفية تطور أساليب صناعة الأفلام. وكيف يمكن لأي صانع أفلام، في أي مكان في العالم، أن يتطور ليصبح مخرجًا عالميًا».

وأضاف: «على صنّاع الأفلام ألا يقلقوا من الذكاء الاصطناعي. يجب على المخرجين الشباب أن يوسّعوا آفاقهم، أن ينظروا إلى العالم بأسره حيث تُنجز أعمال استثنائية». ووصف جونِّي تو نفسه بأنه مخرج «يعمل بالبديهة والحدس»، موضحًا أنه لا يعتمد على سيناريو مكتمل مسبقًا، بل يكتب السيناريو بالتوازي مع عملية التصوير. قدّمت الندوة لصانع الأفلام جوني تو لمحة عميقة عن أسلوبه في تنفيذ مشاهد الحركة المعقدة، حيث شرح كيفية تصوير مشهد متواصل يمتد لسبع دقائق دون أي قطع. وأضاف: «كنا نتدرّب مع الممثلين باستخدام عصيّ طويلة نُحاكي بها الكاميرات. الكاميرا الحقيقية لا تدخل إلا في اليوم الثالث، ويبدأ التصوير الفعلي في اليوم الرابع. يجب أن تكون كل حركة دقيقة، ولا مجال لوقوع خطأ ولو من ممثل واحد».