مجمع الأندلس التعليمي: رحلة الاعتماد المدرسي نحو التميز والجودة

يُعدّ الاعتماد الوطني المدرسي وسيلة من وسائل تقييم أداء المدارس، وأحد أساليب الإتقان والجودة، وتفعيل مفاهيم دقة التخطيط، وهو من أهم النظم الخاصة بالنقد الهادف، والتقويم، والتقييم؛ لتحقيق أقصى درجات الانضباط، والتطور، وحسن الأداء، والإصلاح، والتحسين في المؤسسات التعليمية. كما يُعدّ منهجًا من مناهج الوقوف على مواطن الخلل، وتشخيص مواضع الاختلال، وطريقة من طرائق طرح البدائل الناجحة.
إن تحقيق معايير الاعتماد المدرسي يعني أن المؤسسة التعليمية التي تحقق المعايير المطلوبة قد بلغت مستوى من الإتقان والإنجاز والجودة، وهو ما يفسح المجال أمامها لتكون بيئة خصبة لتحقيق أهدافها التي أُنشئت من أجلها، وواجهة جاذبة لاستقطاب المستهدفين وتحقيق ما يأملون ويرجون.
إن المجالات التي يتناولها الاعتماد المدرسي تُشكّل العمود الفقري لنجاح أي مؤسسة، والركائز الأساسية لحركة المؤسسات وعملها، كونه يهدف إلى تتبّع ودراسة وتقييم أهم عناصرها وأبرز مقوماتها، بدءًا من التخطيط، مرورًا بالتنفيذ والمتابعة، وانتهاءً بمراحل التقييم، والتقويم، والتطوير، والتحسين. إذ إن أهم مجالات ملف الدراسة الذاتية، الذي تعتمده هيئة التقييم أو الجهة المسؤولة عن التقييم والمطلوب تقديمه من أي مدرسة يشملها الاعتماد، يتكون من عدة مجالات، أولها: مجال جودة الدراسة، ثم تتوالى المجالات التي تؤكد أهمية معايير اختيار المعلمين أو الموظفين وتطويرهم، وتهيئة البيئة الموائمة والجاذبة والمحفزة للمتعلمين، وما يترتب على ذلك من تعليم وتعلم نوعي، وما يصاحبه من تقييم للأداء، وقياس للمخرجات، وأثر التعليم والتعلم.
ومن بين مجالات الاعتماد المدرسي الضرورية: توفير الموارد المالية والبشرية، وكيفية استثمارها بالصورة التي تخدم المؤسسة وبيئة العمل فيها. يُضاف إلى تلك المجالات مدى قدرة المؤسسة التعليمية على استقطاب المحيط، وتفعيل دور المشاركة المجتمعية، ومدى تأثير ذلك الاستقطاب وتلك المشاركة في دعم العملية التعليمية. ويمكننا القول إن مجالات الاعتماد الوطني المدرسي، على تنوع مسمياتها وأهدافها، في حال تمكنت أي مؤسسة تعليمية من تحقيقها، فإنها كفيلة بتحقيق أهداف تلك المؤسسة ومراميها، ومن أهمها: المخرجات والنواتج.
إن قصة الاعتماد المدرسي مع مدارس مجمع الأندلس قصة مثيرة ولافتة، تدعو للفخر والاعتزاز. فمنذ أن نضجت فكرة تأسيس مدارس الأندلس وتبلورت في أذهان المؤسسين قبل ما يربو على ثلاثة عقود، وبالتحديد منذ نشأتها عام 1993، صاحبتها وسارت معها جنبًا إلى جنب فكرة الجودة والتميّز والتفرّد، سواء على مستوى الشكل الخارجي، الذي يجعلها نمطًا فريدًا في الهندسة والمعمار والجاذبية، أو على مستوى المضمون والمحتوى الميداني والمخرجات التعليمية، وهي كلها — أي الشكل والمضمون — مقومات للنجاح، ومقدمات ومظاهر لتحقيق المعايير التي يتطلبها الاعتماد الوطني المدرسي، الذي يشكّل اللبنة الأساسية للحصول على أهم عناصر استقطاب أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم والتحاقهم في المدارس الخاصة، كون تحقيق معايير الاعتماد شرطًا أساسيًا للتمويل والدعم المادي من قبل الدولة للمؤسسات التعليمية، وهو — أي الدعم — البوابة الرئيسية التي من خلالها تحصل المؤسسات التعليمية على الدعم المالي، أو ما نسميه (القسائم التعليمية) أو (الكوبونات). وهو الدعم الذي حصلت عليه مدارس مجمع الأندلس التعليمي منذ نشأتها الأولى، وكان آخرها حصول روضة الأندلس عليه عام 2023، ملتحقة بزميلاتها مدارس الأندلس، التي تحظى بالدعم وتوافر القسائم التعليمية في كل مدارس المجمع (بنين وبنات)، وفي المراحل التعليمية كافة: الروضة، والابتدائية، والإعدادية، والثانوية.
كما أن منسوب الفخر يزداد لدى إدارة مجمع الأندلس التعليمي، ولدى كل العاملين في هذه المؤسسة التاريخية العريقة، نتيجة لتمكن مدارسها من تحقيق معايير الاعتماد المدرسي ومتطلباته، وهو ما تجسّد في قدرتها على اجتياز المعايير المطلوبة في كل محطات التقييم وزيارات لجانه لمدارس المجمع منذ نشأتها، وفي كل المجالات التي يستهدفها التقييم؛ حيث نالت ثقة لجان الاعتماد المدرسي، التي منحت مدارس مجمع الأندلس التعليمي (الأندلس الابتدائية، والأندلس الإعدادية بنين، وكذلك مدرسة البنات) تقدير "فعّال" لمدة ثلاث سنوات، في العام الدراسي 2023-2024. ولكن المفارقة التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز أيضًا، هي حصول مدرسة الأندلس الثانوية للبنين على تقدير "فعّال جدًا" لمدة خمس سنوات عند تقييمها في العام الدراسي 2023-2024. وهي كلها مؤشرات تدل على النجاح الباهر، والثقة العالية التي حظيت بها مدارس المجمع، والدليل القاطع على تميزها، وحسن الأداء فيها، وتمكنها من تطبيق المعايير المطلوبة في الاعتماد.