غزة: فظائع الحرب تودي بحياة الأطفال وتؤثر سلبًا على نفسية الناجين

غزة: فظائع الحرب تودي بحياة الأطفال وتؤثر سلبًا على نفسية الناجين

لا تزال قصص ومآسي الحرب في قطاع غزة، تروى كما لو أنها أساطير من الخيال، بعد أن بلغت أهوالها حداً غير مسبوق.
وفي غزة، أهوال للحرب تجعل الولدان شيباً، وليس أدل على ذلك من الطفلة لانا الشريف إبنه الـ10 سنوات، من رفح، التي غزا الشيب رأسها قبل الأوان، وأصيبت بمرض البهاق، نتيجة للخوف الشديد الذي عاشته في خضم الغارات الهستيرية التي لا تفارق غزة منذ أكثر من عام ونصف العام.

«كنت طفلة حلوة جميلة، واليوم شاب شعري وتغير وجهي، وأصبحت عجوزاً» هكذا عبّرت لانا عن ما أصابها، نتيجة لنوبات الهلع والخوف التي لازمتها منذ بدء الحرب، واستمرار الغارات العنيفة على قطاع غزة، موضحة أنها ذات ليلة كانت نائمة، عندما تعرض منزل جيرانها للقصف والتدمير، فاستيقظت فزعة، وفي اليوم التالي بدأ لون شعرها يميل إلى البياض، بينما انتشر البهاق على جسدها.

لانا لا زالت تبدو جميلة، وروحها تنبض رشاقة وحيوية، فبياض شعرها ليس وهناً، وتغير لون جلدها ليس ضعفاً، بل هو وسام شجاعة لطفلة تواجه كل هذه الأهوال، بابتسامة الصغار وقوة الكبار، وإن حاولت الحرب الشعواء إطفاء نورها وتغييب جمالها.
تقول والدتها إن صغيرتها بحاجة للعلاج وتوفير علاج نفسي لها في مكان آمن، خارج غزة، حيث لا مستشفيات ولا أدوية، ولا أمان.