فنانون يؤكدون أن مهرجان الدوحة المسرحي ساهم بشكل كبير في أغناء الساحة الثقافية وتعزيز النشاط الفني.

أكد فنانون بنجاح مهرجان الدوحة المسرحي في دورته السابعة والثلاثين في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز الحراك الفني، وتحقيق تواصل الأجيال وتبادل الخبرات.
واعتبر الفنان المسرحي السعودي عبدالمحسن النمر أن المسرح هو المرآة الصادقة للشعوب؛ يجسد ثقافتها، ويعيد قراءة مواقفها، ويحفظ حكاياتها من خلال مزج الخيال بالواقع، مشيرا إلى أن مبدعي قطر استطاعوا أن يرسموا ملامح حكاياتهم المسرحية بكل حب وشغف، بما يعكس طموحاتهم وأحلامهم.
ونوه بالعديد من الأعمال والمشاركات التي جمعته بالفنانين القطريين، من أبرزها مسرحية بداية النهاية عام 2001، إلى جانب عدد من الأعمال في مسرح الطفل، حيث لمس فيهم صدق الشغف ونقاء التطلعات نحو مسرح يعبر عنهم ويشبههم، مضيفا أنه يشعر اليوم بفرح وفخر وهو يتابع هذا التطور الكبير في التجربة المسرحية القطرية التي تسير جنبًا إلى جنب مع النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة على كافة الأصعدة.
ولفت إلى أن مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته السابعة والثلاثين هو احتفاء مسرحي بامتياز من حيث التنظيم والمحتوى والحضور الفني اللافت، معتبرا إياه منصة حقيقية تُفرز طاقات واعدة في الإخراج والتمثيل والتأليف وكافة عناصر الفن المسرحي، على أيدي فنانين مخضرمين وشباب يمتلكون المستقبل بكل جدارة.
من جانبه، أعرب الفنان المسرحي البحريني يوسف بوهلول عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الدوحة المسرحي الـ37، الذي يمثل عرسًا فنيًا رائعًا يُظهر حجم الاهتمام بالمسرح والمسرحيين في هذا البلد العزيز، قائلا "إن هذا المهرجان، بنسخه المتتالية، يعكس استمرارية العطاء والتواصل، ويُعد من أبرز المهرجانات المسرحية في منطقة الخليج، وقد خرج من خلاله العديد من الأسماء القطرية اللامعة في مجالات الإخراج والتمثيل والكتابة المسرحية".
ولفت إلى أن مثل هذه المهرجانات تمثل حاضنة ملهمة للطاقات الشبابية، وتُعد ورشًا للإبداع الفني، خاصة مع وجود تجارب وخبرات كبيرة في المسرح القطري.
بدوره، اعتبر محمد سالم عبدالله النبهاني مهرجان الدوحة المسرحي امتدادًا لمسيرة ثقافية راسخة تؤمن بها وزارة الثقافة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، باعتبار المسرح أداة فكرية لفهم الذات، ومنصة لإعادة طرح الأسئلة، وإحياء التفكير الحر، مشيرا إلى أنه على مدى عشرة أيام، تتلاقى التجارب الفنية المحلية مع الإبداعات العربية من خلال عروض تقدمها فرق قطرية وشركات مسرحية إلى جانب ضيوف عرب قدموا من مختلف البلدان، حاملين رؤى متنوعة تغني الحراك المسرحي المحلي.
وأبرز أن هذا الحضور العربي يؤكد أن المسرح فضاء يتجاوز الحدود، مبينا أن تبادل التجارب يعزز تطور الفن المسرحي ويكرّس الدوحة كمركز إقليمي يحتضن المواهب ويحتفي بالإبداع، حتى أن القيمة الحقيقية لهذا الحدث لا تُقاس فقط بعدد العروض، بل بالأثر الثقافي والإنساني الذي يحدثه، وبما يزرعه من حراك فكري وتفاعل وجداني داخل العقول والقلوب.