“ملتقى المؤلفين” يَحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي

“ملتقى المؤلفين” يَحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي

نظم الملتقى القطري للمؤلفين، التابع لوزارة الثقافة، جلسة خاصة بعنوان “أطياف الأدب: دور الثقافات المحلية في نحت ملامح القصص”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي، واحتفاءً بتعدد الهويات الثقافية ودورها المحوري في إثراء التجربة الأدبية. وشارك في الجلسة كل من القاص القطري جمال فايز، والكاتبة المصرية إيناس حليم، والكاتب الجزائري يوسف بعلوج، والكاتب الإرتري هاشم محمود.

واستُهلت الجلسة بمداخلة من القاص جمال فايز، الذي تحدث فيها عن تجربته الشخصية في الكتابة، مؤكدًا أن الكاتب هو ابن بيئته، ينطلق من قضايا مجتمعه ويتنفس من همومه اليومية وتفاصيله الصغيرة. واعتبر أن الخصوصية المحلية ليست قيدًا، بل مصدر قوة وأصالة تمنح النص فرادته وتجعله مختلفًا ومؤثرًا. وأوضح أن انتماء الكاتب لبيئته يشكّل بوابة حقيقية لفهم الإنسان بشكل أعمق، لأن ما هو محلي غالبًا ما يعكس مشتركًا إنسانيًا عالميًا.

وبدورها، أكدت الكاتبة إيناس حليم، أن الكاتب ليس مضطرًا للكتابة عن “الآخر” ليصل إليه، بل إن الانغماس في المحلي هو ما يصنع الأصالة.
وتناولت تجربتها مع الإسكندرية بوصفها مدينة كوزموبوليتانية تمد الكاتب بطاقة سردية كبيرة، مشيرة إلى أن توثيق التفاصيل اليومية يعد شكلاً من أشكال مقاومة النسيان، وأن الخصوصية المحلية يمكن أن تكون بوابة للانتشار العالمي، كما حدث مع كتابات نجيب محفوظ ويحيى الطاهر عبد الله وغيرهما.

وأشار الكاتب يوسف بعلوج إلى أن الأدب الجيد ليس محليًا أو عالميًا بحد ذاته، بل يقوم على مهارة الكاتب في تحويل بيئته إلى مادة أدبية حية، وقال: “هناك أدب جيد وآخر رديء، والفرق هو فيمن يملك الصنعة لتحويل الهامشي إلى نص متماسك وفاعل”، وأن الانفتاح على هويات جديدة لا يعني التخلي عن الجذور.
 أما الكاتب هاشم محمود، فقال إن التفاصيل المحلية، حتى وإن بدت بعيدة عن ثقافة القارئ، تحمل في طياتها مشاعر إنسانية كونية تتجاوز الجغرافيا واللغة، وأن القصة تتحول من مجرد سرد لحالة محلية إلى تجربة إنسانية عالمية حين تنبض بالصدق وتتغلغل في مشاعر مثل الفقد، والحنين، والحب.

– جمال فايز: اللغة وعاء للفكر
شدد الروائي والقاص جمال فايز على أن الترجمة، مهما بلغت دقتها، فإنها تفقد النص شيئًا من روحه الأصيلة، خاصة إذا كُتب بالعربية، التي وصفها بأنها “أغنى لغات الأرض وأكثرها ثراءً”، مؤكداً أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للفكر، ومرآة للقيم، ومنبع للإبداع، وأن الترجمة لا تستطيع نقل هذا الإحساس العميق والجذور الثقافية للنص بشكل كامل.