هل تلوح في الأفق مواجهة بين إسرائيل وإيران؟

هل تلوح في الأفق مواجهة بين إسرائيل وإيران؟

تبدو المنطقة كما لو أنها في صراع مفتوح، بل تجد نفسها أمام لوحة بالغة التعقيد لهذا الصراع، حيث التهديد والوعيد الإسرائيلي بضرب أهداف إيرانية أخذ يتصاعد، بعد أن كانت إسرائيل هددت في وقت سابق، برد مقداره «سبعة أضعاف» ضد طهران الداعمة للهجمات القادمة من اليمن، وفق قولها.
السؤال الآن لم يعد «هل» ستوجه إسرائيل ضربة صاروخية لمنشآت إيران النووية أم لا، بل «متى»؟.. هذا هو التيار السائد في تل أبيب، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للتوصل إلى تسوية سياسية مع طهران، بمفاوضات مسقط.

وعندما تقول المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إن إسرائيل تجهز لضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية، فهذا يعني أنها مطلعة على النوايا الإسرائيلية، وخروج تل أبيب الصارخ عن السياسة الأمريكية، والتي تشير التقديرات إلى إمكانية أن تفضي إلى توسيع الصراع الإقليمي، الأمر الذي تجتهد واشنطن لتجنبه، خصوصاً في ظل الغليان الدولي ضد استمرار الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة.

التحضيرات الجارية الآن في كيان الاحتلال، تضم قيادات سياسية وأخرى عسكرية، وباتت الأسئلة المطروحة: متى ستوجه تل أبيب الضربة العسكرية لطهران، قبل وقف الحرب على غزة، أم بعد تسوية جزئية لها، بما يبقى الإقليم مشتعلاً، ويواصل نتنياهو هروبه نحو المواجهة، لتفادي السقوط في براثن القضاء الإسرائيلي، أو ربما انتخابات إسرائيلية مبكرة، فيما لو توقفت كل الحروب؟. في هذا الإطار، يرى سليمان بشارات، الباحث السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، أن التهديدات التي سبق أن لوح بها ترامب ضد طهران، في حال استمر التصعيد من قبل الحوثيين في اليمن، شكلت حافزاً لنتنياهو للمضي قدماً في خطة ضرب إيران، لافتاً إلى أن الأخير يسعى جاهداً لتحقيق حلمه بتوسيع نطاق الحرب من غزة إلى إيران مروراً باليمن، مشدداً: «اللحظة الفارقة التي ينتظرها نتنياهو لضرب إيران تبدو وشيكة».

ويقرع المحلل السياسي محمـد ياغي أجراس الإنذار، محذراً من أن يقود الهجوم الإسرائيلي على إيران إلى حرب شاملة في الإقليم، منوهاً إلى أن حكومة نتنياهو تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز حدود غزة، إذ تسعى لتشديد قبضتها ليس فقط على حركة حماس، وإنما أيضاً على حلفائها الإقليميين (إيران والحوثيون في اليمن).
ولم ينف ياغي إمكانية «ضوء أخضر أمريكي» للضربة الإسرائيلية، وفق ما تقتضي المصالح الأمريكية والإسرائيلية الإستراتيجية، وخصوصاً في حال فشلت مفاوضات مسقط بين أمريكا وإيران.
هذه السيناريوهات دقت صفارات إنذار إضافية، تتوجس منها المنطقة برمتها، وطفت بقوة على سطح الأحداث، بفعل سلسلة الضربات اليمنية الأخيرة على تل أبيب، وسعي الإدارة الأمريكية لإعادة ترتيب الشرق الأوسط، وهي التي ما انفكت تهدد بعمل عسكري ضد طهران، بل إنها حشدت عسكرياً في المناطق المطلة على إيران، وهذه المقاربات وإن بدت منفصلة، إلا أنها في الحقيقة متشابكة.
اليوم تقف المنطقة برمتها فوق برميل بارود، لكن السؤال الذي يتردد هو متى سينفجر؟.