د. مها راشد الرميحي، المديرة العامة لمدرسة طارق بن زياد: تعزيز مفهوم “الازدواجية اللغوية” كاستراتيجية تعليمية مستدامة

أكدت الدكتورة مها راشد الرميحي، المدير العام لمدرسة طارق بن زياد بمؤسسة قطر، على نجاح الخطة العامة للمدرسة لهذا العام، والتي تتضمن افتتاح المدرسة الإعدادية الجديدة التابعة لمدرسة طارق بن زياد.

حيث خُصص مبنى من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لتوسيع المدرسة من خلال إضافة المرحلة الإعدادية، التي تبدأ من الصف السادس وفق منهج البكالوريا الدولية. يقع المبنى الجديد في منطقة السد، على بُعد خمس دقائق فقط من المدرسة الرئيسية، ما يسهم في تسهيل الوصول إليه بالنسبة للأهالي الذين لديهم أبناء في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

تمّ افتتاح الصف السادس الجديد بأربع شعب تضم 62 طالبًا وطالبة. كما شهدت المدرسة استقطاب العديد من المعلمين من دول مختلفة، يتمتعون بخبرة واسعة في برنامج البكالوريا الدولية، ما يعكس إصرار المدرسة على تقديم تعليم عالمي المستوى. تعتبر هذه الإضافة أكبر إنجاز للمدرسة هذا العام وتعد خطوة نوعية في تحسين جودة التعليم المقدّم.

– 2024.. عام النجاح والتوسع
وفيما يخص تقييم العام 2024، قالت الدكتورة مها الرميحي إنه كان عامًا ناجحًا حيث تمّ إنجاز العديد من البرامج التي فاقت التوقعات، وشهدت المدرسة توسعًا كبيرًا في أعداد الطلاب والمعلمين. فمنذ بداية انطلاقتها في 2019، كان عدد الطلاب 150 طالبًا فقط وعدد المعلمين 25، بينما بلغ اليوم عدد الطلاب 750 طالبًا وطالبة، وعدد الموظفين والمعلمين في الكادرين الإداري والتدريسي 104. هذا التطور يعكس الحاجة الفعلية ورغبة الأهالي في تسجيل أبنائهم في هذا النموذج التعليمي الفريد، والذي يتميّز بتقديم تعليم ثنائي اللغة بنسبة 50% للغة العربية و50% للغة الإنجليزية.

– الموازنة بين الهوية والتراث
وأضافت الرميحي أن المدرسة تعتمد منهجًا ثنائي اللغة فريدًا من نوعه، حيث يتم تعليم المواد الاختصاصية مثل الموسيقى والفنون والدراما والرياضة بلغات مختلفة، بما يتماشى مع رؤية المدرسة في تخريج طلاب ذوي مستوى عالٍ من التمكن في اللغتين العربية والإنجليزية. كما تم دمج برنامج البكالوريا الدولية، وهو برنامج عالمي شامل، مع المحتوى المحلي ليتمكن الطلاب من التعرف على هويتهم وتراثهم وثقافتهم، وتعزيز هويتهم العربية والإسلامية والقطرية.

– اتفاقيات شراكة لتوسيع المدرسة
من الإنجازات البارزة أيضًا، توقيع اتفاقية شراكة مع القطاع الخاص لبناء مدرسة طارق بن زياد الإعدادية والثانوية داخل المدينة التعليمية. تم تخصيص مساحة من الأرض في الجانب الجنوبي من المدينة التعليمية لدعم عملية التوسع، مما يعكس تعاون القطاع الخاص مع القطاع الحكومي في تعزيز التعليم. وسوف يستمر طلاب المرحلة الابتدائية في المبنى التاريخي في منطقة السد، بينما سيواصلون مراحلهم الإعدادية والثانوية داخل المدينة التعليمية.

– النموذج التعليمي المتميز
وأشارت الرميحي إلى أن النموذج التعليمي الذي تقدمه المدرسة قد اكتسب سمعة واسعة، حيث أصبح يُعتبر من أشهر نماذج التعليم الابتدائي في الدولة. وأضافت أن المدرسة تلبي تطلعات أولياء الأمور الذين يسعون للبحث عن أفضل المدارس لأبنائهم، حيث توفر بيئة تعليمية تدعم الهوية والقيم الإسلامية، وتحافظ على اللغة العربية والثقافة الإسلامية، كما تتيح للطلاب تعلم اللغة الإنجليزية على مستوى عالٍ، مما يساهم في تأهيلهم للانضمام إلى الجامعات العالمية في المستقبل.

– خدمات طلابية بإدارة قطرية
تواصل مدرسة طارق بن زياد تقديم خدمات طلابية متميزة تحت إدارة قطرية وطنية، حيث يتم تصميم البرامج التعليمية وفقًا لمفهوم ثنائي اللغة بهدف تعزيز الجوانب الاجتماعية والنفسية والعاطفية والأكاديمية للطلاب. يُعتبر النموذج المقدم في المدرسة جاذبًا لأولياء الأمور، بفضل توفير بيئة تعليمية متوازنة وشاملة.

– الرؤية المستقبلية لثنائية اللغة
وأشارت الدكتورة مها الرميحي إلى أن الرؤية المستقبلية للمدرسة في مجال ثنائية اللغة أثبتت أن العالم كله يتجه نحو هذه التجربة. وأضافت أن جميع مدارسنا تعكس هذا التوجه من خلال تضمين عدد من اللغات في المناهج الدراسية. كما أكدت أهمية التركيز الممنهج على كيفية اكتساب الأطفال للغات جديدة، مع الحفاظ على أهمية اللغات الأخرى، وهو أمر بالغ الأهمية يجب أن تدركه المدارس والمؤسسات التعليمية في سعيها لتزويد الطلاب بمهارات لغوية متعددة.

– دمج التراث المحلي في المناهج التعليمية
حول التفاعل مع التراث المحلي، أوضحت الرميحي أن المدرسة منذ انطلاقتها في عام 2019 تلتزم بدمج التراث المحلي في جميع المناهج الدراسية. يتم دمج هذا التراث بشكل مدروس في الأنشطة الصفية واللاصفية، وكذلك في أنشطة ما بعد المدرسة. كما تعمل المدرسة على التعاون مع مختلف الجهات لتنفيذ هذا الدمج بأشكال متعددة.

– التكنولوجيا ودورها في منهج الطلاب
كما أشارت الرميحي إلى أن المدرسة تولي اهتمامًا كبيرًا لدور التكنولوجيا في التعليم، حيث تقدم سياسة أن يكون لكل طالب جهاز خاص به، سواء لاب توب أو آيباد، بدءًا من مرحلة الروضة وحتى الصف السادس. وتعمل المدرسة على تثقيف الطلاب حول كيفية استخدام البرامج المختلفة في الحاسب الآلي، وتنظيم عروض ومشاريع وبحوث من خلال التكنولوجيا.