خبراء وأكاديميون في ندوة بجامعة قطر: التحولات العالمية تحتم إعادة التفكير في الإستراتيجيات التنموية

الدعوة للبحث عن حلول مبتكرة تستند إلى الاستدامة والشراكة الفاعلة مع المنظمات الدولية
في إطار سعي جامعة قطر لتعزيز الحوار الأكاديمي حول قضايا التنمية المستدامة، نظم قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر ندوة تحت عنوان "شراكة من أجل التنمية: دور المنظمات الدولية في دعم التنمية المستدامة في الدول النامية"، حيث شهدت الندوة مشاركة واسعة من الأكاديميين والخبراء، إلى جانب حضور مميز من طلبة الجامعة.
افتتح الندوة الدكتور بهاء الدين مكاوي، رئيس قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، بكلمة ترحيبية أكد فيها أن التنمية المستدامة أصبحت قضية محورية في العالم المعاصر، خاصة في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه الدول النامية.
وأوضح أن التحولات الاقتصادية والبيئية والتكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم تفرض على الدول ضرورة إعادة التفكير في استراتيجياتها التنموية، والبحث عن حلول مبتكرة تستند إلى الاستدامة والشراكة الفاعلة مع المنظمات الدولية.
وأضاف أن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية تلعب دورًا أساسيًا في دعم الأبحاث والمبادرات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على أن هذه الندوة تأتي في سياق جهود جامعة قطر لتعزيز الوعي بأهمية التعاون الدولي في هذا المجال. كما أشار إلى أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب مقاربة شمولية تتجاوز مجرد التمويل، لتشمل بناء القدرات، وتعزيز السياسات الاقتصادية، وتطوير البنى التحتية بشكل يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
شكلت مداخلة سعادة الدكتورة الهنوف بنت عبد الرحمن ناصر آل ثاني، مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية القطرية، المحور الرئيسي للندوة. حيث تناولت دور المنظمات الدولية في دعم التنمية المستدامة، مشيرة إلى العلاقة التكاملية بين الدول النامية والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وغيرها من الوكالات المتخصصة. ولفتت إلى أن المنظمات الدولية لم تعد مقتصرة على تقديم الدعم المالي، بل أصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في نقل المعرفة، تطوير السياسات العامة، وتعزيز قدرة الدول على مواجهة التحديات.
كما أشارت إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 يتطلب شراكة حقيقية بين الحكومات، القطاع الخاص، والمجتمع المدني. وذكرت أن دولة قطر تساهم بشكل كبير في دعم هذه الجهود، ليس فقط عبر المساعدات المالية، بل أيضًا من خلال استثمارات استراتيجية في مجالات التعليم، الصحة، والطاقة المتجددة.
شهدت الندوة مداخلتين أكاديميتين قدمهما أساتذة من قسم الشؤون الدولية. حيث تناول الأستاذ الدكتور يوسف أبو عندل في مداخلته أنواع المنظمات الدولية وآليات عملها، مشيرًا إلى أهمية الشراكة مع هذه المنظمات في تعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية. بينما تناول الأستاذ الدكتور خير ذيابات في مداخلته أهداف التنمية المستدامة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، موضحًا أن تحقيق توازن بين هذه الأبعاد ضروري لضمان نمو طويل الأمد.
ناقش المتحدثون في الندوة عددًا من المشاريع التي ساهمت فيها دولة قطر على الصعيدين المحلي والدولي، والتي تعكس التزام الدولة بالتنمية المستدامة. ومن بين هذه المشاريع: برنامج التحويلات النقدية لمكافحة الفقر، دعم التعليم في إفريقيا وآسيا، ومشاريع الطاقة النظيفة مثل مشروع الطاقة الشمسية في بنغلادش، بالإضافة إلى تمويل مشاريع البنية التحتية والصحة في الدول النامية.
كما تمت الإشارة إلى أن دولة قطر لعبت دورًا محوريًا في دعم المشاريع البيئية والبنية التحتية في العديد من الدول، وهو ما يعكس التزامها بالتنمية المستدامة على المستوى الدولي.