عرض مسرحية “نخل” وندوة فكرية حول المسرح والذكاء الاصطناعي

عرض مسرحية “نخل” وندوة فكرية حول المسرح والذكاء الاصطناعي

شهد جمهور مسرح يوفينيو مساء اليوم، عرضا لافتا حمل عنوان نخل، قدمته شركة فضائية للإنتاج الفني، ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة بمركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات.
وتدور أحداث المسرحية حول شخصية تجد نفسها في بيئة غريبة لا تنتمي إليها، فتخوض رحلة رمزية من التساؤل والبحث عن الذات، وسط محاولات محيطها التأثير على هويتها.
ويستحضر العمل مفاهيم الاغتراب والانتماء، ضمن معالجة فلسفية تستند إلى الرمز والصورة أكثر من السرد التقليدي.
وتميز العرض بأسلوب تجريبي بصري اعتمد على عناصر الكوريغرافيا والحركة المسرحية، من أداء فرقة رحل، ما أضفى على العرض طابعا تعبيريا مميزا.
وقد أشار الفنان حمد عبدالرضا في كلمته التقديمية إلى أن نخل تمثل رؤية جديدة ومبتكرة للمخرج والمؤلف فيصل رشيد، وتعبر بصدق عن قضايا الإنسان الراهنة.
والمسرحية من تأليف وإخراج: فيصل رشيد وإشراف عام: حمد عبدالرضا وبطولة: أحمد العقلان، روان حلاوي، ناصر حبيب، أسرار محمد، ومحمد عادل.
وعقب العرض، عقدت ندوة تطبيقية شارك فيها الفنان البحريني أنور أحمد، والسوداني محمد السني، حيث أشاد الأول بفكرة العمل وتناوله لقضية ضياع الهوية بفعل تأثيرات التكنولوجيا والثقافات الدخيلة، معتبرا أنه "عمل يحرك مشاعر الغبن ويحفز التفكير".
من جهته، أثنى السني على الرؤية الإخراجية، وتماهي الشخصية الرئيسية مع الشخصيات "الممسوخة" كإسقاط على تشوه الهوية في عصر الرقمنة، مشيرا إلى جودة الأداء التمثيلي، والأزياء، والديكور المبتكر.
كما أقيمت ندوة فكرية بعنوان: المسرح في ظل الذكاء الاصطناعي وصراعه مع الإبداع الإنساني، حاضر فيها كل من د. سامح مهران وسعود الكواري، وأدارها الإعلامي صفوت الغشم، وتحدث د. مهران عن "الذكاء الاصطناعي وأزمة المثقف"، محذرا من تحول التقنية إلى بديل للإبداع، مما قد يؤدي إلى "تسطيح الوعي الجماعي وتوحيد الذوق".
ومن جانبه، أكد سعود الكواري أن "الخطر لا يكمن في تطور الأداة، بل في غياب المبدع الحقيقي خلفها"، مشيرا إلى أن الإبداع سيبقى ما دام الإنسان قادرا على الحلم.
وينتظر أن تعرض مساء غد مسرحية ريحة الهيل لفرقة الدوحة المسرحية، من تأليف وإخراج الفنان عبدالرحمن المناعي، ضمن برنامج المهرجان الذي يستمر في تقديم تجارب مسرحية ثرية ومتنوعة.