مقهى الصحافة يناقش صعوبات قطاع الإعلام الرقمي

علي بو مطر: صناعة المحتوى مسؤولية.. والتمويل أبرز العراقيل
غياب الدعم المؤسسي يجعل الأفكار الإبداعية حبيسة الأدراج
أحذف التعليقات السلبية.. والتنمر آفة العصر الإلكتروني
أنتجت أغنية "هلا".. وأهديتها لبلدي احتفاءً بالمونديال
مبادرة "شكراً قطر.. شكراً تميم".. انطلاقتي الحقيقية
صناعة المحتوى تتطلب عدة مقومات والموهبة لا تكفي
طرح سلسلة "إنت تدري؟ قريباً على صفحتي
شيدت حلبة مصارعة في منزلي للتدريب الشخصي
عبدالله السليطي: المركز القطري للصحافة يدعم المواهب الوطنية
استضاف المركز القطري للصحافة، السيد علي بو مطر المهندي أحد صناع المحتوى الرقمي الهادف، وذلك خلال الجلسة العاشرة لمقهى الصحافة، التي أقيمت تحت عنوان: "الإبداع في الإعلام الرقمي".
أُقيمت الندوة بقاعة السيد عبدالله بن حسين النعمة، بحضور نخبة من صناع المحتوى والإعلاميين والجمهور ، وأدارتها الإعلامية أمل عبدالملك.
وأكد الأستاذ عبدالله بن حيي السليطي، حرص المركز القطري للصحافة على دعم المواهب الوطنية الشابة والمحتوى الهادف، وفتح مساحة حوار لإثراء المشهد الإعلامي، ومواكبة تطوراته المتسارعة.
ونوه السليطي بنجاح البرامج الرقمية للمؤثرين في استقطاب نسبة كبيرة من مستخدمى المنصات الرقمية، عبر محتوى هادف ومتنوع يناقش أهم القضايا والاهتمامات.
واستعرضت الإعلامية أمل عبدالملك السيرة الذاتية لضيف الندوة السيد علي بو مطر المهندي، أحد صناع المحتوى الرقمي الهادف، والحاصل على ماجستير في الإدارة الدولية في السياحة.
وأشادت بجودة المحتوى الذي يبثه المهندي عبر حسابه الرسمي على إنستجرام، منوهة باستثمار احترافه التصوير وعشقه لكرة القدم، في إنتاج مقاطع فيديو تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، خاصة خلال استضافة دولة قطر مونديال كرة القدم 2022.
وقالت: جمع المهندي، بين التعليم والابتكار خلال مسيرته الإعلامية، وانطلق في تقديم محتوى مميز يعكس شخصيته وروحه الوطنية، حيث أطلق برامج شخصية مثل "A22" و"شريط"، مقدماً من خلالها لمحات حصرية من حياته وتجاربه التي تعبر عن روح قطر النابضة بالحياة.
"شكراً قطر.. شكراً تميم"
بدأ السيد علي بو مطر المهندي حديثه مثمناً جهود المركز القطري للصحافة في دعم وتشجيع وتسويق المواهب القطرية الشابة، مستعرضاً مسيرته في صناعة المحتوى، متحدثاً عن بداياته وشغفه بالتصوير منذ الطفولة، حيث بدأ تصوير رحلاته العائلية في سن العاشرة، قبل أن يتحول الشغف إلى مشروع جاد في عام 2017 ، بإنتاج فيديو بعنوان "شكراً قطر.. شكراً تميم"، وهو العمل الذي لاقى تفاعلاً واسعاً ودعماً من متابعين طلبوا مشاركته على صفحاتهم، ما شكل نقطة انطلاق نحو إنتاج محتوى يبرز هوية قطر وينقل صورتها إلى العالم.
وقال: برنامج (A22) الذي كنت أقدمه على صفحتي قبل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مستهدفاً الناطقين باللغة الإنجليزية حظي بتقدير إعلامي، حتى إن تلفزيون قطر تبنى إعادة إنتاجه باللغة العربية، الأمر الذي أسعدني وأشعرني بأنني أمضي على الطريق الصحيح، لا سيما أن الهدف الرئيسي مما أقدمه ليس الشهرة، وإنما صناعة محتوى يليق بي كمواطن قطري ويشرف بلادي".
أكد المهندي أن صانع المحتوى عليه مسؤولية مجتمعية وأخلاقية، حيث لا يقتصر دوره على الترفيه أو نقل المعلومة، بل يتطلب منه احترام قيم المجتمع ومعاييره، والتمييز بين ما هو مقبول وغير مقبول، لذا على صانع المحتوى أن يلتزم بالصدق والاحترام.
"شريط"
وانتقل في حديثه إلى برنامج "شريط"، الذي أطلقه عبر سلسلة من الفيديوهات لتسليط الضوء على الفن القديم، حيث استعرض من خلاله مراحل وتفاصيل من التراث الفني. وبعدها أعاد إطلاق سلسلة ثانية بالاسم نفسه، خصصها للحديث عن الفنانين القدامى في الوطن العربي، مشيراً إلى سعيه لإصدار سلسلة ثالثة تركز على فناني الخليج القدامى؛ بهدف توثيق هذا الإرث الفني وإحيائه بأسلوب رقمي معاصر.
"إنت تدري؟"
وتطرق المهندي إلى برنامجه "إنت تدري؟"، الذي يركز من خلاله على تقديم معلومات رياضية مبسطة وجذابة، وأشار إلى خطته لإطلاق البرنامج عبر صفحته على إنستجرام خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن النسخة الجديدة من البرنامج ستتميز بتنوع أكبر في المضمون، حيث لن تقتصر على المجال الرياضي فحسب، بل ستتضمن معلومات غريبة وعجيبة ولكن مفيدة، تُعرض بأسلوب مشوق وبزمن قصير، ما يجعل المتابع يحصل على المعلومة بطريقة سلسة وممتعة، تواكب طبيعة منصات التواصل وتستقطب جمهوراً أوسع.
أغنية "هلا"
وأشار علي بو مطر المهندي في حديثه إلى أغنية "هلا" التي قام بإنتاجها من ماله الخاص، وقدمها كهدية تعبر عن حبه العميق لوطنه، مؤكداً أن العمل جاء بالتزامن مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وكان يحمل رسالة وطنية وشعورية صادقة.
وأوضح أنه رغم عدم وجود جهة تمويل تدعم هذا المشروع، فإنه أصر على المضي قدماً في إنتاج الأغنية وإطلاقها خلال فترة البطولة؛ إيماناً منه بدور المحتوى الفني في التعبير عن الانتماء الوطني والمساهمة في إبراز صورة قطر أمام العالم.
كما كشف عن وجود نية لتحضير عمل مشابه خلال فترة استضافة دولة قطر بطولة كأس العرب للعام الجاري، في إطار مواصلة مساهماته في توثيق الفعاليات الكبرى بأسلوب فني هادف.
وفي سؤال للإعلامية أمل عبدالملك حول ما إذا كان الإعلام الرقمي قد سحب البساط من الإعلام التقليدي، أكد المهندي أن الإعلام التقليدي لا يزال متربعاً على العرش، فالإعلام التقليدي هو المرجعية الأولى لأخبار الدولة، ومصدر المعلومات، أما فيما يتعلق بالإعلام الرقمي أو الإعلام الجديد، فهو نوع من أنواع الإعلام الذي فرضه التطور والثورة التكنولوجية، ويعد مسانداً للإعلام التقليدي إلا أنه لم يسحب البساط من تحته.
مقومات حقيقية
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان كل من يتواجد على الساحة الرقمية مؤهلاً ليكون صانع محتوى ومؤثراً، قال المهندي: صناعة المحتوى ليست مجرد حضور على المنصات، بل مسؤولية تتطلب مقومات حقيقية، فالنجاح في هذا المجال -من وجهة نظري- يقوم على ثلاثة عناصر أساسية؛ أولها الرغبة الصادقة والشغف الحقيقي، وثانيها تطوير المهارات التقنية والفكرية باستمرار، وثالثها الاستفادة من العوامل المحيطة، سواء كانت بيئة داعمة أو فرصًا متاحة. وأضاف أن التأثير الحقيقي لا يُقاس بعدد المتابعين، بل بمدى القيمة التي يقدمها المحتوى، وقدرته على إحداث فرق إيجابي في وعي وسلوك الجمهور.
حلبة مصارعة
في إجابته على سؤال الإعلامية أمل عبدالملك حول شغفه بعالم المصارعة، قال المهندي: عشقي للمصارعة يعود إلى الطفولة، حيث كنت أمارسها مع إخوتي وأصدقائي بشكل عفوي، وكنت أتابع المصارعة العالمية بشغف كبير، إلى أن شيدت لاحقاً حلبة مصارعة داخل منزلي لاستخدامي الشخصي، كتجسيد لحبي العميق لهذه الرياضة.
وأضاف: هذا الشغف لم يتوقف عند حدود المتابعة، بل شكل جانباً من شخصيتي الإبداعية، مشيراً إلى أنه يستمد من عالم المصارعة مفاهيم مثل التحدي والانضباط والثقة، وهي قيم يحرص على تضمينها في المحتوى الذي يقدمه، خصوصاً عندما يخاطب فئة الشباب.
التنمر الإلكتروني
وفي سياق الحديث عن التحديات الشخصية، تطرق المهندي إلى ظاهرة التنمر الإلكتروني التي اعتبرها آفة العصر الإلكتروني، وأكد أنه يتعامل مع التعليقات السلبية والمتنمرة رغم قلتها بحذفها وحظر الحسابات المسيئة.
وقال: التعليقات المسيئة لها تأثير نفسي خطير على صانع المحتوى، حيث تصيب الكثيرين منهم بالإحباط واليأس والشك في موهبتهم، مما قد يدفع الكثيرين من الموهوبين إلى الاعتزال المبكر، خصوصاً حين تكون تلك الرسائل جارحة.
وأكد أن التعامل مع التنمر يحتاج إلى وعي عالٍ وتوازن نفسي، خاصة في ظل بيئة رقمية منفتحة لا تخلو من النقد الجارح، مضيفاً أنه يسعى دائماً لترسيخ ثقافة إيجابية عبر منصاته، سواء بالتفاعل المحترم، أو من خلال تجاهل الإساءة بشكل لا يسمح لها بأن تؤثر على مسيرته.
نقص التمويل
وبشأن الصعوبات التي تواجهه في مسيرته كصانع محتوى مستقل، أكد المهندي أن قلة التمويل من أبرز العراقيل، خاصة حين يتعلق الأمر بإنتاج مبادرات وبرامج تتطلب دعماً مادياً كبيراً.
وأوضح أن العديد من الأفكار الإبداعية قد تبقى حبيسة الأدراج؛ بسبب غياب الرعاية والدعم المؤسسي، رغم أنها قادرة على تحقيق تأثير مجتمعي وثقافي واسع. وأعرب عن أمله في أن تتبنى المؤسسات الوطنية نماذج من صناع المحتوى الشباب، وتدعمهم بشكل منهجي، بما يساهم في خلق مشهد إعلامي رقمي منافس، يعكس روح قطر الحديثة، ويعزز من حضورها في الفضاء الإعلامي العالمي.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية اكتشاف ودعم المواهب الوطنية الشابة، وضرورة توفير البيئة الملائمة التي تمكنها من الإبداع والتأثير الإيجابي في المجتمع، مشيدة بما يقدمه علي بو مطر المهندي من محتوى هادف يعكس روح الانتماء والابتكار، ويُعد نموذجاً ملهماً لصناع المحتوى الشباب في قطر والمنطقة.