اليوم العالمي للبيئة: نداء للتعاون لمكافحة التلوث البلاستيكي

اليوم العالمي للبيئة: نداء للتعاون لمكافحة التلوث البلاستيكي

تحت شعار "القضاء على التلوث بالمواد البلاستيكية"، تحتفل الأسرة الدولية غدا الخميس باليوم العالمي للبيئة الذي يحتفل به سنويا في الخامس من يونيو، ويتزامن هذا العام مع وصول التلوث البلاستيكي إلى مستويات غير مسبوقة تهدد النظم البيئية والصحة البشرية على حد سواء.

وتهدف المناسبة إلى تسليط الضوء على الأدلة العلمية المتزايدة حول آثار التلوث البلاستيكي، وبناء زخم شعبي عالمي لرفض البلاستيك أو تقليص استخدامه أو إعادة تدويره أو الترويج لسبل بديلة في التعامل معه، سعيا نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن العالم ينتج سنويا أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك، يخصص نصفها تقريبا للاستخدام لمرة واحدة فقط، ولا يعاد تدوير سوى أقل من 10% من هذه الكمية الهائلة، والأخطر من ذلك أن ما يقارب من أحد عشر مليون طن من البلاستيك ينتهي بها المطاف كل عام في البحيرات والأنهار والمحيطات، وهي كمية تعادل تقريبا وزن 2200 برج إيفل مجتمعة.

وتستضيف مقاطعة جيجو في كوريا الجنوبية فعاليات الاحتفال بهذا اليوم هذا العام بهدف طموح وهو القضاء على التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040، حيث تتضمن الفعاليات الرئيسية مؤتمرا دوليا، وخريطة عالمية للأنشطة، وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومبادرات لتنظيف الشواطئ، ومعرضا للحلول المبتكرة.

وفي دولة قطر، أطلقت وزارة البيئة والتغير المناخي، بهذه المناسبة، مجموعة من الفعاليات التوعوية وذلك في مجمع قطر مول، منذ الفترة من الأول حتى يوم أمس الثالث من يونيو الجاري بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى مختلف شرائح المجتمع، وتسليط الضوء على مخاطر التلوث البلاستيكي وتأثيراته السلبية على النظم البيئية البرية والبحرية، من خلال أنشطة تعليمية وتفاعلية تجمع بين الترفيه والمعلومة.

وتضمنت الفعاليات عددا من الأركان التوعوية، من بينها "ركن البر" الذي يعرض آثار التلوث البلاستيكي على البيئة البرية، و"ركن البحر" الذي يبرز التأثيرات الضارة للبلاستيك على الحياة البحرية، وتخصيص "حديقة المعرفة" لتقديم معلومات علمية دقيقة حول أنواع البلاستيك وتأثيراتها الصحية والبيئية، بالإضافة إلى "ركن التصوير" الذي يتيح للزوار تجربة تفاعلية لتشجيع السلوكيات البيئية الإيجابية.

وتبدي دولة قطر اهتماما كبيرا بالبيئة وسلامة كافة عناصرها، انطلاقا من التزامها بالتعهدات الدولية واتفاق باريس للمناخ، خاصة أن الدولة تعتبر من الدول الرائدة في مجال مكافحة التلوث البلاستيكي، وذلك من خلال نهجها الشامل الذي يجمع بين السياسات الحكومية، والمشاريع المجتمعية، والتعاون الدولي.

كما تشارك دولة قطر في فعاليات اليوم العالمي للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، الذي يصادف الثالث من يوليو من كل عام، وذلك بتنظيم عدة فعاليات توعوية للجمهور، تؤكد على ضرورة الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستعمال وضرورة استبدالها بأكياس قماشية وصديقة للبيئة، من أجل الحفاظ على البيئة واستدامتها وتحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030.

ويكتسب اليوم العالمي للبيئة 2025 أهمية بالغة في ظل تفاقم أزمة التلوث البلاستيكي العالمية، فالجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي لا يتجاوز قطرها 5 مليمترات، تتسلل إلى الطعام والشراب والهواء، وتشير التقديرات إلى أن الإنسان يبتلع سنويا ما يزيد عن 50 ألف جسيم بلاستيكي.

كما يهدد التلوث البلاستيكي التنوع البيولوجي، حيث يؤثر على أكثر من 800 نوع من الكائنات البحرية والبرية، ويتسبب في اختناق وموت الحياة البرية والبحرية، ويمتد تأثيره السلبي على النظم البيئية من قمم الجبال الشاهقة إلى أعماق المحيطات السحيقة.

ويقول أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة بهذه المناسبة، إن التلوث بالمواد البلاستيكية يخنق كوكب الأرض، لافتا إلى وجود تحركات عالمية لإحداث تغيير عاجل، من خلال صياغة معاهدة عالمية جديدة لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، الذي يضر بالنظم الإيكولوجية والرفاه والمناخ، فيما تسد النفايات البلاستيكية مجاري الأنهار وتلوث المحيطات وتعرض الأحياء البرية للخطر، وشدد غوتيريش على ضرورة بذل المزيد من الجهد والعمل بوتيرة أسرع.

ويواكب "اليوم العالمي للبيئة" لهذا العام حملة "اهزموا التلوث البلاستيكي" التي تقودها الأمم المتحدة، لتحفيز المجتمعات في مختلف أنحاء العالم على تطبيق الحلول وتعزيز الوعي بها، حيث يسعى اليوم العالمي للبيئة 2025 إلى تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تشجيع الحلول المستدامة والبدائل للبلاستيك أحادي الاستخدام، وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير، وتقليل الانبعاثات الكربونية المرتبطة بإنتاج البلاستيك.

وتعتبر الأكياس البلاستيكية من أبرز الملوثات البيئية، حيث تلوث الهواء والمياه والأراضي وتؤثر على الحياة البرية والأحياء المائية، وبالإضافة إلى ذلك فإن إنتاج الأكياس البلاستيكية يشكل خطرا على الصحة العامة، حيث يمكن أن تتسبب في تلوث الطعام والمشروبات بمواد كيميائية ضارة. كذلك فإن منع الأكياس البلاستيكية يساهم في الحفاظ على البيئة والحياة البرية والأحياء المائية، ويساهم في الحد من تغير المناخ وتدهور البيئة.

كما أنه يشجع على استخدام بدائل صديقة للبيئة مثل الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام والأكياس الورقية. ويبعث الاحتفال باليوم العالمي للبيئة 2025 هذا العام برسالة مفادها أن الطبيعة تطلق نداء استغاثة، وأن التحرك الفوري لم يعد خيارا ، بل ضرورة لمواجهة هذه التحديات الوجودية وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

يذكر أن يوم البيئة العالمي، تأسس، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1972، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، أصبح هذا اليوم من أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية، ويشارك فيه عشرات الملايين من الناس عبر الإنترنت ومن خلال الأنشطة والفعاليات والأنشطة الحضورية حول العالم.