معهد الشرق الأوسط: قطر تعزز تعاونها وتبرز دورها الدبلوماسي في قضايا المنطقة

معهد الشرق الأوسط: قطر تعزز تعاونها وتبرز دورها الدبلوماسي في قضايا المنطقة

أكد تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط أن دولة قطر تواصل ترسيخ مكانتها كقوة دبلوماسية إقليمية فاعلة، معززةً شراكتها مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال خطوات إستراتيجية متعددة، كان أبرزها ما شهدته زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى الخليج.
وبحسب التقرير، فإن قطر، التي تولي اهتمامًا كبيرًا للقوة الناعمة والتعليم، ركزت على إبراز دورها الدبلوماسي من خلال وساطات إقليمية فعالة، كما عززت من شراكاتها التكنولوجية عبر اتفاقيات تعاون مع جامعات أمريكية مرموقة، إلى جانب تحديث بنيتها العسكرية، وفي مقدمتها قاعدة العديد الجوية.
تعاون إستراتيجي
وفيما يخص التعاون القطري- الأمريكي، أوضح التقرير أن الدوحة تبنّت نهجًا إستراتيجيًا متوازنًا تمثل في إطار اقتصاد تبادلي ضخم بقيمة 1.2 تريليون دولار، بالإضافة إلى استثمار مباشر بقيمة 10 مليارات دولار لتحديث البنية التحتية لقاعدة العديد، بما يعكس التزام قطر بدورها كشريك أمني موثوق لدى واشنطن.
كما أكد التقرير أن الوساطة القطرية في ملفات إقليمية حساسة مثل غزة والبرنامج النووي الإيراني كانت حاضرة بقوة خلال الزيارة، إذ أقرّ الرئيس الأمريكي ترامب في تصريحاته بأهمية الدور القطري المتنامي في المنطقة. وأشار التقرير إلى أن قوة قطر تكمن في قدرتها على التواصل والتأثير في الوقت نفسه على المستويات الإقليمية والدولية.
نتائج إقليمية
زيارة ترامب إلى الخليج، والتي بدأت من الدوحة في مايو الماضي، جاءت في سياق إعادة معايرة العلاقات الأمريكية-الخليجية، واعتُبرت أول تحرك خارجي في ولايته الثانية. ووفق التقرير، لم تكن الزيارة دبلوماسية تقليدية، بل مثّلت لقاءً إستراتيجيًا عكس تقاطع المصالح بين الطرفين، في ظل عالم يشهد تحولات متسارعة.
وقد عملت دول الخليج، وفي مقدمتها قطر، على استغلال هذه الزيارة لترسيخ أجنداتها التنموية ضمن منطق التنافس العالمي، واستثمار رأس المال والموارد لتعزيز نفوذها الإستراتيجي، مع الحفاظ على علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة تخدم المصالح المشتركة.
وفي سياق إقليمي متصل، أشار التقرير إلى أن أحد أبرز مخرجات زيارة ترامب تمثل في رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وهي خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً واضحاً على تصاعد نفوذ دول الخليج في إعادة تشكيل الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
ورغم أن هذه الخطوة جاءت من واشنطن، فإن الإعلان عنها من العاصمة الرياض عكس مدى تنامي الدور الخليجي في صياغة الحلول، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
أبرز ما أكده تقرير معهد الشرق الأوسط هو أن قطر تسعى إلى شراكة متوازنة مع واشنطن، تُمكّنها من التحرك بحرية في الملفات الإقليمية الحساسة، مع الاستمرار في لعب دور الوسيط الفاعل. ففي مرحلة جديدة من العلاقات الدولية، تعيد دول الخليج صياغة شراكاتها بناءً على رؤى تنموية ومصالح إستراتيجية مستقلة، وهو ما ظهر بوضوح في الزيارة الأخيرة، التي عكست توازنًا وشراكة في العلاقة القطرية- الأمريكية.