د. عايش القحطاني: فضل إحياء سنة الأضحية كبير جدًا

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتوجه أنظار المسلمين حول العالم إلى واحدة من أعظم الشعائر الإسلامية، وهي شعيرة الأضحية، التي ترتبط بقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وتجسد معاني الإيمان، والطاعة، والتضحية في أسمى صورها. ورغم مرور القرون، لا تزال الأضحية حاضرة بقوة في وجدان المسلمين، ويحرصون على أدائها وفق ما تسمح به ظروفهم، سواء بذبحها بأنفسهم داخل بلدانهم، أو بالتوكيل عنها لتذبح في دول أخرى أكثر حاجة، وفي قطر، تتجلى هذه الشعيرة كل عام وسط مزيج من التقاليد المتوارثة والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الحديثة، التي بدأت تؤثر على كيفية أداء هذه السنة المباركة. ويرى علماء الدين، أن الأضحية ليست مجرد طقس موسمي، بل هي عبادة جليلة تحمل في طياتها أبعادا إيمانية واجتماعية، فهي تعبير عن الامتثال لأمر الله، وتجسيد لمعاني التضحية، والتكافل الاجتماعي.
وفي هذا السياق قال فضيلة الشيخ الدكتور عايش القحطاني: إن الأضحية ليست إراقة دماء فقط، وإنما هي امتثال لأمر الله وتعبير عن الشكر للنعم التي أنعم بها الله على عبادة، ومن مقاصدها أن يشعر الغني بالفقير وتعم الفرحة كل بيت مسلم. وأضاف: إن شعيرة الأضحية هي التزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن تطبيقها سنة مؤكدة، وأجرها كما قال المصطفى «ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة، بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا».
ولفت إلى أن الأضحية أجرها عظيم، وعلينا ان نحيي عظمة هذه الشعيرة ونغرسها في نفوس أبنائنا، ونتحدث مع الأبناء عن هذه الشعيرة ونقص عليهم قصة النبي إبراهيم عليه السلام، ونربيهم على السنة ونجعلهم على اطلاع كيف يتم اختيار الأضحية السليمة، داعيا إلى إحياء شعيرة الأضحية أمام الأبناء ليشاهدوا التزام والدهم ويسيرون على ذات الالتزام، مؤكدا أنه من الجائز تكليف من ينوب عن الشخص لإحياء الشعيرة في الخارج، كما أنه من الجائز أن يتكفل أحد الأشقاء بإحياء شعيرة الأضحية لكونها تجزي عن باقي الأشقاء إن كانوا في نفس المنزل يجهزون أكلهم في مطبخ واحد. وتابع، في كل عيد أضحى يحرص القطريون على ذبح الأضحية باصطحاب أبنائهم الى المذبح المجهز والمرخص، ليشهدوا هذه السنة المباركة ويتعلموا قيمها، حيث إن فرحة الذبح، والتوزيع، وحتى تجهيز اللحوم، هي جزء من ذاكرة طفولتنا التي نريد نقلها لأبنائنا. ويرى القحطاني، أن الأضحية وأجواء العيد لا تزال حاضرة في أذهان الكثير ممن عاشوا أجواءها وطقوسها مع الآباء سابقا لتبقى رمزا حاضرا للتقارب الأسري. وأردف: رغم التمسك بهذه الشعيرة لدى الغالبية، إلا أن البعض بدأوا يلجؤون إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتوكيلها بذبح الأضحية نيابة عنهم في دول فقيرة، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، أو الرغبة في إيصال اللحم لمستحقين أشد حاجة، ولكن يبقى إحياؤها وذبحها داخل الدولة فيه أجر عظيم.