20 غارة إسرائيلية تعيد لبنان إلى أجواء النزاع العسكري

اعادت إسرائيل سكان ضاحية بيروت الجنوبية الى مأساة الحرب وحولت ليل الضاحية الى جحيم من الغارات عشية عيد الأضحى المبارك في انتهاك صارخ لاتفاق وقف النار يعتبر الأكبر كما ونوعا. مما اثار موقفا شديد اللهجة من الدولة اللبنانية عبر عنه رئيس الجمهورية جوزاف عون بشدّة تجاه العدوان الإسرائيلي على محيط العاصمة اللبنانية بيروت، مؤكداً "ان هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدسة، إنما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا. وهي رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، الى الولايات المتحدة الامريكية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها. وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً".
وتكامل موقف رئيس الجمهورية مع مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام فيما لوح الجيش اللبناني بتعليق اتصالاته مع لجنة الارتباط اذا استمرت الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي عدوان مفاجئ انقلبت حياة سكان الضاحية رأسا على عقب وتحولت نسبة كبيرة منهم الى نازحين في شوارع بيروت جراء سلسلة غارات عنيفة استهدفت عدداً من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت بذريعة أنها تتضمن منشآت تحت الأرض عائدة للوحدة الجوية التابعة لـ"حزب الله"، مهمتها تصنيع طائرات مسيّرة بتوجيه إيراني. وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر بإخلاء مواقع في الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.
وأصدرت لجنة إعادة الإعمار في منطقة بيروت إحصاءً أولياً يرصد الأضرار التي خلفتها الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد طالت الاعتداءات العديد من الأحياء السكنية، مخلّفة دماراً واسعاً في الأبنية والمؤسسات، وأضراراً جسيمة في الممتلكات. حيث دمر العدو تسعة مبانٍ تدميراً كلياً، وقد تضرر جراء العدوان 71 مبنًى، و 50 سيارة و177 مؤسسة. إضافة الى 874 وحدة سكنية تضررت من الاعتداء.
وتزامنت الغارات الإسرائيلية على بيروت مع غارات على بلدة عين قانا في الجنوب وعاشت مناطق الجنوب والبقاع حالة رعب وقلق جراء موجة اتصالات هاتفية مكثفة من قبل الجيش الإسرائيلي، تطالب السكان بإخلاء منازلهم بشكل فوري. وصباح العيد انشغل اهل الضاحية بتفقد حجم الدمار وغابت بهجة العيد عن الاحياء السكنية.